مقتل "ابودرع" القيادي المنشق عن التيار الصدري في سوريا
النخيل-اعتبر التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، اليوم الثلاثاء، أنه "غير معني" بالأنباء التي تحدثت عن مقتل القيادي المنشق عن جيش المهدي المسمى (ابو درع) في سوريا، وأكد أن زعيم التيار طالب الأجهزة الأمنية في اكثر من مناسبة باعتقال ابو درع، مشددا على رفضه تدخل الاطراف العراقيين في الشأن السوري.
وقال القيادي في كتلة الاحرار التابعة للتيار امير الكناني في حديث اعلامي إن الانباء التي تناقلتها بعض وسائل الاعلام عن مقتل ابو درع في العاصمة السورية دمشق خلال معارك مع الجيش الحر ، لا تعنينا، مبينا إننا نسمع في الاخبار أن بعض الاشخاص يقاتلون في سوريا اما لأسباب عقائدية او بدوافع مادية، وهذا الامر ليس مهم لدينا، بل لا يعنينا.
وكان الجيش السوري الحر قد اعلن أمس الاثنين عن مقتل من سماه بـ"سفاح بغداد" ابو تراب المعروف باسم "أبو درع" في معارك في منطقة السيدة زيب في العاصمة السورية دمشق.
واضاف الكناني أن زعيم التيار الصدري سبق وأن طالب الاجهزة الامنية باتخاذ الاجراءات القانونية والقبض على ابو درع او غيره من الشخصيات التي لا تزال تحمل السلاح وتمارس العنف بطريقة او بأخرى، مشيرا الى أن الصدر امر بتجميد جيش الامام (جيش المهدي) منذ سنوات وجمد ايضا لواء اليوم الموعود اثناء الانسحاب الامريكي من العراق.
وتابع القيادي في كتلة الاحرار أن التيار الصدري له موقف واضح من الازمة السورية وهو رفض التدخل او دعم الاحتراب الداخلي ولا يحق للأحزاب السياسية او المقاومة الذهاب الى سوريا والقتال مع اي طرف.
وشدد الكناني على أن " الشعب السوري هو المعني بتغيير حكومته ونظامه وليس اي طرف اخر".
وعلى الرغم من انتشار خبر مقتل أبو درع إلا أن ذلك لم يتم تأكيده من مصادر رسمية كما لم تظهر أي ادلة على مقتله، في حين وصفت مصادر من مدينة الصدر لـ(المدى برس) الأنباء التي تحدثت عن مقتل (ابو درع ) بانها "غير صحيحة نهائيا".
وأوضحت المصادر أن "قطاع 74 وقطاع 75 والذي يسكن فيه ابو درع مع عائلته هادئ ولا يوجد فيه اي مظهر من مظاهر الحزن او التوتر".
ويعد ابو درع من ابرز قيادات مليشيا جيش المهدي التابعة للتيار الصدري خلال فترة العنف الطائفي ما بين عامي 2006 و2007 وتهم بتنفيذ عمليات تطهير طائفي ضد السكان السنة في العاصمة بغداد وقتل المئات منهم خلال تلك الفترة، خصوصا في مناطق الفضل والاعظمية من خلال القيام بحملات خطف كبيرة باستخدام سيارات الاسعاف والشرطة لإضفاء صفة رسمية على تحركاته.
وعقب تشكيل عمليات بغداد في شباط عام 2007 وانتشار قوات اضافية امريكية في العام ذاته لخفض مستوى العنف آنذاك، ادى الى تحجيم عمليات العنف التي يقوم بها ابو درع ومن ثم اعتقاله فيما بعد، الا أن الغريب في الامر أن ابو درع افرج عنه في ظروف غامضة في نيسان عام 2010 ، ومن ثم ظهور في ايران بشكل مفاجئ قبل اعلان انشقاقه عن التيار الصدري وانضمامه لعصائب اهل الحق التي يتزعمها قيس الخزعلي.
وكان الصدر دعا في (19 حزيران 2011)، سكان قطاع 33 في مدينة الصدر إلى التصدي لأتباع أبي درع اجتماعياً أو عن طريق العشائر، مطالباً في الوقت نفسه الحكومة بردعهم، مؤكداً أنه يقف مع أهالي الحي وسيعمل على دعمهم.
وجاءت هذه الدعوة بعد مقتل شخص واصابة اربعة اخرين في ( 18 حزيران عام 2011) باشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة اندلعت بين عناصر من جيش المهدي التابع للتيار الصدري وأتباع القيادي المنشق عن التيار والملقب (أبو درع) في قطاعات 75 و80 و35 في مدينة الصدر الواقعة شرق العاصمة بغداد.
وكان زعيم التيار الصدري قرر تجميد عمل "جيش المهدي" في اب عام 2007 عقب اشتباكات اندلعت بينه وبين قوات الامن العراقية في مدينة كربلاء خلال الزيارة الشعبانية (مولد الامام المهدي، الامام الثاني عشر للشيعة".
كما قرر عدم الغاء التجميد في عام 2011 وذلك بسبب ما اسماه "ازياد المفاسد بين صفوفه ومن يدعون الانتماء لجيش المهدي".
وأنهت الولايات المتحدة الأميركية رسميا تواجدها في العراق في 31 كانون الأول 2011 بعد تسع سنوات من اجتياح قواتها العسكرية عام 2003، وإسقاط نظام الرئيس العراقي صدام حسين، بقرار من الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.