المدى برس/
بغداد أكد الأمين العام لحزب الله العراقي، واثق البطاط، اليوم الثلاثاء، أن جيش المختار باشر بتنفيذ عملياته الأمنية بعد مقتل الجنود الخمسة في الأنبار "بـالتنسيق مع القوات الأمنية"، وكشف أن لديه جهاز استخباري، وتحالفات استراتيجية مع عصائب أهل الحق ولواء اليوم الموعود وحزب الله، لافتا إلى أن عمله يتم بإرشاد شرعي من قبل عدد من المراجع الدينية أهمها المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، في حين نفت عصائب اهل الحق وجود أي تعاون لها مع البطاط، ووصفته بـأنه "شخصية وهمية".
وقال الأمين العام لحزب الله العراقي، واثق البطاط، في حديث إلى (المدى برس)، إن "جيش المختار بدأ نشاطه بعد مقتل الجنود الخمسة من قبل المسلحين في الأنبار"، مشيراً إلى أن "آخر عملية نفذها كانت أمس الجمعة، (الـ24 من ايار 2013 الحالي)، في صحراء الأنبار عندما اشترك مع القوات الأمنية في ملاحقة المسلحين".
وأضاف البطاط، "هناك تنسيق بين جيش المختار والقوات الأمنية بنسب متفاوتة يصل إلى ما بين 90-95 بالمئة في المناطق الساخنة"، وأوضح أن "القوات العسكرية والأمنية تحتاج إلى دعم الأطراف المحيطة بهم وجيش المختار مناطقي واتباعه موجودون في المناطق الساخنة ويتعاونون مع القوات الأمنية"، مستطرداً بالقول "عدونا مشترك وهم يحاربون معنا الإرهاب وتنظيم القاعدة".
ولفت الأمين العام لحزب الله العراقي إلى أن "لدى جيش المختار منظومة استخبارية تؤدي عملاً عسكرياً ضد بعض المطلوبين"، وزاد "نحصل على أهدافنا من قبل مصادرنا الخاصة التي يوجد بعضها في استخبارات الجيش العراقي أو وزارة الداخلية".
ومضى البطاط، قائلاً إن "المعلومات تأتي عن الهدف ونحن نتأكد من دقتها وكون المصدر لا يكن عداوة معه أو لديه أي مطامع"، مستدركا "لا نأخذ بالمعلومات غير الدقيقة ونتحقق منها من قبل مصادر أخرى ومن الأجهزة الأمنية".
واسترسل الأمين العام لحزب الله العراقي، أن "جيش المختار يقوم باقتحام الهدف بعد التأكد من المعلومات"، مبينا أن "العمليات التي نفذها اثبتت دقتها إذ تم العثور على أدلة تثبت تورط المستهدفين بعمليات إرهاب ومنها أقراص حاسوبية وعبوات ناسفة ووثائق ومنشورات".
ودلل البطاط على ذلك بالإشارة إلى أن "العملية التي جرت في منطقة جرف الصخر،( 60 كم شمال الحلة مركز محافظة بابل، 100 كم جنوب العاصمة بغداد)، التي اعتقل خلالها 37 إرهابياً غير الذين قتلوا في الاشتباكات، كانت بالتنسيق بين جيش المختار وقيادة الفرات الأوسط، بعد ان زودناهم نحن بالمعلومات".
وأكد الأمين العام لحزب الله العراقي، واثق البطاط، أن "عملية إلقاء القبض على والي ولاة تنظيم القاعدة في العراق تمت من قبلنا بالتعاون مع الأجهزة الأمنية"، مشدداً على أن "جيش المختار لا يستهدف محال بيع الخمور والنوادي الليلة لأنها ليست في صلب اهتماماته كونه معبئاً بالأساس ضد المسلحين والإرهابيين".
ولفت البطاط، إلى أن "جيش المختار يواجه العمليات الإجرامية التي يتعذر على الأجهزة الأمنية متابعتها ومنها حالات الاختطاف وابتزاز أهالي الضحايا إذ يقوم بالقبض على الخاطفين سواء كانوا شيعة أم سنة"، كاشفاً عن "وجود تحالفات استراتيجية بين جيش المختار وقوى شيعية أخرى لاسيما عصائب أهل الحق ولواء اليوم الموعود وحزب الله، برغم عدم الاشتراك بتنفيذ عملية موحدة حتى الآن إنما يمكن التعاون على مجموعة أهداف في منطقة معينة".
وأكد الامين العام لحزب الله العراقي "لدينا اتصال مع المرجعيات الدينية من خلال تزويدهم بالمعلومات والتفاصيل كما أنهم في أغلب الأحيان يطالبوننا بأن نسلمها إلى الأجهزة الأمنية ليتم عرض المتهمين على القضاء".
وذكر لبطاط أيضاً، لقد "آلينا على أنفسنا أن نعمل تحت إشراف المرجعيات الدينية كافة وبمباركتها"، مستدركاً "لكن منها ما يتحفظ أو يكتفي بتزويدنا بالأحكام الشرعية وبعض الفتاوى".
واستطرد الأمين العام لحزب الله العراقي، أن من "أهم المرجعيات الدينية التي تؤيد عملنا المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي الخامنئي الذي يعد مرجعنا الأكبر، والسيد محمد المدرسي والسيد كمال الحيدري والشيخ فاضل المالكي في بعض الأمور"، متابعاً أن "المرجعيات التي تتحفظ على إعطائنا الأحكام وتطالبنا بعرض الأمور على القضاء تتمثل بالمرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني والشيخ بشير النجفي".
وعلى الرغم من حديث البطاط عن تعاون مع أجهزة الدولة لا بل تنفيذ عمليات مشتركة معها فإن رئيس الحكومة نوري المالكي أكد في مؤتمر صحافي عقده عقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء اليوم الثلاثاء أن "توجيها صدر من مجلس الوزراء للأجهزة الأمنية بالضرب بقوة كل من يريد أن يشكل قوة خارج إطار قوة الشرطة والجيش".
أما حركة عصائب أهل الحق فقد نفت بدورها أي علاقة بالبطاط، وقال المتحدث الاعلامي باسم الهيئة السياسية لحركة اهل الحق (عصائب الحق) احمد الكناني في حديث إلى (المدى برس) إن "البطاط شخصية وهمية يراد من ظهورها تخويف فئة معينة من الشعب العراقي"، نافيا "وجود تعاون عسكري بين العصائب والبطاط"، مؤكدا أن "حركة أهل الحق لا تعرف البطاط وتجهل مكان وجوده".
وكان الأمين العام لحزب الله العراقي، واثق البطاط، أعلن في (الـ20 من ايار 2013)، أنه "متعطش لدماء" الذين يلوحون بحمل السلاح أو الأقاليم، وشدد على أن جيش المختار "مستعد "مستعد لمواجهة العدو"، متوعدا بـ"رد قوي" على اختطاف المسافرين في الأنبار.
وقال البطاط في حديث إلى (المدى برس)، حينها، إننا حزب الله والقيادة العامة لجيش المختار نعلن "استجابتنا التامة والكاملة للبيان الذي صدر من الأخوة في كتائب حزب الله، ونحن على اتم الاستعداد لمواجهة العدو الذي حذرت منه الكتائب".
وكانت كتائب حزب الله في العراق اتهمت، في (الـ17 من أيار الحالي)، السعودية والولايات المتحدة وإسرائيل وسياسيين عراقيين بالوقوف وراء التفجيرات التي تشهدها البلاد، فيما دعت "سياسيي الاغلبية" إلى "رص الصفوف وعدم التنازع تحضيرا للمواجهة الكبرى" واستبعدت ان يكون تنظيم القاعدة وراء الهجمات "رغم عدم تبرئته من أي فعل شنيع".
وشهدت الرمادي (110 كلم غرب بغداد)، في (الـ18 من أيار الحالي)، قيام مسلحين مجهولين يرتدون زي الشرطة باختطاف ثمانية أشخاص معظمهم من أهالي كربلاء قادمين من الأردن في كمين نصبوه على الطريق العام في منطقة الـ160غرب الرمادي، في حين ذكر مصدر طبي في دائرة صحة محافظة الأنبار، صباح اليوم الاثنين، أن دائرة الطب العدلي في مدينة الرمادي تسلمت (12) جثة قضت رميا بالرصاص يعتقد أنها تعود للمواطنين الذين اختطفوا على الطريق الدولي غرب الرمادي، أول أمس السبت، ولخمسة من عناصر الشرطة المحلية، وبدت عليها آثار طلقات نارية في مناطق الراس والبطن والصدر.