بغداد/ متابعة المسلة: كشفت صحيفة "غارديان" البريطانية عن ارتفاع معدل الإصابة بمرض السرطان بين سكان مدينة البصرة جنوب العراق من 40 الى 48 بالمائة من معظم سكان المحافظة. ونقلت الصحيفة على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء، عن الدكتور جواد العلي المختص في معالجة الأورام السرطانية بمستشفى الصدر التعليمي بمحافظة البصرة، أن "عدد المصابين بالأورام السرطانية كان يتراوح ما بين 30 و35 شخصاً شهريا قبل حرب الخليج الثانية، بيد أن الأبحاث التي أجريناها تؤكد أن النسبة الاصابة بين سكان المدينة تتراوح ما بين 40 الى 48 بالمئة من إجمالي سكان المحافظة"، مبينا أن "المرض لا يوجد لهُ أي تاريخ جيني في سكان المدينة ويعد جديد بالنسبة لنا". وفي ذات السياق، أكدت الأخصائية الباحثة في طب الأطفال فى البصرة الدكتورة جنان غالب حسن، على "إصابة العديد من الأطفال الذين كانت تحاول إنقاذهم بالسرطان قبل حرب الخليج الثانية"، مبينة لصحيفة "الغارديان"، "كانت لدينا حالة واحدة فقط من هذا النوع الفريد من الإصابات على مدار عامين، ولكنها ارتفعت الآن برغم عدم وجود أي تاريخ جيني في العائلة وهو الأمر الذى يتشابه مع الزيادة المفاجئة في الإصابات بالسرطان والتشوهات الخلقية بعد هيروشيما". واعلنت وحدة قياس التلوث الاشعاعي والبيئي في كلية العلوم بجامعة ذي قار بالعراق ، في ايار من هذا العام ،عن وجود ثمانية مواقع ملوثة باليورانيوم المنضب في عدد من مدن المحافظة. وكشف رئيس الوحدة جبار ماضي عن "خرائط للاماكن الملوثة بيئيا واشعاعيا" مبينا ان "الفريق الذي يعمل في هذه الوحدة حدد ثمانية مواقع تأكد انها ملوثة باليورانيوم المنضب". وأضاف ماضي "الملوثات الاشعاعية موجودة في مناطق فيها مخلفات حربية وأنقاض الاليات العسكرية التي تركت في اعقاب الحروب المتعاقبة على البلاد". وأشارت الصحيفة إلى أن "الشكوك التي تحوم حول قذائف اليورانيوم التي استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا إبان حرب الخليج الثانية التي يمكن أن تكون السبب وراء هذه الإصابات"، أذ قال عالم فيزياء في الجيش الأمريكي كان مكلفا بتنظيف ساحة معركة حرب الخليج على الحدود مع الكويت إن "كل غارة شنتها طائرة مقاتلة من طراز (أي 10 وار هوج) كانت تحمل أكثر من 4500 جرام من اليورانيوم الصلب وبذلك كانت أشبه بحرب نووية". وتذهب الصحيفة بالقول أنه وبرغم صعوبة التأكد من وجود صلة بين الهجمات والإصابة بالسرطان، إلا أن الأطباء العراقيين يقولون إن "الوباء يتحدث عن نفسه". وكان مساعد سابق للأمين العام للأمم المتحدة ومسئول أممي رفيع المستوى معنى بشؤون العراق هانز فون سبونيك، اعلن في وقت سابق بأن "الحكومة الأمريكية تسعى لحجب منظمة الصحة العالمية من فحص المناطق الواقعة جنوبي العراق، حيث استخدمت في حربها بالعراق اليورانيوم الذى بدوره تسبب في أزمات صحية وأضرار بيئية خطيرة". يذكر ان القوات الامريكية والقوات البريطانية استخدم ابان حرب الخليج الثانية عام 1991بعد دخول القوات العراقية للكويت صواريخ وقنابل ملوثة باليورانيوم الصلب لضرب الجيش العراقي المنسحب من الكويت، الذي سبب أزدياد مخيف في الولادات المشوهة وسرطان الأطفال خصوصاً في محافظة البصرة.