TODAY - January 23, 2011
صحفي اميركي يتعقب آخر صور صدام في العراق: إنه يختفي داخل لوحات كثيرة!
جداريات ولوحات لصدام حسين لا زالت تحتفظ بها عدد من المواقع التاريخية والحكومية رغم مرور اكثر من 7 سنوات على الاطاحة به
ايام النظام السابق كان الناس يتدالون طرفة فيما بينهم تتعلق بصور صدام حسين التي تجدها في كل مكان، وكان الناس يشيرون الى الصور ويقولون "شيلمهه" اي: كيف سيمكن ازالة كل هذه الصور التي لاتعد ولاتحصى في كثرتها وتنوعها والتي تصور صدام بالملابس العسكرية او المدنية او الكردية او يقرأ القران او يحصد الزرع... الخ.
ومؤخرا انتبه ستيفن فاريل مراسل صحيفة نيويورك تايمز الاميركية في بغداد، الى وجود جدارية نحتية لصدام حسين قرب بابل الاثرية وتساءل ان كانت هذه هي الصورة الاخيرة التي نجت من التحطيم في العراق أم ان هناك صور اخرى؟ وطلب من قراء التقرير الكتابة اليه ان وجدوا صورة اخرى. وهو يشير الى ان العديد من الجداريات العامة تتضمن صورا لصدام تختبئ في زي جندي او عامل، وأحيانا فإن الشخصيات الكثيرة الموجودة داخل اللوحة الواحدة، تكون كلها شبيهة لصدام حسين.
ويقول ستيفن في تقريره ان الصورة التي وجدها كانت مخبأة بعيدا في الجانب الاخر من الطريق المؤدية الى بقايا مدينة بابل التاريخية. وهذه الصورة الضخمة قد الحقت بها الطلقات تشويها لكنها لاتزال سليمة عندما قام المراسل بزيارة الموقع الاثري البابلي.
ويقول التقرير ان صدام حسين سيكون مسرورا بالطبع اذا تم الحفاظ على طلعته في اي مكان وهو هنا في موطن الملك البابلي نبوخذ نصر الذي حاول صدام ان يضاهيه عندما قام ببناء حيطان شاهقة من الاجر الحديث (في مدينة بابل الاثرية) وهو الامر الذي اثار استياء الكثير من علماء الاثار والمحافظين على البيئة في مختلف ارجاء العالم. ومن الطبيعي ان لاتكون هناك الكثير من صور الديكتاتور السابق قد نجت من التدمير في العراق باستثناء مقبرة عائلته في تكريت، لكن البعض من الصور قد تم المحافظة عليها من قبل المعجبين، او ان القوات الاميركية والعراقيين، الذين شاركوا في تدمير الغالبية العظمى من الصور اثناء وبعد الغزو الاميركي للعراق، قد تجاهلوها. ويضيف التقرير انه ربما تكون الصورة التي كانت بجانب جسر 14 تموز على نهر دجلة في بغداد هي آخر صورة متبقية لصدام حسين في العاصمة وقد ازيلت في عام 2010، مشيرا الى انه تمت حماية النصب (من دون قصد) من قبل نقاط التفتيش الاميركية والجدران الكونكريتية لكون الجسر يقع على مدخل المنطقة الخضراء.
لكن العبوس والشفاه المجعدة والسخرية التي تدل على قيادة باردة، كلها قد ذهبت الان من الجدارية ولم يبق الا الساعد واصبع ممدود للامام. وتم تغطية هذه الفجوة في الجدارية بالعلم العراقي على الرغم من ان اليد لاتزال مرئية. وكانت لاتزال هناك صورة لصدام حسين واضحة المعالم في اواخر كانون الاول (ديسمبر) 2007 وسط خرائب المنشآت العسكرية في الاسكندرية جنوب بغداد التي تم قصفها بكثافة.
وكان الوجه في الجدارية قد هشم او تم اقتلاعه، لكن يمكن تمييز البندقية والقبعة والوقفة التي كانت كلها تدل على ان الصورة هي من نوع الصور التي تعود لصدام حسين والتي يتم وضعها على جانبي الطرق السريعة كل بضعة اميال قبل ان تقوم اميركا باحتلال العراق عام 2003.
ويقول التقرير ان هناك ، بالطبع، الكثير من الصور التي تحمل شبها للزعيم السابق، وفي الحقيقة فهناك واحدة من هذا القبيل لا تزال تزين شرفة في مبنى البرلمان العراقي الحالي، حيث تصور الفسيفساء التي ترجع لعهد صدام جنديا عراقيا عظيما شاهرا سيفه ضد القاذفات النفاثة الاميركية.
لكن مثل هذه الصور الموجودة في الاماكن العامة شائعة. وفي الواقع فان التفحص القريب لوجوه كل العمال الموجودين في الجدارية التي تقع قرب جسر 14 تموز يظهر انها كلها متطابقة وانها تماثل وجه صدام حسين. وطالب المراسل كل من يجد صورة او جدارية عن صدام حسين ان يكتب له خصوصا وان الذكرى الثامنة للغزو الاميركي للعراق باتت قريبة.