رسالة منى اليك
موثَقة من مَجلس
عُشاق الدنيا
منذ اول خَلقِها
نسيجُ مَصب شريانى
التاجى خِتمها
مزيج نزفى وماء
الحياة باوصالى توقيعها
وهج احتراق دمى
وعويل كبدى مدادها
وفكرى وكيانى
وارقى وسهادى حروفها
فلتبقيها بباب
كعبة شهداء الغرام
كلما سقط شهيدا
صريع وجد وهيام
لترقد روحه بسلام
وعندما ياتى المساء
وترحل الملائكة
فى هجرتها نحو السماء
وتعلو ضحكات شياطين الاسى
فى رقصتها فرحا
وانتشاءا بهبوط مظلاتها
بالارض سالمة دون عناء
تُسمع اصوات النحيب
ويشتد البكاء
وتبدا الحناجر بالنداء
وتغدو أُزنا كل من
هجرمحبوبه صماء
وتحترق الارواح فى معبد الذكرى
ويشتد الانين
وتنادى الاجساد بعضها بعضا
يا ويلها من جور حرمان السنين
وتعلو طبول الحنين
عندهها فلتبحثِ عنى
ابحثِ فى الظلمة
بين طيات الالم
ودهاليز المرارة
ومقبرة العشم
واستبينِ بضياء
وجهكِ كى تَرينى
فى كومة الاجساد
وسط لحد الشهداء
ممزق الاحشاء
مفتوح الجبين
ونصل هجرك جرحه
بالقلب ذو نزف سخين
عندها تعلمين علم اليقين
بانك اخترقتِ جسدى
وبت فى اوردتى
وأخذتِ تسبحِ فى دمى
حتى وصلتِ الى النخاع
وكانت اللوسة الكبرى بك
وكل ضروب المَس
وخاتمة الجنون
وأقصى أوقاتُ فُسقى
وكل محطاتِ المُجون
وهذيانى فيكِ
وإيمانى بكِ وكُفرى
وشتاتى وتمزقى
ولسْعَة الحُمى وانهار العرق
وارتعاشة الاوصال
وانقطاع الحركة والسكون
عجبا كيف يتأتى لكِ اختراقى
رغم الجُدر العاليات
رغم اسوارى التى صمدت سنين
رغم كل قلاعى رقم الحصون
رقم الخنادق والدروع
تسربتِ الى المحرابِ ليلاً
واشعلتِ الشموع
لتيقظِ المارد من قفوته
لتخرجِ المارد من قمقمه
ليجلِس مستكينا فى خضوع
وتجلسِ على رمال
الشاطىء المهجور
وانتِ تتمتمِ بطلاسم
عجز عن فحواها الزمان
وتدندَنِ لحنا ضاع بين
ضحكتكِ الحزينة
فهل كان نصرٌ
ذاك ام كانت هزيمة
واثرتِ الهروب
واسدلتِ ستائر الاحزان
على نوافذ غرفتكِ الحصينه
هربا ولاكن الى اين
ها انتَ فى حيرة كبرى
كلما تغمضِ عينيك ترينى
تفتحِ عينيك ترينى
يخفق قلبك بشدة وتلتمسينى
فى كل خفقة من خفقاته
يتصبب جسدكِ عرقا
فتمدِ يدكَ لتمسحيه
فتزدادِ ارتعاشا فانتِ
بكفكِ البضة تتحسسينى
ها انذا بانفاسك اسرى
وعلى خصلتيك اغفو
اتمدد بين الياف قميصك
واطل من جوف الخيوط
ومن فوق الوسادة وتحت الغطاء
ماكنت ادرى عند اختراقكِ لى
انى اخترقتكِ قبلها مرات ومرات
وانى اسبح فى دمك
ولى قد كانت الهمسات
معذرة سيدتى المعجزة
ان لم اكن ادرى فهفوة سيدتى
وبعض من الزلات
كنت احسب انه
تاثير احرفك الحزينة
حتى رايتك تغتسلِ باحداقى
والتمسكِ فى عطرى
وارشفكِ فى قهوتى
وانفاس سجائرى
فلما الهروب لما اجيبِ
لا تكونِ مثل لوح الخشب
وانت طينة استحالت لحما ودماء
تعصف بك المشاعر
عصف ريح هوجاء
لا حرج أن بعث
قلبك يوما لى نداء
ها انذا ابعث لك
فى اليوم الف نداء
الحب سيدتى لا يعرف الكبرياء
لما التردد لما الانزواء
لا يهم فى الحب ياسيدتى
من يبدا بالنداء
الام عند ولا دتها تصيح
اليس فى ذاك نداء
ووليدها عند خروجه
منها اليها حنينا
يبدا بالصياح وما ذلك
يعنى غير النداء
هى الام سيدتى هى الانثى
بركان حب ثائر ومعين
لا ينضب من عطاء
فالحب أنثى سيدتى
هو رقة ونعومة
وحنين ووفاء
بذل ونقاء وتلاقى
ارواح فى صفاء
يلتقى فيه بنو الجتة
والغرباء سواء
الحب يا سيدتى
بحر حنو وسخاء
الحب ياسيدتى فى
شرعته لا يحسن قول لا
الا للزيف وللكبرياء