هل نحن من انفسنا ام انفسنا من معتقداتنا
العديد منا ميتلك فلسفات في الحياة و اراء معينة , و منا من يعتنق اديان و مذاهب مختلفة , اما عن طريق الوراثة او عن طريق الاقتناع بفكرة معينة , و لكن و بصورة غير ارادية نترجم تلك المعتقدات على خلاف ما تعنيه . فتكون تصرفاتنا بشكل لا واعي . فتظهر تناقضاتنا و صراعاتنا الداخلية و العقائدية بعكس ما نتبناه من فكرة او مبداء
فحياتنا فيها العديد من المواقف و الاحداث التي توضح لنا تلك المقدمة
فالسياسة مثلا : هناك من تيارت دينة تسطف حسب مذاهباها و اخرى عليمانية ليرالية تصطف حسب ايدلوجياتها المتعددة , لكن الاولى نجدها تتصرف بعكس ما تتبناه عقائدها و قوانيها الاليهيه , فنجدها تسن القوانين المخالفة للتعليمات الربانية و تختلق الازمات في نفس التيار(الاسلامية) فتتشارك مع نظيرتها التي تختلف معها من حيث العقيدة و الدين في سبيل اقصاء تلك التي تشترك معها في العقيدة الالهية .
و اما الطرف الاخر اللبرالي العلماني فاختلافات فيما بينها مشروع فالكل توجهاتها صحيحا من طرف و خاطئة للطرف الاخر طالما كانت من وضع الانسان والاخير قابل للخطاء و الصواب .
و هناك صوره اخرى للتناقضات في حياتنا العملية و المهنية نجدها لربما في تعاملاتنا اليومية مثلا : قد يكون المطلوب منا انجاز المعاملات بسرعة و بدقة و امانة لنصطدم بقوانين تعرقل السرعة والدقة و تشجع على اخراقها بشكل اجباري لنقرب من له نفوذ و سلطة و نبعد و نؤخر من ليس له تلك الامتيازات فتكون تلك القوانين فوق طبقة معينة لا تمتلك أي من مقوامات النفوذ و السلطة و تحت تصرف من له سلطة و نفوذ .
كثيرا هي المواقف التي تجعلنا متناقضين فيما بيننا و داخل انفسنا فالصراعات الداخلية للنفس البشرية اكبر و اعظم من الصراعات على مستوى المذهب و تبني افكار مختلفة
فما هو الذي يجعلنا نقوم بهذه التصرفات المتناقظة هل هي مصالحنا الشخصية و الدنيويه التي تعلو على انفسنا التي فطرت على الخطئ بعصيانها الخالق و لو كانت كذلك اين نحن منها و ما خياراتنا فيها .
سؤال ازلي قد لا نستطيع الجواب عليه حتى يواجهنا موقف معين او حادثة فتغير قناعاتنا المتغيرة و تجذبنا لاصطفافات جديدة لنعود من البداية للسؤال ذاته .