يضم عالم البرمجيات نوعية تُعرف باسم “البرامج مفتوحة المصدر” (Open-source Software)، وهي برامج يمكن للمستخدم الإطلاع على شفرتها البرمجية وتعديلها. وغالباً ما تكون هذه البرامج مجانية، وتظهر بأشكال متنوعة مثل أنظمة التشغيل أو برامج معالجة النصوص والجداول، أشهرها لينوكس وأوبن أوفيس.
ويتبادر إلى ذهن كثير من المستخدمين السؤال التالي: هل البرامج مفتوحة المصدر آمنة؟.
ويُجيب المكتب الاتحادي لأمان تقنية المعلومات على هذا السؤال بالإيجاب، مؤكداً أن البرامج مفتوحة المصدر تتمتع بنفس درجة الأمان التي تمتاز بها البرامج الخاصة والمملوكة لشركات البرمجيات العالمية.
ويعلل المكتب الاتحادي سبب ذلك بأن هناك كثيرٌ من المبرمجين من جميع أنحاء العالم، يُطلق عليهم اسم مجتمع المطورين “Community”، يتاح لهم إمكانية الوصول إلى النص الأصلي للبرنامج، وبالتالي يتمكنون من التعرف على أية مشكلات محتملة بسرعة، ومعالجتها على الفور.
ومن المعروف أن كثرة عدد المبرمجين تؤدي إلى زيادة جودة البرامج مفتوحة المصدر من خلال سهولة التعرف على الأخطاء ومعالجتها؛ فضلاً عن أنه لا يوجد مبرمج سيسعد عندما يُقال عنه أنه قام ببرمجة أكواد ضارة.
وبالإضافة إلى ذلك تتوافر مع البرامج مفتوحة المصدر إمكانية نشر بلاغات تحذيرية على الإنترنت عندما يتم اكتشاف ثغرات أمنية، بالتالي يكون لدى المستخدم بالفعل نوع من أنظمة الإنذار المبكر التي تمكنه من اتخاذ بعض التدابير الوقائية.
وهناك جانب آخر من عوامل الأمان يتمثل في أن البرامج مفتوحة المصدر نادراً ما تتعرض لهجمات الفيروسات الضارة، وهذا يرجع بطبيعة الحال إلى أنها غير منتشرة على نطاق واسع، مثل البرمجيات الخاصة المملوكة للشركات العالمية، فضلاً عن أنها أكثر أمناً؛ لأن وظائف الأمان غالباً ما يكون لها أولوية كبيرة في البرامج مفتوحة المصدر بشكل تقليدي.
ومع ذلك، ينبغي على المستخدم توخي الحرص والحذر عند التعامل مع البرامج مفتوحة المصدر كما هو الحال مع البرمجيات الخاصة المملوكة للشركات العالمية، حيث لا يجوز أبداً تثبيت البرامج مفتوحة المصدر على القرص الصلب دون التأكد من مصدرها.
وعادةً ما تقدم الشركات إمكانية للتحقق من صحة البرامج، ويمكن للمستخدم العثور على ذلك في دليل تثبيت البرنامج. ولا يجوز تثبيت البرنامج إلا بعد نجاح عملية التحقق. ومن الأفضل الحصول على البرامج من المستودعات الخاصة بالتوزيعات المستخدمة (مثل أوبونتو جنو/لينوكس)، وتعتبر هذه الطريقة أكثر آماناً للمستخدمين المبتدئين بصفة خاصة، حيث تقوم التوزيعة المستخدمة باختبار البرامج المزودة برقم فحص وتوقيعات أوتوماتيكياً.
وفي حالة توزيعة أوبونتو، فإن المستخدم يتمكن من الوصول مباشرة إلى مستودع البرامج عن طريق مركز البرامج ” Software Center” المدمج في واجهة المستخدم بنظام التشغيل.
(د ب أ)