بغداد/المسلة: اختارت الحكومة العراقية نصب الشهيد مكان لاقامة الصلاة الموحدة التي دعا اليها رئيس الوزراء نوري المالكي. وكشف مصدر مطلع في الحكومة لـ"المسلة" انه "تقرر اقامة صلاة جمعة موحدة عند نصب الشهيد ببغداد تجمع السنة والشيعة في رد على الخطابات المتشنجة والطائفية التي تشهدها البلاد". وتاتي اقامة هذه الصلاة والتي جرى الاعداد والتحضير لها من قبل الوقفين السني والشيعي في العراق تلبية لدعوة رئيس الوزراء "في محاولة لجمع العراقيين تحت خيمة واحدة". وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قال في بيان تضمن تلك الدعوة وحصلت "المسلة" على نسخة منه إن "الذين يستهدفون المساجد هم اعداء السنة والشيعة على حد سواء ويخططون لإشعال الفتنة وهو مخطط قديم يراد إحياءه"، مناشدا علماء الدين بـ "القيام بواجبهم بنبذ الطائفية والفرقة والدعوة الى وحدة الصف" . واشار الى ان "الصلاة الموحدة يفهم منها انها تجمع العراقيين من السنة والشيعة وهذا مانتمناه ، فالصلاة الموحدة الحقيقية يجب ان تجمع المسلمين بكل طوائفهم في مسجد واحد، وانا ادعو الى اقامة صلاة موحدة بهذا الشكل في أحد مساجد بغداد الكبيرة وتستمر بصورة دائمة كل يوم جمعة". وستقوم قناة العراقية شبه الرسمية بنقل وقائع الصلاة مباشرة. ويقع نصب الشهيد في جانب الرصافة من بغداد وكان قد انشأ عام 1986 ويرمز النصب إلى تضحية الشهيد في سبيل وطنه ومبادئه كما عرف ذلك مصممه التشكيلي والنحات العراقي الراحل اسماعيل فتاح الترك وحظي النصب باهتمام النقاد والمتابعين وزوار بغداد لساحته وحدائقه المنسجمة مع بحيرة الماء التي تحيطه والتي صممها المهندس المعماري العراقي سامان أسعد كمال وللخداع البصري في النصب المقام على أرض مفتوحة مترامية الأطراف, إذ يشاهد المار بالسيارة حول النصب أن شطري القبة التي تبدو مغلقة عند بداية الشارع, ويبدآن بالابتعاد أحدهما عن الآخر وكأن بوابة تنفتح أمامه تمهيدا لخروج شيء ما وهو ما فعله الترك. ويتكون النصب الذي قامت بتنفيذه شركة ميتسوبشي بشكل رئيسي من القبة العباسية المفتوحة بارتفاع 40 متر والراية التي ترتفع بطول خمسة أقدام فوق الأرض وثلاثة أمتار تحت الأرض حيث تشاهد على شكل ثريا، والينبوع الذي يتدفق ماؤه إلى داخل الأرض ليرمز إلى دم الشهيد.