عن ألبحار تُسائلينى
فهل سألتِ عنى نفسكِ يوما
فعرفتِ أنَّى تُدركينى
يا من تسبحينَ بكلِ عمقٍ
باحداقِ عيونى
علكِ يوما تَفهمينى
كم تخبىء
ألبحار من أسرار
كم يكمن من در بها
كم من صدفات بها
ولألىء فى قيعانها
كامنةٌ جاثيةٌ بها
بين عتيِ ألصخرِ وألاحجارِ
ما اروع الاحلام طافية بها
فى سطحها تنقاد للتيار
العمق فيها لا ترتاده أبدا
وتعجز الامواج فيها
بكل علوها أن
تستطيع لها وئدا
ويبقى عمق ألبحر
سويداء ألقلب مكمنه
به ألامواج شوقا تحركه
ما برح ألهوى
دوما يناوشه
وأسرار الغرام به
دأبا تحاوره
حنواً وشوقا
هياما وإشتياقا
بصفاء ودٍ خالصٍ
في مجراه يدفعه
نحو صبٍ له
بمصبِ للوداد
به يلقيه فيجمعه
يا أنتى ما أسرار
أعماق ألبحار
بتلك التى تبقى وأجهلها
ولا كما تسبح ألاحلام
بسطحها يوما أناوشها
جهلاً فأغرقها
وما ألليل مباعد عنا
للآسى منا
ولا هو بقادرٍ فينا
أن يذيب لنا حزنا
واحدة من إثنتين باقية بنا
وكلاهما للنفس كسب يزيدها وزنا
أن يدرى من نسكنه ألفؤاد بنا
بانا أسكناه وجدانا
فإن إلتقى ألوجد منه وجداً
أينع بالنفس روضٌ
زانه ألفل نُشرٌ وريحانا
وإلم يلتقيه رُدَ لنا بذلك رشَداً
به درت ألنفس منا
سعد قلبها
ما كان أن يكون به
وأوان سُعدها بعد ماحانا
حتما سيأتى أوانه
بلقيا محبٍ تَسُر ألنفس طلعته
وتمسح به من ألاحزانِ ما كانا
حبيبٌ ودودٌ ذو بشاشةٍ ورقةٍ
تواقٌ دوما للقيانا
صفو ألوداد به نبعاً
لا وجود له بقلبِ من كانا
ألطريق لقلب من نهوى
يأسا نراه طويلا
وِعورةٌ تُحِفه وحجارةٌ وظنونا
وليتنا نمضى دأبا لغايتنا
بخطى ثابتاتٍ تنتهى بوصولا
به ألنفس تهنى
أو عزاءاً في إباءٍ
به تسكن ألنفس فترضى
قلم مكلوم