الطفل اللحوح أو كثير الطلبات، هو حالة شائعة بين الأطفال قد لا يخلو بيّت منها وقد تكون موجودة بشكل متكرّر في البيت الواحد, والمشكلة تكمن ليس في طبيعة الطلب، إنّما عدم الشعور الملل أو الكلل من الطلب مرّات أخرى.
تقف الأم عاجزة أحياناً أمام كيفية التعامل مع الطفل اللحوح أو كثير الطلبات، فهي سواء لبّت طلبه أما فهو لا يتوقف عن السؤال عن المزيد، وقد يكون الإلحاح مؤقت وذلك بسبب الظروف النفسية أو لظروف طارئة, أمّا إذا كان بشكل دائم فهو يعود إلى عدّة أسباب وهي :
- تجاهل المحيطين به، ومن خلال إلحاله فهو يقول لهم ” أنا هنا “، كما أنّه يعبر عن حالة عجزه تجاه التعامل مع الآخرين.
- التوتر والقلق النفسي الدائم، بالإضافة إلى العصبية.
- العوامل الوراثية تلعب دوراً كبيراً في تنمية هذه المشكلة.
- عدم الاستقرار النفسي، بسبب الخلافات الأُسرية المستمرّة.
- التدليل الزائد
- فقدان أدوات التسلية أو اللعب الخاصة به، أو عدم إمتلاكها.
- الخوف من بعض الاستنتاجات عند السماع لأحاديث الوالدين، كالخوف من انقطاع المصروف أو شجار أو انفصال الوالدين.
ومن الناحية الطبية يقول الأخصائيون بأنّ هذا دليل على سرعة نموّ عقل الطفل ونشاطه الكبير.
حيث يتأثر الطفل بشكل كبير وسلبي ما إن قُوبلت طلباته بالرفض أوّ التطنيش خصوصاً من قبل والديّه الذي اعتاد منهما أن يلبيا له ما يطلبه, فعند التفكير في كيفية التعامل مع الطفل اللحوح أو كثير الطلبات، على الأم والأب أن يكونا حذرين ويلتزما بأسلوب تعامل واحد، ولا ضير بان يتعرفا على حاجيات الطفل النفسيّة بمساعدة الطبيب المختص ومن ثمّ محاولة تخطيها وعلاجها، كما يتطلب العلاج أيضاً التوافق الأسري وحلّ الخلافات الموجودة.
وتتطلب كيفية التعامل مع الطفل اللحوح أو كثير الطلبات، توفير الأمن والهدوء النفسي للطفل وتعويده على المسؤولية وحب الآخرين، كما أنّ التنويع في أساليب الثواب والعقاب لها أثر كبير على سلوك الطفل والحدّ من هذه المشكلة أيضاً.
ومن هنا للأسرة دوّر كبير ويعتبر الأهم والأجدر في تسوية أي سلوك يصدر عن الطفل سواء كان إيجابياً أم سلبياً، لذا على الأهل الوقوف مطوّلاً عند أسباب تصرفات أبناءهم وذلك لتفادي أي أضرار مستقبلية وعلاجها بالطريقة الأنسب.