النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

إسخيلوس مؤسس التراجديا اليونانية

الزوار من محركات البحث: 2355 المشاهدات : 7090 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق مؤسس
    صاحبة الامتياز
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: البصرة
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 27,178 المواضيع: 3,882
    صوتيات: 103 سوالف عراقية: 65
    التقييم: 5826
    مزاجي: هادئة
    أكلتي المفضلة: مسوية رجيم
    موبايلي: Iphon 6 plus
    آخر نشاط: 5/August/2024
    مقالات المدونة: 77

    إسخيلوس مؤسس التراجديا اليونانية


    إسخيلوس مؤسس التراجديا اليونانية



    الكاتب الإغريقي أسخيلوس


    إسخيلوس (525 - 452 ق.م.) Aeschylus ، Αἰσχύλος ، هو كاتب مسرحي يوناني ويعتبر من مؤسسي اللون التراجيدي في الأدب اليوناني. ويعتبر إسخيلوس من واحد من أقدم ثلاث كتاب مسرح يونانيين وهم سوفوكليس و اوريپيدس. كتب العديد من المسرحيات التي جسدت التاريخ اليوناني ويقدر عددها بحوالي سبعين مسرحية ولم يصلنا في الوقت الحالي منها سوى سبع مسرحيات.
    ويُعَدُّ أسخيلوس أهمّ كتّاب المأساة الإغريقية على الإطلاق، وهو مؤسسها بالمعنى الفني ، وأقدم فرسانها المعروفين.
    تُقدّر المسرحيات التي كتبها بنحو تسعين ، ولم يصل من أعماله سوى سبع مسرحيات هي: «الفُرس» (472 ق.م.)، و«سبعة ضد طيبة» (467 ق.م.)، «پرومثيوس مصفداً» (465 ق.م.)، و«الضارعات» (463 ق.م.)، و«أگاممنون»، و«حاملات الشراب» (458 ق.م.) و«ربات الغضب» (458 ق.م.) والترجمة الحقيقية لعنوان المسرحية هي «الصافحات» أو «المحسنات» وهي تسمية كانت مستخدمة لدى أهل أثينة بوجه خاص للإشارة إلى ربات الغضب Erinyes وذلك إبتغاء درء شرهن. وهناك مايشبه الإجماع منذ القديم على أن إسخيلوس هو أبو فن المأساة. فقد كان له فضل تثبيت أسس المأساة من الناحية الفنية ، إذ كان المسرح اليوناني قبله يعتمد على ممثل واحد يقوم بالأدوار المختلفة ولاسيما دورَيْ الإله والبطل وذلك بأن يصبغ وجهه بالمساحيق ويحدث بعض التغييرات في ملابسه، وسرعان ما أدرك أسخيلوس فداحة هذا القصور الفني فأقدم على إضافة ممثل ثان: وأدخل تعديلاً على دور الجوقة ، مما ساعد على إبراز الصراع الذي تقوم عليه فكرة المسرحية اليونانية. وكذلك إهتمّ بملاءمة الملابس والأزياء لطبيعة القصة. وإعتنى بصقل الأقنعة وإتقان صنعها لتعبر تعبيراً متناسباً مع الإنفعالات التي يتلبّسها البطل، وبوجه عام اعتنى بالإخراج والمشاهد وحث الممثلين على إجادة أدوارهم وبذل الجهد لإشعار المتفرجين بأنهم يرون شيئاً حقيقياً وليس مجرد تمثيل.


    حياته




    الملك الفارسي دريوش الأول, الذي قاتل جيشه في معركة ماراثون.


    كان إسكلس مثل غيره من كتاب اليونان في القرن الخامس يكتب ويستمتع بالحياة ، ويعرف كيف يعمل وكيف يتكلم. وأخرج في عام 499 وهو في السادسة والعشرين من عمره مسرحيته الأولى ؛ وفي عام 490 حارب هو وأخواه في واقعة مرثون وأظهروا من الشجاعة ما جعل أثينا تأمر بعمل صورة تخلد بها بطولته ؛ وفي عام 484 نال جائزته الأولى في العيد الديونيشي ؛ وفي عام 480 حارب في أرتميزيوم وسلاميس، وفي عام 479 في بلاتيه ؛ وفي 476 ، 470 زار سرقوصة واستقبل بمظاهر التكريم في بلاط هيرون الأول ؛ وفي 468 انتزع منه سفكليز الشاب الناشئ الجائزة الأولى للمسرحية بعد أن ظل هو مسيطراً على الأدب الأثيني جيلاً كاملاً ، وفي عام 467 عاد إلى مكانته العليا على أثر ظهور مسرحيته "سبعة ضد طيبة" ، وفي عام 458 نال آخر انتصاراته وأعظمها بإخراج أورستيا مسرحيته الثلاثية ؛ وفي عام 456 عاد إلى صقلية ، حيث وافته منيته في تلك السنة نفسها.
    وإلى جانب ذلك أضفى أسخيلوس على المأساة جلالاً وصوفية ، وأوغل في معالجة الموضوعات الدينية الوجودية، مثل علاقة الآلهة بالناس ، وتسلط القوى العليا على الإنسان ، ومشكلة وجود الشر في عالم تسيّره الآلهة، ومسألة الصراع الحاد بين الإرادة الحرة وجبروت القدر ، فإلى جانب إرادة الآلهة وعناء البشر هناك دائماً قوة القضاء التي تحتم على الناس وآلهتهم في النهاية أن يستسلموا ويقبلوا مصيرهم صاغرين ، حتى بدا الناس والآلهة في كثير من مسرحياته مجرّد آلات لا بد لها من تنفيذ ما رسم القضاء على الرغم من كل محاولاتها للإحتجاج والمعاندة. ولجلال هذه الموضوعات تتصف مسرحيات أسخيلوس بالصراحة والرزانة وتسودها مسحة غنائية متشحة بالشؤم. وغالباً ما يتكشف هذا الشؤم بالتدريج من خلال تطور الصراع بين البشر والآلهة. ذلك أن عظمة البشر تثير حسد الآلهة، والغطرسة يتبعها الضلال، والأرباب يقفون للمتكبر بالمرصاد ويصيبونه بالجنون والعمى. وتوقيع العقاب هو الحدث الرئيسي في المسرحية ، وهو شديد مخيف يتخذ صورة طقوس دينية محفوفة بأسرار ذات طابع غيبي. ويبدو أن جلال الموضوع الديني ـ الوجودي عند أسخيلوس جعله أميل إلى تثبيت جوانبه من خلال «الثلاثية» Trilogy وهي مسرحية مكونة من ثلاث مآس متسلسلة الموضوع وإن كانت كل منها قائمة بذاتها ، والثلاثية الوحيدة التي وصلت كاملة من نتاج المسرح الإغريقي القديم كله هي «ثلاثية الأوريستيا» Oresteia التي تشمل: (أغاممنون وحاملات القرابين وربات الغضب أو الصافحات). وربما كانت ثلاثية «بروميثيوس» من أهم مسرحيات أسخيلوس أو على الأقل أقربها إلى المفهومات الحديثة. وقد وصل منها «بروميثيوس مصفداً» وهي الثانية ، أما الأولى «بروميثيوس حامل النار» والثالثة «بروميثيوس طليقاً» فهما مفقودتان. وتدور «بروميثيوس مصفداً» حول العقاب الذي يلقاه الإله الثائر بروميثيوس على يد الإله الأكبر زيوس Zeus نتيجة لما أقدم عليه الأول من إفساد خطة الثاني الهادفة إلى محو الحياة البشرية من الأرض. فقد كان بروميثيوس نصيراً للإنسان (أمه الأرض كما تقول الأسطورة)، وأعطى البشر سرّ النار التي كانت وقفاً على آلهة الأولمب ، ثم علمهم التجارة والزراعة والطب والملاحة، وفتح لهم الطريق إلى المدينة وعمل على انتشالهم من هاوية البؤس والشقاء. وهكذا يحلُّ عليه غضب زيوس وعقابه القاسي. وقد أمر به زيوس أن يُشد إلى صخرة عاتية ويعذب ، ولكنه يصمد أمام العذاب وهو متأكد أن زيوس لا بد مبدلٌ نقمته. وأخيراً تشتد نقمة الإله الأكبر فيرسل له نسراً جارحاً ينهش لحمه، ثم تنشق الأرض وتهوي الصخرة في باطنها. وتكتمل فكرة الثلاثية أخيراً بأن يُذهل زيوس لصمود بروميثيوس ويضطر إلى الإذعان، فبعد أن كان طاغية جباراً تعلم الحكمة وأشفق على عدوه وعطف عليه، ثم بلغ الكمال تدريجياً وأصبح صديقاً للناس.
    وقد عُد بروميثيوس رمزاً لصمود الإنسان وعناده في وجه الآلهة ، بل ربما رمز قدرته على تغيير إرادتها وتطوير موقفها من البشر ، لأن زيوس في النهاية اضطر إلى تبديل موقفه وحسم الخلاف. وإستوحى هذه القصة فيما بعد عدد من الكتاب الأوربيين وغير الأوربيين وأعطوها معنى إنسانياً أكثر أصالة وعمق اً، ومنهم الشاعر الإنكليزي شلي Shelley في قصيدته المسرحية «برميثيوس طليقاً» Prometheus Unbound (1820) وكان لأسخيلوس تأثير كبير في مستقبل المسرح المأساوي، ليس فقط على مستوى التجربة اليونانية، بل امتدّ تأثيره عميقاً في التاريخ الحديث للمسرح. وعلى الرغم مما طرأ على (الدراما) من تغييرات فإن تأثير أسخيلوس، سواء من ناحية الموضوع الجليل أو من ناحية مبدأ الإتقان الفني ظلّ متصلاً. وقد كُتب الكثير عن تجربة إسخيلوس وفضله، باللغة العربية، كما صدرت ترجمات لبعض نصوصه قام بمعظمها لويس عوض ومراجعه الأجنبية كثيرة، ويمكن أن يراجع بالعربية في الكتب العامة عن الأدب اليوناني والمسرحية. ويشار هنا إلى أن بعض مسرحياته ترجمتها «سلسلة المسرح العالمي» بدولة الكويت.
    النص التالي منقوش على شاهد قبر إسخيلوس وربما كتبه إسخيلوس نفسه, إلا أنه لا يذكر شهرته المسرحية, ويمجد فقط انجازاته العسكرية:

    باليونانية

    Αἰσχύλον Εὐφορίωνος Ἀθηναῖον τόδε κεύθει μνῆμα καταφθίμενον πυροφόροιο Γέλας· ἀλκὴν δ’ εὐδόκιμον Μαραθώνιον ἄλσος ἂν εἴποι καὶ βαρυχαιτήεις Μῆδος ἐπιστάμενος


    الترجمة العربية


    في هذا القبر يختبئ تراب إسخيلوس،
    ابن اوفوريون ومبعث فخر گـِلا الولودة لأي حدٍ اُختـُبِرت شجاعته؟ اسألوا ماراثون ومـِدِس ذات الشعر الطويل، التي عرفت شجاعته جيداً.


    أعماله




    صورة حديثة حيث مسرح ديونيسس الذي مثلت فيه معظم مسرحيات إسخيلوس




    كانت الحاجة ماسة إلى رجل بهذه الهمة ليصوغ المسرحية اليونانية في صورتها النهائية ؛ فقد كان إسكلس هو الذي أضاف ممثلاً ثانياً إلى الممثل الأول الذي أخرجه ثسبيس من بين فرقة المغنين ، وأتم بذلك نقل الترتيلات الديونيشية من قصيدة دينية غنائية إلى مسرحية ، وكتب سبعين (ويقول بعضهم تسعين) مسرحية ، لم يبق منها إلا سبع. وليست الثلاث الأولى من هذه المسرحيات ذات شأن كبير.
    ومن أعماله المسرحية التي وصلت إلينا:

    • مسرحية سبعة ضد طيبة.
    • مسرحية أرستيا الثلاثية.
    • مسرحية بروميثيوس المقيد.
    • مسرحية بروميثيوس جالب النار.
    • مسرحية بروميثيوس الطليق.
    • مسرحية الكئفوري.
    • مسرحية اليومنيديات.



    تأثيره على الدراما اليونانية والثقافة


    لم يكن إسكلس تقياً ساذجاً ، ودليلنا على ذلك أن في مسرحياته ، ومنها الأرستيا ، كثيراً من العبارات الدالة على الإلحاد ، وقد اتهم بالكشف عن أسرار الطقوس الدينية ، ولم ينجه إلا شفاعة أخيه مينياس الذي كشف عما أصيب به من جروح في سلاميس. ولكن إسكلس كان يعتقد واثقاً أن الأخلاق الصالحة لها أن تعتمد على قوى غير قوى البشر لكي تصمد لقوة الغرائز المضرة بالهيئة الاجتماعية ، وكان يرجو: "أن يكون هناك واحد يستمع إلى الناس من عرشه الأعلى ، بان أو زيوس أو أبلو ، مطلع على الخلق ، يعاقب على خرق القانون بالغضب ويتعقب من خرقه ، وهو يقصد بهذا "تعذيب الضمير والجزاء الحق". ومن أجل هذا تراه يجل الدين ويحاول أن يسمو عن الشرك ، ويفكر في التوحيد. "أي زيوس ، زيوس ، أينما يكون ؛ إذا كان يحب أن يسمع هذا الاسم فسوف أدعوه به. أنقب في البر والبحر والهواء ، فلا أجد في مكان ما ملجأ إلا إليه وحده ، إذا نبذ عقلي ، قبل موته ، عبء هذا الغرور".
    وهو يرى أن زيوس هو طبيعة الأشياء مجسدة ، وهو قانون العالم أو علته ، وأن "القانون الذي هو القدر والأب الذي يدرك كل شيء يلتقيان هنا ويصبحان شيئاً واحداً". وربما كانت هذه الأبيات الختامية آخر ما نطق به من الشعر. ويعود بعد عامين من إخراج أرستيا إلى صقلية. ويعتقد البعض أن النظارة، وهم في العادة أكثر تطرفاً من القضاة ، لم تعجبهم هذه المسرحية الثلاثية ؛ ولكن يصعب التوفيق بين هذا الاعتقاد وبين ما قرره الأثينيون بعد بضع سنين ، وعلى خلاف العادة ، من إعادة تمثيل مسرحياته في ملهى ديونيشس. وقد أقبل على هذا كثيرون وظل إسخيلوس ينال الجوائز بعد وفاته.


    وفاة درامية تليق بأبي الدراما


    وبينما كان هذا يحدث إذ قتله نسر في صقلية ، على ما تقول إحدى هذه القصص القديمة ، بأن ألقى سلحفاة على رأسه الأصلع لأنه حسبه حجراً. وفيها دفن إسخيلوس ونقش على شاهد قبره تلك العبارة التي كتبها بنفسه والتي يدهشنا أنها لم تذكر شيئاً عن مسرحياته، والتي يفخر فيها بندوب جراحه: تحت هذا الحجر يرقد إسكلس ، الذي تحدثنا عن بسالته أيكة مرثون ، أو ملكة الفرس ذات الشعر الطويل الذي يعرفه حق المعرفة.



  2. #2
    من أهل الدار
    Jeanne d'Arc
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 16,465 المواضيع: 8,043
    صوتيات: 10 سوالف عراقية: 0
    مقالات المدونة: 27
    متميزة كعادتك صديقتي.. شكرا للمعلومات لك مني كل الود

  3. #3
    صديق مؤسس
    صاحبة الامتياز
    رائع عبق حضورك في متصفحي ... شكرا


تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال