اخر القلوب الطيبة...
استمعت في يوم من الايام الى المذياع في احدى ليالي دراستي وكنت منهمكة في القرأة حتى أصابني الضجر..وصدفة ،لفتت انتباهي احدى الإذاعات معلنه عن فوز قصة قصيرة لشاب عراقي بالمرتبة الاولى في مهرجان اقيم بلندن ، اثارت انتباهي كلمة ( عراقي) ازداد فضولي وتركت قلمي ومحاضرتي من يدي، وبدأت اصلح إشارة مذياعي الصغير لأجد ما جذبني من اهتمام لمعرفة ما هذه القصة ، فأحببت ان اشاركم بها لكن بقلمي وعذراً لصاحب القصة قد اقتصر الكلمات او ابدلها لعدم تذكري لها بصورة كامله:
في يوم من الايام ، خرجت كعادتي من المنزل للذهاب الى العمل الروتيني، بعد ان حملت حقيبتي واخذت أوراقي وارتشفت اخر رشفة من قهوتي الصباحية التي بردت نتيجة إهمالي لها، ها أنا أحاول فتح الباب ، لكن
فجاءة وبدون سابق إنذار ، احسست بالم في صدري ، الم كان يتردد عليه سابقاً كضيف مزعج في منتصف الليل يزورني ليقلق راحتي، لكن اليوم لم يكن زائراً فقد المني جداً لدرجة سقطت مرمياً على الارض ممسكاً بقلبي الذي جزع من المه وقرر الرحيل،اسرعو الي اهلي ونقلوني للمشفى ، وسط صراخات الألم في الطوارئ ورائحة التعقيم التي ملئت أنفاسي ، استيقظت لأجد حولي اطباء وممرضين يسرعون لنجدة قلبي ،سألتهم بعد ما استيقظت بصعوبه: كم الساعه الان .. ثم !!!ماذا حصل؟ دكتور اخبرني اريد الذهاب الى العمل .ابتسم الطبيب المشرف على حالتي : حمدًلله على السلامة ، اشكر الرب لإنقاذ قلبك. وتسالني عن الذهاب للعمل!!!انت حالتك الصحية متدهورة، يجب ان تعتني بنفسك اكثر.
اطرقت مفكراً بكلامه ، نعم أنا مهمل لصحتي أدرت وجهي . بعد ان سمعت صوت شهقات متتالية، ووجدت زوجتي تبكي وعيونها حائرة واقفةً مسنودة على الحائط ، رجعت كلماتها لي عندما أسهر مع قهوتي وكتاباتي :حبيبي كف عن ارهاق نفسك ، خذ قسطاً من الراحة ، مابالك تشغل نفسك بالعمل ، انظر الي قليلاً الى اين امضي بدونك ؟! فكر بي اعتني بنفسك من اجلي. ترددت كلماتها في أذني كأنني أسمعها اول مرة وابصر مافيها كمن يودع شيءً ثمين على قلبه، رجعت الى المنزل بعد اجراء الفحوصات وأوصاني الطبيب بإجراء جراحة واستبدال قلبي بأسرع وقت فلم يتبقى لي الكثير ،ذهبت الى سوق لبيع الاعضاء البشرية قد أوصاني الطبيب به، نزلت من سيارة الأجرة وسط زحام السوق ، الكثير من المارة يحملون بضاعتهم ،استغربت على الإقبال لهذا السوق الذي لم اعلم بوجوده، رحت ابحث عن العنوان المطلوب لكن كان من السهل ايجاده، حيث كان عبارة عن مجمع كبير معروض به انواع القلوب من كل البلاد، وبكافة الأسعار والأشكال ، دخلت وحيرتي معي ، مستغرباً من منظر القلوب المعروضة ، حيث كتب على بعضها عبارات لفتت نظري:(ممنوع اللمس سريع الانفجار) (قلب متحجر)(مناسب لكافة الأعمار )
(قلب شائك)(قلب مفطور)(قلب بلا إحساس )
نظرت وتمعنت لكني لم اجد طلبي بين هذه القلوب ، ذهبت نحو البائع وسألته : هل توجد لديك انواع اخرى؟ أجابني : نعم ، لدي قلب مميز .. لكن سعره غالي، أخذتني الفرحة لعليّ اجد طلبي ، واذا به يخرج قلباً جميلاً ، قال لي : هذا قلب فتى قد تبرع به ، جديد لن تجد هكذا طلبيه صدقني، قالها كانه يريد تشجيعي لشرائه ، لم يعلم ماذا أصابني من كلماته فقد أخذت موضعاً مؤلما في نفسي. قلت له لا اكتفي بقلباً واحد، اريد قلباً طيب، اندهش كانه لم يستوعب طلبي: ماذا !؟؟ قلباً طيباً ههه وأين اجد هذه الطلبيه ، استبدل قلبك يااخي ولا تتشرط ، هذا ماعندي ، واعلم طلبك ليس له وجود، من الافضل لك ان تاخذ الموجود، اطرقت مفكراً بما قاله لي بائع القلوب ، ابتسمت وانا واثق من إجابتي بعد التفكير: شكراً لك. افضل ان ادفن مع اخر القلوب الطيبة.