كشفت دراسةٌ حديثةٌ عن أنَّه بين ضحايا نوبات القلب من الصغار في السنِّ, تعرَّضت النساءُ عادةًً إلى مشاكل صحيَّة وآلام في الصَّدر ورداءة في نوعيَّة الحياة قبلَ حدوث النوبات أكثر من الرجال.
قال باحِثون من كليَّة يايل للطبِّ: إنَّ النساءَ هنَّ أكثر ميلاً من الرجال أيضاً من حيث التعرُّضُ إلى تردِّي الصحة النفسيَّة، ومواجهة المزيد من المعوِّقات البدنيَّة قبل حدوث النوبات القلبيَّة.
وأضاف الباحِثون: إنَّ النتائجَ قد تُساعِدُ على تفسير لماذا تُواجه النساءُ الشابَّات نتائجَ أسوأ عادةً من أقرانهنَّ الذكور بعد النوبات القلبيَّة؛ وخلصوا إلى ضرورة أن يُقيِّمَ الأطبَّاءُ بشكلٍ منتظم خطرَ نوبات القلب عند النساء الشابات.
قالت مُعدَّةُ الدراسة راشيل دريير، إحدى أعضاء فريق البحث في طبِّ القلب والأوعية لدى كلية يايل للطبِّ: "مُقارنةً مع الشباب من الرجال, تكون النساءُ دون الخامسة والخمسين من العمر أقلَّ ميلاً للتعرُّض إلى نوبات القلب. لكن عندما تبدأ النوباتُ بالظهور, تكون النساءُ أكثرَ ميلاً إلى مواجهة مشاكل طبيَّة, وتدنِّي الأداء البدني والنفسي, إضافةً إلى المزيد من آلام الصدر وتردِّي نوعية الحياة في الشهر الذي يسبق حدوثَ النوبات".
اشتملت الدراسةُ على حوالي 3 آلاف امرأة ورجل, تراوحت أعمارُهم ما بين 18 إلى 55 عاماً, اشتركوا في دراسة دوليَّة حول مرضى نوبات القلب. قام الباحِثون باستبيان عن المشاركين من أجل تقييم آلام الصدر لديهم ونوعية الحياة قبلَ تعرُّضهم إلى نوبات القلب.
كما بيَّنت الدراسةُ أيضاً أنَّ النساءَ كُنَّ أكثرَ ميلاً من الرجال نحو وجود حالات صحيَّة أخرى ارتبطت بأمراض القلب, مثل السكَّري (40 في المائة من النساء مُقارنةً مع 27 في المائة من الرجال فقط). إضافةً إلى هذا, كانت نسبةُ 55 في المائة من النساء تُعاني من البدانة, مُقارنةً مع نسبة 48 في المائة عند الرجال.
من بين النساء, كانت نسبةُ 6 في المائة لديها تاريخٌ مرضيٌّ للسكتة, ونسبة 6 في المائة كان لديها فشلُ القلب، مُقارنةً مع الرجال الذين كانت نسبةُ 3 في المائة منهم لديها تاريخٌ مرضيٌّ للسكتة, ونسبة 2 في المائة لديها تاريخ مرضيٌّ لفشل القلب. في أثناء ذلك, كانت نسبةُ 13 في المائة من النساء لديها فشلٌ كلويٌّ، وعانت نسبة 49 في المائة من الاكتئاب. قال الباحِثون إنَّ نسبةَ 9 في المائة فقط من الرجال كان لديهم فشل كلوي، ونسبة 24 في المائة فقط أصابهم الاكتئاب.
قالت دريير: "تُشير هذه البياناتُ إلى أنَّ النساءَ الشابات كُنَّ يُعانين من أمراض القلب أكثر من الرجال الشبان قبل حدوث النوبات القلبيَّة".
"نحتاج إلى ابتكار طرق أفضل للتعرُّف إلى النساء الشابات اللواتي يُعانين من آلام الصدر ومُعالجتهنَّ, من أجل تحسين نوعية الحياة لديهنَّ، وربَّما حتى وقايتهنَّ من نوبات القلب".
"إنَّ خطوات تقييم الصحَّة العامَّة والحالة الصحيَّة، التي تُحدِّد المرض، هي أدوات قيِّمة لمُقدِّمي الرعاية الصحيَّة من أجل قياس عبء المرض على المرضى. يُمكن ضمُّ تلك الأدوات إلى الممارسة السريريَّة, مثل تقييم عوامل الخطر التقليديَّة الأخرى لأمراض القلب".
هيلث داي نيوز, ماري إليزابيث دالاس, الأربعاء 15 أيّار/مايو