أظهرت دراسةٌ حديثةٌ أنَّ الأطفالَ الذين يبتلعون قطعاً مغناطيسيَّة شديدة الطاقة يحتاجون عادةً إلى الجراحة وإلى إجراءاتٍ باضعة أخرى من أجل التخلُّص منها.
وجد باحِثون، من المركز الصحِّي في جامعة ولاية لوزيانا في نيوأورلينز، أنَّ أكثرَ من 79 في المائة من الأطفال الذين ابتلعوا قطعاً من المغناطيس القوي المطليِّ بعنصر النيوديميوم احتاجوا إمَّا إلى الجراحة أو إلى التنظير الداخليِّ (الذي يقوم على إدخال أنبوب يحتوي على كاميرا ضمن القناة الهضميَّة). قال الباحِثون إنَّ 20 في المائة فقط من تلك الحالات يُمكن علاجُها عن طريق المراقبة أو عن طريق إجراء طبِّي يُدعى ضخَّ المعدة.
قد تبدو قِطعُ المغناطيس تلك غير مُؤذية, لكنَّها أقوى من المغناطيس المُستخدَم في الثلاجات العاديَّة بعشرين مرَّة، وهي قويةٌ إلى درجة أنَّها تُسبِّبُ ضرراً كبيراً للقناة الهضمية، وربَّما يصل هذا الضرر إلى الوفاة.
قال الباحِثون: "رغم أنَّ العديدَ من الأجسام التي يبتلعها الأطفالُ تمرُّ عبر الجهاز الهضميِّ من دون مشاكل خطيرة, لكن يبتلع الصغارُ عادةً أكثر من قطعة من المغناطيس المطليِّ بالنيوديميوم في وقتٍ واحد. ونتيجة لهذا, يُمكن لقطع المغناطيس أن تلتصقَ مع بعضها بعضاً، وأن تخترقَ جدار المعدة".
قال الدكتور روبرت آدم نويل، الأستاذُ المُساعد لطبِّ الأطفال في مستشفى الأطفال التابع لجامعة ولاية لوزيانا: "يبدو أنَّنا نشاهد المزيدَ والمزيد من تلك الحالات, وقد كان البعضُ منها خطيراً جداً, بل حتى مهدِّداً للحياة. لا يُؤكِّدُ هذا البحثُ مخاوفَنا فقط, بل يُظهِرُ أيضاً أنَّ التدخُّلَ في وقت مُبكِّر مهمٌّ جداً، وخصوصاً بالنسبة إلى هذه الحالات من ابتلاع قطع المغناطيس".
سأل الباحِثون اختصاصيي الجهاز الهضمي عندَ الأطفال في الولايات المتَّحدة حولَ مسألة ابتلاع قطع المغناطيس، ورصدوا السجلاَّت الطبيَّة والجراحيّة التي استُخدِمت في علاج المرضى الذين ابتلعوا قطعَ المغناطيس المطليَّة بالنيوديميوم.
وجدت الدراسةُ أنَّه في نسبة 31 في المائة من الحالات, كانت هناك حاجةٌ إلى الجراحة وحدَها لإزالة قطع المغناطيس؛ وفي 43 في المائة من الحالات الجراحيَّة, احتاج الأمرُ إلى إجراءٍ باضع ثانٍ.
قال نويل: "تُقدِّم النتائجُ رسائلَ قويَّةً إلى الأطبَّاء والأهل. ورغم أنَّ قطعَ المغناطيس تلك تبدو غيرَ مُؤذية عند تصويرها بالأشعَّة, تبقى قويَّةً بما يكفي لأن تُسبِّبَ ضرراً خطيراً للقناة الهضميَّة خلال فترة وجيزة".
رغم أنَّ الأطفالَ في عمر يتراوح بين 13 شهراً إلى 6 أعوام يُواجهون زيادةً في خطر ابتلاع قطع المغناطيس المطليَّة بعنصر النيوديميوم, يزداد هذا الخطرُ بالنسبة إلى الأطفال في عمر أكبر، لأنَّ هذه القطعَ المغناطيسيَّة تُستخدَم في صناعة الحِليّ والأقراط التقليدية.
هيلث داي نيوز, ماري إليزابيث دالاس, السبت 18 أيَّار/مايو
رد مع اقتباس