أمكن التأكُّدُ مختبرياً من إصابة 40 حالة بفيروس الكورونا الجديدة منذ أبريل 2012. وقد تأثَّرت العديدُ من البلدان في الشرق الأوسط، بما في ذلك الأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتَّحدة وقطر. كما جرى الإبلاغُ عن إصابات في ثلاث دول أوروبية، وهي فرنسا وألمانيا والمملكة المتَّحدة. وكان هناك اتصال مباشر أو غير مباشر من قبل هذه الحالات بأشخاص موجودين في منطقة الشرق الأوسط. ولكن في فرنسا والمملكة المتحدة، كان انتقالُ العدوى محدوداً بين من لم يكونوا في منطقة الشرق الأوسط، ولكن كانوا على اتصال مع المسافرين الذين عادوا مؤخَّراً من منطقة الشرق الأوسط.
وكانت آخر الحالات التي جرى الإبلاغُ عنها في 10 مايو/أيَّار 2013. إنَّ معظمَ المرضى هم من الذكور (79٪؛ 31 من 39 كانوا ذكوراً)، وتتراوح أعمارُهم ما بين 24-94 سنة، وكان متوسِّطُ عمر المصابين 56 عاماً. وتُعاني جميعُ الحالات المؤكَّد إصابتُها مختبرياً من أمراض شديدة في الجهاز التنفُّسي كجزء من المرض، وكانت معظمُ الحالات تُعاني من أمراض الجهاز التنفُّسي التي تتطلَّب العلاجَ بالمستشفى. وتعاني الحالاتُ المُبلَّغ عنها سريرياً من متلازمة الضائقة التنفسية الحادَّة ARDS والفشل الكلوي الذي يتطلَّب غسيلَ الكلى، كما يعانون من اضطراب تجلُّط الدم المستهلشك لعوامل التخثُّر والتهاب التَّأمور (التهاب غشاء القلب).
وظهر على العديد من المرضى أيضاً عددٌ من الأعراض الهضمية، بما في ذلك الإسهال في أثناء الإصابة بهذا الفيروس. وظهر على مريضٍ واحد، كان لديه نقصٌ في المناعة، حمَّى وإسهال وآلام في البطن، ولكن لم تظهر عليه مشاكل في الجهاز التنفُّسي في البداية؛ ثم جرى التعرُّفُ إلى إصابته بالتهاب رئوي بعد أن خضعَ لتصوير شعاعي. وقد تُوفِّيَ 20 شخصاً من أصل 40 مريضاً.
منذ 6 أبريل 2013، جرى تأكيدُ إصابة 21 حالة في منطقة الأحساء في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، وكانوا 16 ذكراً و 5 إناث، وكان متوسِّطُ أعمارهم 56 عاماً. وتُوفِّي تسعة من هؤلاء، وبقي ستة مصابين يعانون من حالة خطيرة. وكان معظمُ المرضى لديهم على الأقل مشكلةٌ صحِّية أخرى قبلَ إصابتهم بالفيروس.
على الرغم من أنَّ التحقيقات لا تزال جارية، تشير المعلوماتُ الأوَّلية إلى أنَّ مجموعة قليلة من هذه الحالات كانوا على اتصال مع الحيوانات في أثناء فترة انتقال الفيروس إليهم.
منذ 8 مايو 2013، جرى الإبلاغُ عن إصابة حالتين في فرنسا، حيث أصيب الشخصُ الأوَّل بالمرض بعد قضاء 9 أيَّام في دبي. أمَّا الحالة الثانية، فقد جرى الإعلانُ عنها في 12 مايو/أيَّار، وقد انتقل له المرضُ بعد أن مكث مع الحالة الأولى في غرفة واحدة في أحد منشآت الرعاية الصحية. ولا تزال التحقيقاتُ جارية للكشف عن حالات إضافية، ولكن لم توجد أي حالات أخرى حتى الآن.
وقد أُصيب جميعُ الأشخاص الذين جرى الإعلان عن إصابتهم بسبب الاتصال مع أحد أفراد العائلة، أو بعد زيارة أحد مرافق الرعاية الصحية. وحدث انتقالُ المرض من الإنسان إلى الإنسان في بعض هذه الحالات، ولكن لا يُعرف حتَّى الآن كيف ينتقل الفيروسُ بالضبط. ولم يُلاحظ حتى الآن انتقالُ المرض من هذه الحالات المصابة إلى غيرهم في المجتمع.
يُعتقد أنَّ أصلَ هذا الفيروس حيواني، وينتقل إلى البشر بطريقة لم تُعرف حتَّى الآن. ولكن من الواضح أنَّ الفيروسَ يمكن أن ينتقل بين البشر. وقد لوحظ حتى الآن انتقالُ المرض من الإنسان إلى الإنسان فقط في مرافق الرعاية الصحية، وعند الاتصال مع أفراد العائلة المصابين، ولم يُلاحظ انتشاره بين الناس. إنَّ استمرارَ ظهور حالات لا تنتمي إلى مجموعات أكبر، ولم يكن لديهم اتصالٌ مع الحيوانات، يزيد من مخاوف انتقال الفيروس إلى المجتمع. ويجري التحقُّق ُ من هذا الاحتمال من قبل السُّلطات في المملكة العربية السعودية.
إنَّ إصابةَ اثنين من العاملين في المجال الصحي، الذين كانوا على اتصال مع المرضى المصابين، وإصابة بعض الأشخاص بعد زيارة المستشفيات يستلزم التأكيدَ على ضرورة الالتزام الدقيق بإجراءات مكافحة العدوى عند الاشتباه الأوَّلي بأحد الحالات.
يُشير عددٌ كبير من الحالات المُبلَّغ عنها أن هناك ظروفا طبية قد تمارس دوراً في انتقال العدوى. بالإضافة إلى ذلك قد يُصاب من لديه مناعة قوية بفيروس الكورونا، ولا تظهر عليه أعراض مشاكل الجهاز التنفسي.
وتُشير أدلةٌ محدودة إلى أنَّ استخدامَ مسحات الأنف البلعومية في التشخيص قد لا يكون دقيقاً مثل استخدام عيِّنات من الجهاز التنفسي السفلي. وينبغي أن تُستخدَمَ عيِّنات من الجهاز التنفسي السفلي في التشخيص، بالإضافة إلى أخذ مسحات من البلعوم عندما يتوفَّر ذلك. إذا كانت نتيجةُ مسحة البلعوم سلبيةً، يجب إعادة الاختبار باستخدام عيِّنات من الجهاز التنفسي السفلي، مثل البلغم، أو من نضح القصبة الهوائية أو من سائل القصبات. ينبغي للأطباء الحرص على اتِّباع مبادئ السلامة بدقة عند جمع العينات من الجهاز التنفسي.
قد تكون زيادةُ عدد الحالات الأخيرة بسبب زيادة الوعي في المجتمعات الطبية، لكنَّ قدرةَ هذا الفيروس على الانتقال بين البشر وإحداث ضجَّة كبيرة زادت المخاوفَ بين الناس من احتمال انتقال هذا الفيروس. ينبغي للبلدان في منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص أن تُحافظَ على رفع مستوى اليقظة، وأن تتأكَّدَ من إجراء فحوصات للحالات المشتَبه بها.
يستحقُّ الموضوعُ الكثيرَ من البحث والدراسة، وسيقوم فريقُ الموسوعة بنشر آخر المعلومات المتوفِّرة عن هذا المرض بالتواصل مع هيئات دولية ومحلية متخصِّصة.
حمى اللهُ الجميعَ من كلِّ سوء ومرض.
العربيه للمحتوى الصحي