عنوان القصيدة : ملك الوغى
الشاعر : زين المواسي
حاشى لان يـدنو لـوصفـك واصفٌ
أو يكتفي عن ذكـر فضلك ذاكـِرُ
لبست رداء الفخر من صلب حيدرةٍ
فـمتى تـرتـقي الـيـك مـفـاخـر
تزاحم تاريخك والأصغران عواجزٌ
فوحش مجدك في التزاحم كاسر
أغرقت في بحرك امة وتاريخ حضارةٍ
وعضيم مجـدنـا في قـليلـك حائر
تلك الطفوف عليها النيران شواهدٌ
مغوارٌ ،في لضى الحروب مثابر
قد تجسم فيك غضب الإله حتى بدا
كأنه، فـي سـير كـفـك نـاهٍ وآمـر
دخلت واشج الخرصان والثعالب جمة
فالوغى ملكٌ، والملك لـك شاغـر
طويت الهيجاء فغاصت أرجائها
بأعظم فرسانها غصت والأكابر
وتاهت بك الفرسان فأين تستذري
كـــأن سيـفـك شهـبا يــماطـر
يامعشر الخندريس أتاكم المردي
ومـــن تـحـبو الـيه الأكـابـر
انـفـذوا منه أن استطعـتم أن تـنـفـذوا
وحـاذروا مـنـه ولـن تحاذروا
انـا ابـن الهـزاهـز والمـنـيـة مـنـيـتي
وذو ولـــهٍ وللـتبـتـل نــاصـر
أنا ابن من لاذت الدنيا خـلــفه ُ
ومن حفظ لرسول الله حرائر
ومن كان لدى الأنبياء معروفا قدره
ومـن يـعـرفه سليمان و الطائر
ومن حقن دماء الدين بسيل دماءه
وعـفـا عـن الـنـاس وهـو قادر
ومن كسا الناس ديباجاً من كده
وكــسـا نــفسه ثــوبـاً داثـر
ومن امـرع الـبـيـداء مـن طيـبه
واطعـم الناس وهـو ضامـر
ومن قـلـع الباب براحة كـفـه
وتهدمت من فقاره الـدساكر
اليوم اسقي رمضاء الطف حتى ترتوي
وارواحـكم ْ،الى حيث الجحيم تصـادر
الـيوم سيفي يكـلح عـن أنـيـابـه
وآلـيت أن تملأ مـنـه مـقـابـر
فغدت الفرسان تنأى عنه كأنها
غنم ، بالهيجاء يلحقاها جازر
فلا ترى من الجحافل إلا رؤوساً
مـع ذرات الـرمال تـتـطاير
فانجلى وجه الشريعة وتبسم مائها
مُرحباً ، لظفافه الخضراء ناشر
فـلولا مـا قـدر الله مـن امـر لـمـا
بـقـيـت، لأعـداء الله عـساكــر
رويداً ابى الفـظـل يهـتـف جبرئيل
قـد رتـعـت مـايكـفـيك مناحر
نهنه دماء القوم فكـفـك لاتستحق
مـن بالخـنا و الخـمـر مـجاهر
لاتنسى ورداً في الخيام أنت حارسه
ومـحـجـر طفـلاٍ إليـك يـناضـر
وعفيفة حسرى على العهد أنت كافلها
وحـمـاً فـي نـائباتـهـا ومؤازر
فرضيت بالأمر وروحك مكـلـومة
ولله يـعـلـم مـا بقـلـبـك سرائر
وجردت راحتيك وما يهولك قطعهما
واستـقـبـلـت سهـماً الـيه تـبـادر
وضربت عاموداً يهز الجوانح وقعه
وانـت لله مـحـتـسـبـاً صـابــر
وقف الحسين عـلى جـرحـك هـاتـفاً
كسرت ظهري ،وأفنيت مافيَ بصائر
أيا واهاً لصبرك والمصائب دائباتٌ
صـبر مـن كـان لـلـحـسـيـن يعـاشر
أذ تركت النساء تسبى وأيتامها
مـن قـصر الى قـصرٍ تـصادر
وعزيز على الغيور ان يترك اهله
بـلا حما مـع الغريـب تسافـر
لذا فأنت مع العيال وما فارقتها
ورأسك شاهد على السنان يهاجر
يرمق الأيتام بحزناً تارة وتارة
بعـيـنه لـحـادي الضـعـن يخازر
ولنعم الأخ أنت للحسين وزينب
ونـعـم الـوارثُ مـن أبيـك جـواهـر
كل من في غمرات الحتوف وجلاً
إلا أنـت عـلـى الحــتــوف مـكـابـر
وان كل امرؤ في الحياة لـه مـدة ٌ
إلا أنــت فــلـيس فــيـهـا لـك آخــر
ثـكـلنا بـك يـا ابـن الكـماة حـتى غـدا
كــل يــوم مـن أيـامـنا لك عـاشـر
وستبقى شمساً تشرق في صـباحـنا
وفـي ليـلـنا قـمرا ً ونورك زاهـر
وعند مشرعة الإباء ينحني الدهر إجلالا
وعـلى الـطـغـاة تــدور الدوائـر
وتسقط للمـلـوك عروشـاً عـنـوةَ ً
وعلى الحب تبنى لكم المنابر
فقلب العاشقين سيصدح عن حبه
وذكر الحبيب على اللسانٍ متواتر