تعامل الزوجة مع الانحراف الأخلاقي لدى الزوج
إن الزوجة إذا رأت بعض بوادر الانحراف الأخلاقي لدى الزوج، فلتعلم أن هذه مقدمة لهدم هذا العش المبارك!.. إن الإنسان طبيعته طبيعة المقارنة.. أنت عندما تدخل منزلاً جميلاً؛ فمن دون أن تشعر فإنك تقيس منزلك المتواضع بذلك المنزل.. وإذا بك تحكم لا شعورياً بجمال هذا وقبح هذا، وبفخامة هذا وبساطة هذا.. فهذه حالة طبيعية!.. عندما يرى الإنسان (أ) و (ب)، ويرى أن (ب) أكثر تميزاً من (أ)؛ فإنه يحكم على (ب) بالتميز مع لوازمه.. ومن لوازمه الميل، ومن لوازمه احتقار (أ).. أنت عندما ترى أن (ب) مميز على (أ)؛ فإن (أ) شأنه دون (ب).. فإذا كانت (ب) أجنبية عنك، وكانت (أ) هي الرحم؛ فمن الأمور المتعارفة جداً أن تنظر بازدراء وباحتقار إلى الحلال الذي بين يديك، وهو الذي نجده.
إن الرجل عندما يرجع من السوق وقد رأى من الحسناوات ما رأى؛ فإنه عندما يدخل إلى البيت أول حركة طبيعة له هو أن ينظر إلى زوجته باحتقار باطني.. طبعاً، لا يتجرأ أن يتفوه، ولا يكشف عن أوراقه، فالرجل يحب أن يظهر بمظهر العفة أمام الزوجة!.. ولهذا نلاحظ أن بعض الزوجات الذكيات عندما ترى تصرفاً غريباً من الزوج: إعراضاً، وعدم تحمل لها، كما كان يتحمل سابقاً؛ فإن أول شيء تسأل عنه الزوج، بأن تقول له: لعلك تعرفت على أخرى غيري!.. هذا هو الأمر الطبيعي في هذا المجال.
ولهذا ليس المطلوب أن تتحول الزوجة إلى مراقبة وإلى متجسسة على شؤون الزوج، فالزوج يغاظ بذلك أيما غيظ!.. إن بعض النساء لا يعرفن كيف يصلن إلى الهدف.. فالهدف جيد: وهو تحصين الزوج؛ ولكن تراها بشكل مباشر وفاقع، تسأل الزوج: أين تذهب؟.. ومن أين أتيت؟.. ومن تحدث؟.. وقد تكشف عن أوراقه الخاصة، وقد تمد يدها في جيبه؛ وهي بذلك تزيده نفوراً منها.. هي أرادت بهذا العمل أن تجلب الرجل إليها، وإذا بها تزيده نفوراً ونفوراً!.. من الضروري أن تعلم الزوجة ما هو الأسلوب المحبذ إلى ذلك.. هنالك أمر باليد، وهنالك أمر ليس باليد.. فعليها أن تؤدي ما بوسعها في إنقاذ هذا الرجل -هذا الذي هو والد لأولادها-، وتحصنه قدر الإمكان؛ لأجل عدم ضياع المكاسب التي اكتسبها في هذه الحياة الزوجية.