الهوير
هذه المناطق في البصرة الاغلبية ما تعرفها ولا سامعة عنها حبيت اعرفكم بعضها
ويمكن اغلب ابناء محافظة البصرة ما زايريها ..
الموضوع جمعته من عدة مقالات
مقاطعة إدارية تابعة لقضاء مدينة البصرة وكانت سابقا تابعة لقضاء القرنة يبلغ تعداد سكانها حوالي 110 آلاف شخص، وهي أكبر مقاطعة تابعة لإقليم البصرة من حيث المساحة، حيث تمتد ما بين القرنة التي تحدها من الشرق إلى المدينة التي تحدها من الجنوب الغربي وتشتمل على العديد من المناطق التي منها "الهوير الصغير، وهوير السادة، وهوير عكاب، والخاص وخميسة، والسمايد، وشلهة الحجاج، وشلهة كباشي، والخيوط، وأم الشويج، ومناطق عديدة أخرى. تشتهر الهوير بأنها مركز تجاري، بحيث يبلغ عدد معامل صناعة الحديد والاخشاب قرابة ألفي معمل للأبواب والشبابيك والموبيليا، بالاضافة إلى عمل أهلها بالزراعة. تشتهر الهوير أيضا بمناظرها الطبيعية الجميلة، وبأهوارها التي تمتد حتى حدود محافظتي الناصرية في الشمال الغربي، والعمارة في الشمال الشرقي. من أبرز شخصيات الهوير رئيس العراق المؤقت رئيس مجلس الحكم عز الدين سليم.
بين مهنة صنع المشاحيف وورش انتاج الموبيليا عند عتبات الماء الاولى.. وفوق مساحة القصب والبردي تستقبلك مدن الماء والخير.. وأولها مدينة -الهوير- تلك المدينة التي وجدت لتقي الناس من طغيان مياه الهور واحتواء احتمالات الضرر الذي قد يصيب المناطق القريبة..
والهوير قطعة فريدة من الارض تتوزعها جزر يدعوها الناس (اليزاير) حين تلتقي ببعضها تشكل بمجموعها ناحية الهوير وهو اسم مصغر لكلمة هور او لكونها تقع عند فم الهور والبداية الطبيعية له وبالرغم من ان الباحثين في تاريخ المنطقة قالوا ان اسم الهوير جاء من كون هذه الارض ملكاً لشخص يدعى هوير إذ وجدوا ختماً طينياً يحمل اسمه وهو ايضا أول من سكن المنطقة لكن هذا الرأي لا يصمد امام الرأي الاول بكونها تصغيرا لكلمة هور التي يتفق عليها اكثر الرواة ممن التقيناهم في الناحية خلال جولتنا ومعظمهم من كبار السن والباحثين في مثل هذه الجوانب ففي الهور تلمس لدى الجميع حب المعرفة ويتبادلون الامثال والحكايات التارخية ويخوضون حديث الثقافة والعلوم فتشدك اليهم حلاوة احاديثهم وعمق تجربتهم الحياتية في جوانبها المختلفة.. جلسات طويلة تمضيها مع ابناء الهوير فتغوص واياهم في نقاشات هادئة تنسى خلالها الوقت لولا تلك العروض التي يقدمها بعضهم عن حجم المعاناة في حياتهم اليومية فالكلام حول المشكلات يحمل الكثير من المرارة والحزن والالم لان هذه المنطقة عانت الكثير ومازالت تعاني. في بيوت الهوير الطينية وبين ازقتها الضيقة والعتيقة نشأت باقات خيرة من ابناء العراق من الضباط والشعراء والمثقفين تجمع تراثهم ونتاجاتهم الادبية ديوانيات ومجالس يقصدها الابناء للافادة من الاحاديث والقراءة ومتابعة امور الحياة الاخرى ولاسيما ان السياسة لا تبتعد عن جلساتهم التي كان يرصدها ازلام النظام السابق حيث فقدت هذه المنطقة (183) شابا من خيرة ابنائها غيبهم النظام واعدمهم ليدفعوا دمهم ضريبة لتلك الارض الزكية. والهوير ايضا بقعة طافية على بحر من النفط تحيط بها الحياة من كل جانب.. وكان اهلها يتواصلون فيما بينهم بالزوارق والمشاحيف ويمارسون عملهم من خلال هذه الوسيلة يستخدمونها للتنقل والعمل والتجارة، وهي مثلما كل المدن البعيدة تتطلع إلى ان تقام فيها الاسواق وتعمر وتعبد شوارعها وتبنى داخلها المستوصفات والمدارس، لكن حين لم يتحقق للهوير ذلك، فقد بنت نفسها بنفسها منذ زمن بعيد فتوفرت لأهلها مواطن عمل يجلب لهم المورد ويوفر الاكتفاء الذاتي. فكانوا بعيدين وظلوا يعتزمون بأرضهم وبطريقة عيشهم وتجارتهم فقد كانت خيرات ارضهم ومياههم وأهوارهم مواد اولية لنشاطهم الصناعي والتجاري فبدؤوا بتجارة القصب وصنعوا منها الحصران التي تدعى هناك بالبواري وصنعوا حصران الجلوس من البردي او الجولان كما يسمونه في الاهوار اضافة إلى انهم تعلموا صناعة زوارقهم ومشاحيفهم بأيديهم وطوروها وطوروا صناعات اخرى ليحولوا اليابسة التي يقطنونها إلى ورش عمل كبيرة لا مثيل لها. ناحية بحجم قضاء للهوير حكايات عديدة عن أول من سكن هذه المنطقة والولوج فيها يدخلنا إلى تواريخ طويلة لكن اقربها إلى الذاكرة يرويها لنا الشيخ عبدالله عبدالهادي العبادي الذي يقول: سكنت الهوير عشائر عدة وبيوتات وأسر معروفة لكن قساوة الحياة وطبيعتها أبعدت بعض العشائر عن المنطقة للبحث عن اعمال بمناطق اخرى لكن اكثر العشائر ثباتا فيها هي عشائر الحجاج-العبادة-الذين قطنوها منذ اكثر من 300 سنة ومازالوا يتمركزون بها ويطورون اعمالهم التجارية داخلها، وكذلك عشائر الامارة والبو سويلف والسادة الحلو وعشيرة السعد حتى زاد عدد العشائر المتواجدة هنا إلى (65) عشيرة. وكان الناس يعملون في مختلف المهن الريفية وصيد الاسماك والطيور وتربية المواشي وغيرها. فمنطقة الهوير كانت حلقة الوصل بين المدن الاخرى والاهوار فهي الحافة الاولى للاهوار.. ومنذ تلك الفترة كانت عملية التجارة في القصب والبردي تثير اهتمام الناس اكثر من الزراعة رغم ممارستهم لها لذلك فقد عملوا على تطوير صناعاتهم التقليدية وهناك بيوتات عديدة تمارس اكثر من عمل مثل الحياكة وصيد الطيور والاسماك وغيرها. ويضيف الشيخ عبدالله ان مركز مدينة الهوير محاط بالمياه من كل جانب فهي من الجنوب يحيطها الفرات الذي يلتقي بدجلة في القرنة ومن الشمال والشرق الاهوار.. فهي لذلك تعد جزيرة عائمة على الماء وحتى المركز فهو مقسم على مجموعة جزر كانت ترتبط فيما بينها بأنهار وممرات مائية اما الان فتربطها مجموعة من الطرق التي شقت حديثا كما كان اهل المناطق يستخدمون المشاحيف للتنقل، والسفن الكبيرة لنقل البضائع من مكان لآخر، وموقع الهوير يبعد عن اهوار الناصرية مسافة 95كم وعن العمارة 105 كم وعن البصرة 85كم وهي تتوسط قضائي القرنة والمدينة وهي اكبر مساحة وسكان من القضاء الذي تتبع له اداريا وهو قضاء المدينة.. فان عدد نفوسها يبلغ (67500) نسمة ومساحة الهوير الكلية (54) الف دونم وان المستغل منها للزراعة حاليا هو (14) الف دونم وان اكثر المساحات فارغة حيث يمارس الاهالي زراعة الحنطة والشعير والخضار المختلفة والطماطم ولكن بمساحات صغيرة لا تسد إلا حاجة المنطقة.
معظم الناس حولوا مهنتهم إلى التجارة والصناعة ولاسيما ان الاراضي ازدادت ملوحتها بعد التجفيف، فضلا عن عدم قيام اية جهة بتطهير الانهر الرئيسة التي تربط الجزر فيما بينها.. وقد ترون هذا النهر الذي يصل إلى قرية الترابة وأم الشويج والخيوط لم يحظ بالتطهير وأصبح بحالة مزرية ومياهه آسنة وغير صالحة لا للزراعة ولا لغيرها
- منطقة الهوير غنية بالنفط وتحيط بها حقول غرب القرنة وكان اهلها مهددين بالترحيل، فهناك عدة آبار منجزة واخرى تحت الانجاز وكلها على مقربة من مركز الهوير وقراها لذلك فان الاهالي يترددون كثيرا في ممارسة الزراعة.
- والهوير اصبحت ناحية اوائل السبعينيات وهي تابعة في البداية إلى قضاء القرنة لكنها تبعت إلى قضاء المدينة بعد تأسيسه وتتكون الهوير من عدة مناطق تدعى بأسمها ايضا مثل الهوير الكبير وهوير عكاب والهوير الصغير وهوير السادة تغير اسم (الهوير) قسريا في زمن النظام السابق إلى ناحية العز وهي لم تر من العز إلا الاسم.. لكنها اليوم اصبحت تحمل اسم ابنها البار الشهيد عز الدين سليم وهو اختيار يؤكد مكانة هذا الشهيد الكبير ومكانة والده ايضا وهو المرحوم الحاج عثمان الذي كان من الاعلام المعروفين بالحكمة.. وفي منطقة الهوير ايضا بيوتات دينية معروفة مثل بيت الشيخ فرج الله وكذلك اسرة السيد نعمة الله الجزائري وغيرها.
التجفيف غيّر كل المعالم والهوير كما يقال عنها مدينة صناعية كبيرة.. ويرى المتحدثون معنا من ابنائها انها كانت كذلك من قديم الزمن وقد ربطت الزراعة بالصناعة ومارس كثير من ابنائها اعمال التجارة، لكن معاناة الهوير كبيرة جدا في مجالات اخرى.. فهي رغم اتساع الحركة والسكان تعاني من قلة الابنية المدرسية ففيها (40) مدرسة حاليا موزعة على 12 بناية فقط. ويؤكد السيد مجيد خلف عضو المجلس البلدي في الناحية ان المدارس غير كافية وكذلك لا يوجد في الناحية مصرف رغم الحركة التجارية الواسعة والكبيرة فيها كما لا توجد فيها دائرة للزراعة او اي فرع لدوائر الموارد المائية ولا مركز للدفاع المدني وغيرها وان المستشفى الوحيد الذي اقيم فيها تحولت في زمن النظام إلى مستوصف بحاجة إلى الملاك الطبي، فضلا عن عدم وجود اي شيء يصل المدينة بالحضارة فلا خدمات ولا كهرباء ولا ماء. يقول السيد طالب سهر من وجهاء المدينة:
- لقد جعلت جريمة تجفيف الأهوار في نفوس الناس في كل مواقع الاهوار ”حسرة“ دائمة على تلك الثروات الهائلة التي دمرّها التجفيف.. فقد تغيّرت معالم مدن باكملها وتغيّرت البيئة، وانبعث من هذه الاراضي التي جففت دخانا ابيض لا يُعرف مصدر له، أصاب ابناء المنطقة بالحساسية، فالأهالي يعانون حتى الان من هذه الامراض فضلا عن تحويل مهنة ومواقع تربية المواشي وأصحاب المهن والمصالح المرتبطة بخيرات الهور إلى مهن ومواقع صناعية بعيدة عن مهنهم الاصلية، ففي الهوير مثلا كانت تربى أكثر من (17) ألف رأس من الجاموس لم يبق منها الا القليل جدا وفيها كذلك (14) الف رأس من الابقار، هلك 80% منها وكذلك الحيوانات الاخرى المختلفة.. فضلا عن هلاك اعداد كبيرة من النخيل المزروعة بالقرب من الاهوار.. هذا إلى جانب زيادة ملوحة الارض وعدم صلاحيتها للزراعة وظلت معاناة اهلها دائمة من دون حل. لكن بعد عودة المياه إلى مناطق الاهوار استبشر الناس خيرا وعادوا لممارسة مهنهم السابقة وتنمية البعض منها.
- كيف تحولت الهوير إلى مدينة صناعية كبيرة؟
- وفي ظل فرص الاستيراد المتوفرة في هذه المرحلة تحولت الهوير إلى مدينة صناعية تصدر منتوجاتها ولاسيما الخشبية والحديدية من ابواب وشبابيك إلى مدن البصرة وميسان وكربلاء والنجف والموصل وكركوك،
وأضحى اهل (الهوير) ماهرين في تقديم ما تحتاجه الاسواق من هذه المواد حتى اضحوا من ابرز تجار تلك المادتين في البصرة عموما. وفي الناحية اليوم اكثر من 1600 معمل صناعي مجاز من دائرة التنمية الصناعية ولدى اصحابها هويات للاستيراد والتصدير، عدا المحال والورش الصغيرة التي تنتج ايضا الموبيليا وتنقلها إلى محافظات العراق المختلفة.
الهوير بحاجة إلى تطوير شامل سواء في البناء او في مستوى الخدمات فهي مدينة شيدت نفسها بجهود ابنائها وتعاونهم وتكاتفهم، ولقد راجعنا العديد من الدوائر بهدف تطوير المدينة، ومنها لجنة انعاش الاهوار في المحافظة التي وعدتنا خيراً.. فالهوير التي تضخ كل هذه الصناعات إلى المدن الاخرى بحاجة إلى اعادة نظر في كل شوارعها وأرضها لجعلها قبلة انظار الزائرين والتجار الذين يفدون اليها من كل مكان.. ألا تستحق الاهتمام بجوانب الخدمات فيها، ولاسيما انها من المدن التي عانت الأمرّين في زمن النظام المباد الذي أوقع فيها من المآسي والويلات وأعدم أبناءها.
حسناء سومرية تغفو على صفحات الماء ترجع المناطق الآثارية الموجودة في الهوير إلى مرحلة السومريين، ففي الهوير آثار تاريخية متعددة، منها آثار زجري، وهي الآثار السومرية المعروفة التي تعود إلى قيام الدولة السومرية، فضلا عن وجود آثار تدل على تنظيم الحياة في الاهوار سابقا وهي تمثل بنايات دائرية وضعت على خط مستقيم لتوزيع قنوات المياه آنذاك. وهناك منطقة تدعى مسباح بنت الملك وهي حوض كبير مبني من الطابوق وأرضياته مشيّدة من الطابوق الفرشي مازال شاهداً على تاريخ المدينة العريق. يذكر الشيخ عبدالله ان المدينة انجبت خيرة الشعراء والمثقفين والسياسيين، امثال، صالح الصريخ وهو جد الشاعر البصري المعروف كاظم الحجاج، وكذلك الشاعر اسكندر وعددا اخر من الادباء والمفكرين، وأبرزهم الشهيد عزالدين سليم وعددا اخر من رجال العلم والمعرفة. وأضاف: ان المدينة بحاجة إلى من ينهض بها، فالمعامل المنتشرة فيها بحاجة إلى دعم حكومي لتطوير صناعتها والاهتمام بها من خلال القروض الملائمة.. فالمطلوب استيراد مكائن حديثة تساعد الصناعيين هنا على تطوير عملهم الصناعي في مختلف الصناعات.
المشاحيف صناعة تتصل بالبيئة والصيد والتنقل المشاحيف، هي وسيلة التنقل الرئيسة في اهوار العراق بشكل عام، وأطلق سكان الاهوار وبينهم سكان ناحية الهوير اسماء عدة على المشاحيف او زوارق النقل عبر المساحات المائية العريضة. فهناك مشحوف يتسع لشخص واحد يطلق عليه (الطرادة) انطلاقا من كونه سريع الحركة بسبب صغر حجمه يستخدمه من يكون على عجالة من امره. ومن الزوارق السريعة في الاهوار (الشختورة) التي تستخدم المحركات وحلت محل الكثير من الزوارق وازداد الاعتماد عليها قبيل تجفيف الاهوار، كما توجد وسائل نقل اخرى بينها الدانك والكعدة وغير ذلك كثير. تجارة المشاحيف مرت بسنوات قحط حين جفف النظام السابق الاهوار وهجّر اهلها ففقدوا مهنة الصيد التي كانت تعتمدها تجارة المشاحيف.. وبعد عودة الحياة إلى الاهوار بدأت الحياة تمتلئ بالمياه مما شجع الاهالي على اقتناء المشاحيف بغية الافادة منها في التنقل والصيد.
ومن هذا الرابط بأمكانكم مشاهدة خريطة المنطقة
ويمكن تاخذون فد جولة
هنا
تحياتي للجميع واعرف الموضوع طويل