بسم الله الرحمن الرحيم
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ }
[الحج : 63]
بفضل الله ومنته امطار غزيرة مع برق ورعد في جنوب بغداد من شرقها الى غربها ولله الحمد
ما أجْمَلَ المطر ...
حين يسقي الأرضَ العطشى..
ويملأ المزارعَ والمساربَ والدُّروبَ ... بِخَيرِه وبَرَكتِه !
إنَّ الماءَ نعمةٌ عظيمةٌ.. من نِعَمِ الله علينا، فهو أساسُ الحياةِ .
كما قال الله عزَّ وجلَّ : ( وجَعَلْنا من الماءِ كلَّ شيءٍ حي ).
وقد امتنَّ الله بالماءِ على عبادِه،
فقال جلَّ جلاله: ( أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزنِ أم نحن المنزلون
لو نشاء جعلناه أُجاجاً فلولا تشكرون ).
وقال تعالى: ( قل أرأيتم إنْ أصبحَ ماؤكم غَوْراً فمن يأتيكم بماءٍ مَعِين ).
وقد سَمَّى القرآنُ الغيثَ رحمةً.
قال احد العارفين بالله :
"يذكر تعالى نِعَمَه على خلقِه في إرسالِه الرياحَ مُبشِّراتٍ بين يدي رَحْمته بمجيء الغيث عَقِبَها؛
ولهذا قال تعالى: (ولِيُذِيقَكم مِن رَحْمَتِه) أي المطر الذي ينزله؛ فيحيي به العِبادَ والبلاد"
وما أحسنَ وقعَ الآياتِ على القلوب ... حين تُبصِرُ تَمثُّلَ القرآنِ في الآفاقِ والأنفُس.
فهي أشْبَهُ في آثارِها وثِمارِها ... بتدفُّقِ الأمطارِ على الأشجارِ والبساتين والأزهار.
إنَّ قُلُوبَنا بدون ماءِ الوحي ... أشْبَهُ بالأرضِ المجدِبة... والصحراءِ القاحلة..
إذا قَسا القلبُ لم تَنفَعْه مَوعِظةٌ ..... كالأرضِ إن سبَخَت لم يَنفَعِ المطرُ!