كربلاء/ المسلة: اعلن عدد من شيوخ عشائر كربلاء (108 كم جنوب غربي بغداد)، الاثنين، عن استعدادهم لحمل السلاح لإنقاذ ابنائهم المختطفين منذ ثلاثة ايام على الطريق السريع في الرمادي (110 كم غربي بغداد) ،
فيما طالب نواب المحافظة شيوخ العشائر بضبط النفس لحين انتهاء اجراءات القوات الامنية لعلها تنقذ حياتهم. وشهدت مدينة الرمادي، أول أمس السبت، قيام مسلحين مجهولين يرتدون زي الشرطة باختطاف ثمانية أشخاص قادمين من الأردن، في كمين نصبوه على الطريق العام في منطقة الـ160غرب الرمادي، فيما اختطف مسلحون مجهولون خمسة من عناصر الشرطة كانوا في نقطة تفتيش في منطقة الـ160 ايضا. وقال النائب عبد المهدي الخفاجي لـ" المسلة" ان الكثير من شيوخ عشائر كربلاء اعلنوا "استعدادهم لحمل السلاح والدفاع عن ابنائهم".
وقالت العشائر " بدائنا ننظّم انفسنا مع أملنا بإطلاق سراح المختطفين، لان النتائج من ردة الفعل ستكون قوية و لا يُحمد عقباها". وتابع الخفاجي: " اجرينا اتصالات مع رئيس مجلس محافظة الانبار ، ونوابها ، وطالبناهم بالتدخل لحل هذه القضية لأنها تسبب شرخاً في اللحمة الوطنية بين ابناء كربلاء والانبار "،
موضحا ان" الجميع وعدنا خيراً ونحن ننتظر الافراج عنهمً. وأكد الخفاجي :" اية تسريبات اعلامية خلاف ذلك غير صحيحة، حيث سمعنا انباء عن اعدام مجموعة ليلة امس، ومصادرنا اكدت ان المجموعة (الكربلائية) ، لا زالت على قيد الحياة ". واستأنف الخفاجي القول :" خمسة اشخاص مخطوفون من كربلاء اثنان منهم من الطائفة السنية، ونحن ندافع عنهم كأبناء لنا، وهنالك شخص من بابل ، ومختطف اخر من الكاظمية، والجميع مازالوا على قيد الحياة ".
واسترسل الخفاجي مهدداً : " اي ضرر على هذه المجموعة سيؤدي الى انفجار تصيب شظاياه الجميع وستنعكس هذه الحالة على ابناء الانبار العاملين في كربلاء وهذا يسبب ضرر للجميع، حيث يقطن الكثير من ابناء الانبار في كربلاء من اجل العمل ومن اجل سلامتهم ومصلحة الجميع اطلاق سراح هؤلاء الشباب ". وأوضح النائب عن كتلة الاحرار جواد الحسناوي لـ" المسلة" ان "عملية الخطف يُراد منها تمزيق الوحدة الوطنية والنسيج الشعبي"، متهما " عصابات مخابراتية ارهابية و اجهزة امنية تدير هذا الأمر ".
وبين الخفاجي : "لا يمكن لهكذا عمليات او اختطاف ان تجري بهذا الكم لولا معاونة اجهزة امنية متغلغلة في اجهزة الدولة "، مطالبا " الاستخبارات والمخابرات تقديم هؤلاء وفصلهم وإخراجهم من جسد الحكومة في سبيل ان تكون كل الصفوف مرصوفة ولا يوجد خرق في هذه الاجهزة ". وطالب الحسناوي في الوقت ذاته، عشائر الانبار الى " الانتفاض ضد القاعدة والإرهابيين الصداميين كي لا يكونوا حاضنة للإرهاب مرة اخرى ، كما حصل في عامي 2005 و 2006 ".
ودعا الحسناوي العشائر الكربلائية الى " ضبط النفس وان يكون هنالك تعاون مابين العشائر لتحرير المتبقي من المخطوفين". واعتبر النائب الخفاجي، تشكيل جيش في ساحات الاعتصام " خطوة خاطئة وانه لابد من اطلاق مبادرات للم الشمل وجعل النسيج العشائري اكثر ماسكا، لا ان نشكل جيشا ، هنا ومليشيات هناك". وتابع القول : " المبادرة لحل الازمة هو التدخل فقط من قبل الاجهزة الامنية والصحوات ولا نسمح بتدخل ابناء الشعب لان هذا سوف يؤدي الى حرب طائفية" .
وأشار عضو كتلة الفضيلة النائب محمد الهنداوي الى ان" هنالك غضب عارم في كربلاء لما حدث ليلة امس من اعدام جماعي لـ15 مخطوف". وطالب الهنداوي " الحكومة والأجهزة الامنية بملاحقة القتلة والمجرمين كي تسلمهم الى العدالة وإجراء محاكمة فورية سريعة لهم وتنفيذ حكم الاعدام بحقهم" . وشهدت البلاد استمراراً في حالة الانفلات الأمني ونزيف الدم، إذ ضربت بغداد الاثنين ، سلسلة تفجيرات بثمانية سيارات مفخخة، أسفرت عن مقتل أو إصابة ما لا يقل عن 206 شخصاً، في مناطق مختلفة من بغداد ،
في حين شهدت البصرة ( 545 كم جنوب بغداد) ، مقتل أو إصابة ما لا يقل عن 33 شخصاً بانفجار سيارتين مفخختين، ، كما قتل أو أصيب ما لا يقل عن 14 من عناصر الصحوة بانفجار سيارة مفخخة شمال غربي قضاء سامراء (40 كم جنوبي تكريت). من جانبه قال نائب رئيس مجلس المحافظة نصيف جاسم الخطابي لـ" المسلة" ان "اتصالا جرى بينه وبين محافظ وقائد شرطة الانبار ابلغه فيه، ان الخاطفين اعدموا خمسة عشر مخطوفا ، بشكل جماعي على الطريق السريع " ،
مبينا ان" ثلاثة منهم نجوا بجروح بليغة وحالة خطرة، فارق احدهم الحياة ". وأشار الى ان" المسؤولين الامنين لم يستطيعوا التعرف على هوية المعدومين كونهم لا يحملون اي مستمسك رسمي في ملابسهم". وبات الوضع العراقي ، على مفترق طرق، منذرا بعودة "العنف الطائفي" الذي ضرب البلاد خلال سنوات 2006-2008، إذ شهدت معدلات العنف لاسيما في بغداد، منذ مطلع شباط 2013، تصاعداً مطرداً.
رد مع اقتباس
