افتتاح مهرجان طيبة الثقافي الدولي بالاقصر بمشاركة عربية افريقية
افتتح مساء يوم الاحد بمدينة الاقصر في جنوب مصر (مهرجان طيبة الثقافي الدولي الثالث) بحضور ممثلين لبعض اتحادات الكتاب العربية وكتاب أفارقة يمثلون الكاميرون واريتريا وأوغندا والسودان وغينيا وأنجولا وأوغندا وغيرها.
ويحمل المهرجان عنوان (النيل في ثقافات الشعوب الافريقية.. رؤية واستشراف) ويبحث خلال ثلاثة أيام المشترك الثقافي بين شعوب وادي النيل.
وقال الكاتب السوري حسين جمعة في كلمة الوفود العرب ان نهر النيل - الذي قال عنه المؤرخ اليوناني هيرودوت "مصر هبة النيل"- هو الذي صنع الحضارة القديمة على ضفتيه بامتداد مجراه من العمق الافريقي وصولا الى دولة المصب مصر.
وأشاد بماضي مدينة الاقصر "التي تضم ثلث اثار العالم" وتقع على بعد نحو 690 كيلومترا جنوبي القاهرة والتي يحمل المهرجان اسمها القديمة (طيبة).
وكانت مدينة الاقصر (طيبة) عاصمة للدولة المصرية "الفرعونية" الحديثة التي يطلق عليها "عصر الامبراطورية" بين عامي 1567-1085 قبل الميلاد والتي تأسست كحكم وطني بعد طرد الغزاة الهكسوس.
وقال رئيس المهرجان محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر والامين العام للاتحاد العام للادباء والكتاب العرب ان المهرجان يناقش سبل "توطيد العلاقات الثقافية مع دول حوض النيل" وهو المعنى نفسه الذي شدد عليه الروائي المصري بهاء طاهر ضيف شرف المهرجان الذي ذكر الحضور "بالدور الثقافي المصري في افريقيا في الستينيات."
وأرسل بطرس بطرس غالي الامين العام الاسبق للامم المتحدة الى المهرجان رسالة قرئت في الافتتاح حول أهمية نهر النيل في توثيق العلاقات بين الدول التي يمر بها.
وشدد على أن "دور الثقافة والمثقفين يسبق ويؤثر بأكثر مما تفعله السياسة والسياسيون... وما أحوجنا اليوم (في مصر) ونحن نشهد تعثر العمل السياسي في قضية حوض النيل أن يكون للمثقفين دورهم الخلاق في التأكيد على عظمة هذا النهر وعلى قدرة شعوبه على العيش في سلام... وعلى رفض أي تفرق وتشتت" في اشارة الى الخلافات الاخيرة بين مصر وبعض دول منابع النيل التي تطالب بوضع اتفاقيات جديدة حول حصة مصر من المياه.
وعقب افتتاح المهرجان افتتح محافظ الاقصر سمير فرج معرضا للصور الفوتوغرافية عنوانه (الاقصر في مئة عام) ويمثل ذاكرة للمدينة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ومنها صورة ترجع لعام 1856 لتمثالي ممنون الذي يجسد الملك أمنحتب الثالث والد اخناتون الشهير بفرعون التوحيد وصورة لمعبد الملكة حتشبسوت عام 1862.
ويضم المعرض ايضا صورا للحياة اليومية للناس في الاقصر في تلك الفترة وصورة أحد العمال المصريين كتب أسفلها أنه "المكتشف الاول لمقبرة توت عنخ أمون 1922" التي مول اكتشافها اللورد كارنافون وتمكن البريطاني هاوارد كارتر من التوصل الى المقبرة التي اعتبر اكتشافها حدثا عالميا انذاك نظرا لانه تضم نحو خمسة الاف قطعة أثرية نادرة ويشمل المعرض أيضا صورا لنقل بعض محتويات المقبرة.
ويناقش المهرجان محاور منها (الشعر والاسطورة.. نصوص النيل نموذجا) و(الطيب صالح والاسطورة) و(قرابين النيل) و(أساطير النيل بين فتنة المتخيل والضبط الاجتماعى) و(أثر النيل في الثقافة السودانية) و(نهر النيل في ثقافة مصر واثيوبيا) و(نحو تعاون اقليمى فى حوض النيل) و(الفرنسيون ومشروع قناطر النيل).
وكان المكتب الدائم للاتحاد العام للادباء والكتاب العرب أعلن في القاهرة يوم 31 أكتوبر تشرين الاول 2010 عن تأسيس (الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب والافارقة) ويضم في عضويته كل اتحادات الكتاب الاعضاء في الاتحادين العربي والافريقي.