اربيل/ مخلص خوشناو: تستعد مدينة اربيل في اقليم كوردستان شمالي العراق لاستقبال عام 2014 كعاصمة سياحية للدول العربية بعد ان انتزعت اللقب من بين عدد من المدن العربية ترشحت لتلك المناسبة.
ويعكس فوز اربيل بهذا اللقب التغييرات الايجابية التي شهدتها المدينة خلال السنوات الماضية والرعاية التي حصلت عليها من المسؤولين المعنيين ما مكنها من خوض غمار المنافسة على لقب عاصمة السياحة العربية والفوز به.
وتعد اربيل من بين اقدم المدن المأهولة بالسكان حتى الان في العالم وظهر اسمها في المدونات التاريخية منذ حوالي ثلاثة الاف عام قبل الميلاد حيث ورد اسمها كبلدة عامرة بالحياة وكأحد الاملاك السومرية.
وتقع مدينة اربيل في اقليم كوردستان في المنطقة الشمالية من الجمهورية العراقية وتعتبر قلعة اربيل أعلى منطقة في المدينة ويبلغ ارتفاعها 414 مترا عن مستوى سطح البحر وتقع المدينة بشكل عام وسط هضبة مرتفعة عريضة تسمى سهل اربيل الذي يبلغ ارتفاعه 390 مترا عن مستوى سطح البحر.
اما الاجزاء الشمالية والشمالية الشرقية من المحافظة فهي مرتفعة وتضم أشهر السلاسل الجبلية في اقليم كوردستان حيث تقع قمة جبل حصاروست كأعلى قمة جبلية في الاقليم في شمال شرق اربيل.
وقال محافظ اربيل نوزاد هادي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان اربيل تطورت وتنمو حسب التصميم الاساسي الحديث لها كعاصمة لاقليم كوردستان وبالاخص بعد عام 2003 حيث ان اعادة بناء الدولة العراقية كان على أساس الشراكة الوطنية والحضور الكوردي كشريك حقيقي في هذا البلد.
واستعرض العوامل التي ساعدت اربيل على التطور والنهوض مثل الضمانات التي اقرها الدستور العراقي للاقليم وتحديد نسبة 17 في المئة من الدخل الوطني العراقي له ما ساعد على وضع وضع خطط لتطوير الاقليم ووضع استراتيجيات للنهوض به.
ولفت الى بناء مطار اربيل الدولي الذي اثر ايجابا على مختلف الانشطة التجارية والاقتصادية وانشاء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية لتغذي المدينة بالكهرباء والتعامل مع النفط والغاز ووجود اكبر مصفى في كوردستان لانتاج المحروقات التي تغذي الاسواق المحلية الى جانب الاهتمام بتراث المدينة واثارها.
وقال المحافظ ان هنالك نسيجا تراثيا للاحياء القديمة اذ وقع الاقليم عقدا مع منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) حول كيفية احياء القلعة وتطويرها وتوفير مقومات وشروط قبولها ضمن التراث العالمي مؤكدا مواصلة بذل الجهود كي يتم قبولها بشكل دائم في التراث العالمي.
وبات المواطن العراقي القادم من اية محافظة أخرى يشعر بالزهو والاعتزاز ونظراته ترصد ايقاعات الحياة اليومية وزخم المتغيرات السريعة في البناء والاعمار والحركة التجارية والتنموية وسعة وسرعة اقامة الوحدات السكنية وسيادة النظام واحترام القانون والنظافة وعمليات التشجير.
من جهته قال المتحدث باسم الهيئة العامة للسياحة نادر روستي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان المصطافين يأتون من كافة مدن العراق ومن دول الجوار مثل ايران وتركيا لافتا الى الفائدة الاقتصادية التي تعود على المدينة واهاليها من المجال السياحي.
واوضح ان عدد السياح الى مليونين في اقليم كوردستان خلال بضع سنوات وان 70 في المئة من السياح جاؤوا الى اربيل بالتحديد معتبرا ان الرقم كبير جدا بوجود زيادة تقدر بحوالي مليون وربع المليون خلال سنة او اثنين.
وأضاف ان الاسواق والمولات مزدهرة بوجود السياح "لانهم جاؤوا ايمانا منهم بالاوضاع المستقرة في الاقليم والتطور العمراني الكبير وبالاخص في مدينة اربيل ووجود عدد كبير من المولات والمرافق الترفيهية والفنادق الضخمة والمطاعم الفاخرة والاسواق والمحلات الراقية".
وقال روستي ان اربيل كانت تضم 15 فندقا فقط فيما وصل عدد الفنادق حاليا الى 200 فندق الى جانب الشقق المفروشة مشيرا الى وجود 8 فنادق عالمية تحت الانشاء و22 مستشفى عالميا تحت الانجاز في اربيل من قبل المستثمرين ورؤوس اموال كوردستانية.
وأضاف ان هناك المئات من المشاريع السياحية والثقافية والتجارية في اربيل منها مشروع ماستر بلان السياحي الكبير في قمة جبل سفين واماكن اخرى معتبرا ان هذه المشاريع تنقل اربيل الى مصاف دول المنطقة والعالم.
وتعد مدينة اربيل والسهل المحيط بها جزءا مهما من الدول التي اقامتها الاقوام الزاكروسية من خوريين وميتانيين وكوتيين وكاشيين وميديين واورارتو وغيرهم وجزءا حيويا من الامبراطوريات التي تشكلت في شرق المنطقة او غربها او جنوبها وبذلك كانت اربيل على مدى اكثر من خمسين قرنا مدينة عامرة ومأهولة بالسكان.
وتتوسع اربيل تارة لتمتد بعيدا عن القلعة وتزخر بالعمران والتجارة والمكانة السياسية والادارية وتارة تنحسر وتتقلص الى داخل القلعة التي كانت السند الذي حمى المدينة من الفناء والتلاشي من تقلبات الزمان.
وأنجبت اربيل وتوابعها مجموعة من العلماء والمؤرخين ورجال دين ضليعين بشؤون الدين والشريعة وشعراء كبارا ورجال دولة وسياسة ومن ابرز تلك الشخصيات التي تنتسب الى اربيل القائد الاسطوري صلاح الدين الايوبي (1137-1193) الذي ينتسب أجداده الى قرية دوين شمال اربيل.
وفي أواخر العهد العثماني كانت اربيل جزءا من ولاية شهر زور التي كانت كركوك مركزا لها ثم اصبحت جزءا من ولاية الموصل وبعد تأسيس الدولة العراقية فصل ما بين الزابين عن سنجق كركوك وتشكل منه لواء اربل (اربيل) كأحد ألوية كوردستان العراق وهي عاصمة اقليمية منذ عام 1974 وعاصمة فيدرالية لكوردستان العراق منذ عام 1992 وتحمل الان بين ثناياها عبق ماض عتيد وثري وحاضر مشرق زاهر.
وتضم اربيل مجموعة كبيرة من اجمل مصايف كوردستان والتي تتوزع على مختلف مناطق المحافظة فيما يوجد اربعة طرق خارجية مهمة تربط مدينة اربيل بباقي محافظات ومناطق العراق أشهرها طريق هاملتن الذي ينطلق من اربيل وينتهي عند معبر حاج عمران عند الحدود العراقية - الايرانية وطريق اربيل كركوك الذي يربط ما بين هاتين المدينتين المهمتين وكذلك يربط هذا الطريق اربيل ببغداد باتجاه الجنوب انطلاقا من كركوك.
كما يوجد طريقان خارجيان اخران مهمان ايضا وهما طريق اربيل الموصل وطريق اربيل دهوك وكل هذه الطرق الرئيسة الى جانب مجموعة طرق ثانوية تشكل الشرايين التي تربط اربيل بباقي مناطق الاقليم خصوصا والعراق عموما.
يذكر ان الوزراء العرب المعنيين بالسياحة اختاروا اربيل عاصمة السياحة العربية لعام 2014 فيما اختيرت الشارقة الاماراتية عاصمة السياحة لعام 2015.