النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

قصيدة جيكور والمدينة للشاعر العظيم : بدر شار السياب

الزوار من محركات البحث: 38 المشاهدات : 802 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق فعال
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: لبنان
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 732 المواضيع: 147
    التقييم: 78
    آخر نشاط: 30/May/2013

    قصيدة جيكور والمدينة للشاعر العظيم : بدر شار السياب

    و تلتفّ حولي دروب المدينة
    حبالا من الطين يمضغن قلبي
    و يعطين عن جمرة فيه طينة
    حبالا من النار يجلدن عرى الحقول الحزينة
    و يحرقن جيكور في قاع روحي
    و يزرعن فيها رماد الضغينة
    دروب تقول الأساطير عنها
    على موقد نام ما عاد منها
    و لا عاد من ضفة الموت سار
    كأن الصدى و السكينة
    جناحا أبي الهول فيها جناحان من ضخرة في ثراها دفينة
    ومن يرجع الله يوما إليها
    و في الليل فردوسها المستعاد
    إذا عرّش الصخر فيها غصونه
    ورصّ المصابيح تفاح نار
    و مد الحوانيت أوراق تينه
    فمن يشعل الحبّ في كل در و في كلّ مقهى و في كل دار
    و من يرجع المخلب الآدميّ يدا يمسح الطفل فيها جبينه
    و تخضل من لمسها من ألوهية القلب فيها عروق الحجار
    و بين الضّحى و انتصاف النهار
    إذا سبّحت باسم ربّ المدينة
    بصوت العصافير في سدرة يخلق الله منها قلوب صغار
    رحى معدن في أكفّ التجار
    لها ما لأسماك جيكور من لمعة و اسمها من معان كثار
    فمن يسمع الروح ؟ من يبسط الظل في لافح من هجير النضار
    و من يهتدي في بحار الجليد إليها فلا يستبيح السفينة
    و جيكور من غلق الدور فيها و جاء ابنها يطرق
    الباب دونه
    و من حول الدرب عنها فمن حيث دار اشرأبت إليه المدينة
    و جيكور خضراء مس الأصيل ذرى النخل فيها
    بشمس حزينة
    يمدّ الكرى لي طريقا إليها
    من القلب يمتدّ عبر الدهاليز عبر الدجى و القلاع الحصينة
    و قد نام في بابل الراقصون
    و نام الحديد الذي يشحذونه
    و غشى على أعين الخازنين لهاث النّضار الذي يحرسونه
    حصاد المجاعات في جنتيها
    رحى من لظى مر دربي عليها
    و كرم من عساليجه العاقرات شرايين تموز عبر المدينة
    شرايين في كل دار و سجن و مقهى
    و سجن و بار و في كل ملهى
    و في كل مستشفيات المجانين
    في كل مبغى لعشتار
    يطلعن أزهارهن الهجينة
    مصابيح لم يسرج الزيت فيها و تمسسه نار
    و في كل مقهى و سجن و مبغى و دار
    دمي ذلك الماء هل تشربونه
    و لحمي هو الخبز لو تأكلونه
    و تموز تبكيه لاة الحزينة
    ترفع بالنواح صوتها مع السّحر
    ترفع بالنواح صوتها كما تنهّد الشجر
    تقول يا قطار يا قدر
    قتلت إذ قتلته الربيع و المطر
    و تنشر ( الزمان ) و ( الحوادث ) الخبر
    و لاة تيسغيث بالمضمّد الحفر
    أن يرجع ابنها يديه مقلتيه أيما أثر
    و ترسل النواح يا سنابل القمر
    دم ابني الزجاج في عروقه انفجر
    فكهرباء دارنا أصابت الحجر
    و صكه الجدار خضه رماه لمحة البصر
    أراد أن ينير أن يبدد الظلام فانحدر
    و ترسل النواح
    ثم يصمت الوتر
    و جيكور خضراء
    مسّ الأصيل
    ذرى النخل فيها
    بشمس حزينة
    و دربي إليها كومض البروق
    بدا و اختفى ثم عاد الضياء فأذكاه حتى أنار المدينة
    و عرى يدي من وراء الضماد كأن الجراحات فيها حروق
    و جيكور من دونها قام سور
    و بوابه
    و احتوتها سكينة
    فمن يخترق السور من يفتح الباب يدمي على كل قفل يمينه
    و يمناي لا مخلب للصراع فأسعى بها في دروب المدينة
    و لا قبضة لابتعاث الحياة من الطين
    لكنها محض طينه
    و جيكور من دونها قام السور
    و بوابه
    واحتوتها سكينة

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    عَصِيةُ الهَوَى
    تاريخ التسجيل: April-2013
    الدولة: العراق
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 4,423 المواضيع: 278
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 2363
    مزاجي: مُـسـتـقـيـلـة
    أكلتي المفضلة: مشويات
    موبايلي: Iphone5 S
    آخر نشاط: 19/February/2015
    مقالات المدونة: 2
    إجلال لِ نسائم السياب
    من مملكة عُشتار
    شكرا ي مموسق
    لروحك الورد

  3. #3
    صديق فعال
    أشكرك على متابعاتك الكريمة وكلماتك المشجّعة ولطفك الراقي

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال