ويقول جاري :
أمس زارتنا الجميلة
وارتأت أن نبدأ الألعاب
من ورديّة الأطفال
رتبنا الحصى لُعباً
وكانت تنحني في ثوبها الورديّ
تعبثُ بالحصى
وترتب الأشياء
من بدء الحكاية للنهاية :
هكذا سيكون :
هذا بيتنا وسكنت فيه
وذاك زوجي وهو يكدح أو يصلي
أو يغار على الجميلة من مرور سحابة فوق الحمى
أو نظرة لفتى يمر على الطريق
ويرسل الأشعار
كي يصل الصدى لأميرة خلف الحمى
ويقال : إن جمالها
أعلى من الأسوار
إن الله حين رأى بياض الثلج
قال : يكون في وجناتها
ورأى اخضرار العشب
قال : يكون في نظراتها
ورأى ترقرق نبعة الريحان
قال يكون في كلماتها
والنهر
أوله من “الصافي”
وآخره على أقدامها يجري
ويذهب في اندفاع مياهه للبحر
ترفعه السماء الى الغيوم
وحين نظرت في أعلى الغيوم
رأيت ثمّة وجه أمي
ويقال إن الله سمّاها على اسم الرحمة الأولى
فآمنة التي مثل الحمامة لم يشبها السوء
ما زالت الأسماء رحمتها
وتسحب في مدار الشمس رايتها العظيمة
فالسلام على التي ولدت محمد
(وهو نور النور)
واغتسلت ضحى بالماء
فانبعثت على الأشياء صورتها البهية
فهي أول ما يٌرى عند الصباح
وآخر الأحلام عند تشابك الأحياء بالموتى...
وقبل هلاكها ..