من المشرفين القدامى
رَجُلُ ألمَطَر
تاريخ التسجيل: March-2013
الجنس: ذكر
المشاركات: 7,978 المواضيع: 2,743
صوتيات:
30
سوالف عراقية:
2
مزاجي: متارجح
آخر نشاط: 2/April/2016
الاتصال:
أحمد راضي في الحلقة الثانية من مذكراته: عدي هددني بـ"عيدية" مجهولة فوافقت على اللع
باللحظة التي اختطف فيها أحمد راضي من منزله فجرا والتي استعرضتها "السومرية نيوز" في الحلقة الاولى، ليتم اقتياده الى مكان مجهول، ومن ثم معلوم له، من قبل مجموعة بدوا انهم من حرس "عدي" الخاص، قرر فيها النأي بنفسه عن مصير محتوم: الموت او الاعاقة على اقل تقدير لرفضه عرض صاحب الميليشيا شبه الرسمية فيما بعد "فدائيو صدام"، والقبول بالعرض وفقاً لنصيحة اخيه.
يقول راضي في مذكراته التي نشرها في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه "ذهبت الى نادي الرشيد، كنت متعباً وخائفاً مما حدث سابقا ومما يمكن ان يحدث مستقبلا، صرت ادعوا الله ان ينقذني ويلطف بي ويتفهم أمري".. كان على راضي المبادرة بلقاء عدي عبر قنوات مضمونة، ويضيف "سألت الحرس ان كان عفيف كاظم موجودا، كنت اعوّل كثيرا عليه ليقنع عدي بمقابلتي".
ويلفت الى ان "لعدي بابا خاصا لا يمر عليه احد سواه، وهناك باب ثان للسكرتارية، دلفت من الباب الثاني لمقابلة عفيف، حييته فاجابني باقتضاب (وعليكم السلام) بطريقة لا تنم عن ارتياح او مودة – من ورا خشمه –"، متابعا.. "قلت لعفيف: انتم فهمتهم الموضوع بطريقة خاطئة، فرّد: لا، انت قلت لرئيس نادي الزوراء (سيف الدين المشهداني) اننا هددناك، وترفض عرضنا بالانضمام لنادي الرشيد، وطلبت من فاضل الخروج لئلا يسمع كلامك مع رئيس النادي".
أحمد راضي مع زين الدين زيدان
حاول راضي التملص من رفضه، اقناع فاضل بان هناك لبسا كاد يؤدي الى مأساة، ويستدرك بالقول "قلت لفاضل: صدقني، الكلام وصلكم بطريقة غير مباشرة، وان هناك سوء فهم من قبلكم لكلامي، ما قلته لرئيس نادي الزوراء: انا موافق (على عرض نادي الرشيد) والامر عائد اليكم كإدارة بالموافقة على الاستغناء، والمشهداني رفض كلامي، ولم يعطني الاستغناء"، راضي جوبه برفض عفيف لكلامه: "كلامك غير صحيح، ما نقله فاضل عن لسان المشهداني، مضمونه اننا هددناك، وانك غير موافق، لذا وضعت نفسك بموقف صعب، وانت تعرف مع من تتعامل".
رفض عفيف للخوض في تبرئة ساحة راضي، لم تكن العقبة الوحيدة، فرجل عدي في نادي الرشيد ابلغه ان "عدي لا يريد مقابلته، او حتى الانضمام الى نادي الرشيد بعد الان"، غير ان راضي وجد في عفيف بصيص جدوى في ان يواصل الحاحه بالمقابلة، ويلفت الى ان "عفيف شعر بحجم الخوف الذي يحتلني، لذا رد: انتظرني خارجاً وساحاول مساعدتك بطلب مقابلة من عدي".
اتكأ راضي، على سيارته في باحة النادي، يترقب الباب الذي سيجيء منه عفيف، حاملاً "الموافقة او الرفض"، كانت 15 دقيقة فاصلة في حياته، دقائق مشبعة بالقلق، لحظتها بحسب راضي "خرج عفيف، ابلغني ان (الاستاذ) لم يوافق على مقابلتك، لكني رجوته ليسمع وجهة نظرك، استقلينا سيارته، لامني طيلة الطريق على تصرفي، وكنت مصرا على روايتي للتخلص من الاحراج، بلغنا باب القصر الجمهوري من جهة الجسر المعلق، كان لديهم علم بمجيئنا، الحراس فتحوا الابواب على عجل، دخلنا القصر واوقفنا السيارة".
تسارعت انفاس راضي، حين ركن عفيف السيارة في موقف خاص، اول النازلين كان راضي، الذي وجد قبالته بشكل غير متوقع، الرجل الذي ضربه بعد اختطافه، ووفقا لراضي كان "الملازم احمد الذي عرفت اسمه لاحقا، سألني: (ها شجابك هنا)، اجبته (اجيت اقابل الاستاذ)، فرد: (اذا سألك عن البارحة كله موتوني كتل)، كان يبلغني بغضب عدي الشديد مني، وانهم لم يتساهلوا معي بالضرب".
ويتابع بالقول "اخذني عفيف الى مبنى عبارة عن صالة كبيرة بقبة، يقع الان قبالة مقر صالح المطلك (نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات) كان يسمى بنادي الحماية الخاصة، وفي كل مرة اذهب لمقابلة المطلك اتذكر الموقف!، دلف قبلي عفيف، وبعد دقيقة طلب مني الدخول، شاهدت عدي بدشداشة لونها ازرق فاتح، ويقف عند طاولة سنوكر (طاولة بليارد بالحجم الكبير)، كان يحب هذه اللعبة، ويقال انه يجيدها بمهارة".
وفي التفاصيل، يذكر راضي ان "عدي كان يلعب مع شخص ثان، يضحك وغارق في لعبته، اعتقد انه تقصّد اللامبالاة، فقد تركني واقفاً عند الباب، فترة 10 دقائق، كان يلعب ولم يكلمني، ولم ينظر اليّ حتى!"، يستدرك بالقول "عدي تحدث الي:(ها احمد رايد تشوفني)، اجبت (نعم استاذ، بالنسبة لموضوع البارحة، انتوا افتهمتو غلط، اني كلت لرئيس النادي، اني موافق والقرار يمكم كإدارة بالاستغناء عني، رد بقوة (لا انت كايل احنا هددناك، ومتريد تجي لنادي الرشيد، انت واحد مغرور وشايف نفسك، واني اعلمك شلون تتقارش ويا الحكومة) وهددني: (خوش عيديه راح تجيك)، بعدها رمى المضرب من يده وغادر الغرفة منزعجاً، مشى الى سيارته المرسيدس باللون الازرق الفاتح، والحمايات تتراكض من حوله، ركبوا سياراتهم وانطلق الموكب، كرالي سيارات لشدة سرعة انطلاق السيارات و(التشحيط)".
لحظات من الهلع، احتلت احمد راضي، يقول "جمدت في مكاني، غبت عن الوعي لحظات لكن بعينين مفتوحتين، الوم نفسي على ما جنيته، وعلى ما حققته لي كرة القدم، وما جعلني اتكلم بصراحة الى رئيس نادي الزوراء، خرجت مع عفيف من القصر الى نادي الرشيد، طول الطريق كنت اندب حظي بصوت مسموع حتى دمعت عيني، هنا تدخل عفيف: (لا تدير بال.. اكدر احجي ويا عدي وممكن نفض الموضوع، بس بعد لتسوي هيج وشنكلك تسوي)، اجبت على الفور: (والله بعد شتريدون اسوي)، طمأنني عفيف، عدنا للنادي ومنه عدت الى المنزل، لكن طيلة الطريق افكر بـ(عيدية عدي) التي وعدني بها".
فكّر راضي، بخداع سلطة عدي، او ايهام رجاله على اقل تقدير، لذا قرر ان يركن سيارته على بعد ثلاثة منازل، ويعلل ذلك بـ"ان جاؤوا جماعة عدي، وسألوا عني، سيقول اهلي لهم اني خارج المنزل، وان فتشوا البيت، ساهرب عبر سطوح منازل الجيران وصولا لسيارتي ومن ثم الهرب، استمر هذا الرعب حوالي اسبوع من الترقب والقلق، وكنت قبل ان اركن سيارتي كل مرة، بالمكان البعيد عن المنزل، افتش الشارع بمرتين، للتأكد من عدم مراقبتي".
وينوه راضي الى ان "الايام مرت بسلام، مرّ العيد بهدوء، عادت الطمأنينة الى نفسي تدريجيا، بعدها عدت للتدريب مع نادي الزوراء، خلصت الى فكرة مفادها اني لم اعد مطلوبا لا لعدي، ولا لنادي الرشيد"، مضيفا انه "عقب ذلك، تحدد موعد مباراة ودية استعدادا للدوري بين نادي الزوراء ونادي النجف على ارض الاخير، كان التجمع في نادي الزوراء بالشالجية، الساعة التاسعة صباحاً، اوصلني اخي صالح الى النادي بسيارتي ليعود بها الى المنزل، انطلقنا بباص النادي ذهابا الى النجف الاشرف لمقابلة ناديهم".
يكشف راضي عن نفسه متعته بالرحلات خارج بغداد، لملاقاة فرق اخرى لجهة "اني كنت مشاغبا، واحب ان اصنع المقالب، كنا بالنادي كالعائلة الكبيرة"، ويتابع في مذكراته انه "ما ان وصلنا الى مفرق النجف، حتى فوجئت بأخي صالح، يسير الى جانب الباص، ويطلق تنبيهات من الـ(هورن) مطالبا ايانا بالوقوف، نزلت من الباص سالته: (ها صالح خو ماكو شي)، ردّ عليّ: (خابرو عليك من نادي الرشيد ويردوك الساعة ٤ العصر بالنادي)، كان وقت حينها نحو الواحدة ظهرا، عدت الى الباص لاخذ حقيبتي، فاعترض المدرب انور جسام، فاخبرته اني لا اريد خلق المزيد من المشاكل، يتوجب علي العودة وتنفيذ ما يطلبون، عدت وصالح بالسرعة الممكنة الى بغداد من اجل الوصول بالوقت المحدد".
يوم عصيب مرّ على راضي، حوادث عرضية، واخرى غير متوقعة، يبين انه "عدت الى البيت عند الثالثة والنصف، قمت بتغيير ملابسي، وذهبت الى نادي الرشيد، كنت مسرعا، وفي الطريق حصل لي حادث مروري امام معرض بغداد الدولي، لم اكن مذنبا بل السائق الاخر، قلت له ان الحادث بسيط ولايستحق الاتصال بالشرطة، اصر على تدخل الشرطة في الامر، وزاد اصراره بعد ان قلت له اني مرتبط بموعد مهم".
محنة راضي في تلك اللحظة كانت مركّبة، ما بين استنفاذ الوقت مع صاحب السيارة، او استعجال الوقت لمعرفة ما يدور بشأنه في النادي، ويفيد راضي "اقنعت الرجل باعطائه بدل تصليح، فطلب 30 ديناراً حينها، فاعطيته 20 دينارا بعد اخذ و رد، اسرعت مجددا الى النادي، وصلت عند الساعة الرابعة والربع، دلفت الى مكاتب ادارة النادي، فاستقبلني عفيف بلطف: (لقد تأخرت)، فابلغته بتفاصيل التأخير، حينها ابلغني ان (الاستاذ يسلم عليك ويگول اذا احمد يريد ينضم للنادي، لازم يكتب اقرار بخط يده ومضمونه: اني اللاعب احمد راضي ارغب بالانضمام الى نادي الرشيد بكامل ارادتي وبدون اي اكراه) وتأكيدا على صحة ذلك، طلب مني كتابة رقم هاتفي تحت التوقيع، ففعلت دون تردد، وسلمته الطلب".
انتهت ازمة راضي مع عدي، حين ابلغه عفيف بانه "استمر بالتدريب مع نادي الزوراء، لحين الاتصال بك، وتبلغيك بالتوجيهات، فشكرته على موقفه معي، وعند مغادرتي قال (بس دير بالك بعد لاتدعم سيارتك مرة ثانية)".