الخريط الذهب الاصفر
لا تكاد اسواق البصرة الكبرى تخلو من الصواني الصفراء الممتلئة بأقراص "الخرّيط" الضخمة الجذابة، إذ تشكل هي والتمر مادتين رئيسيتين من التراث الثقافي للمدينة.ومرغوب ومنتشر في جنوب العراق و شمال الخليج
إنها إحدى أهم انواع الحلوى التقليدية في محافظة البصرة وجنوب العراق عموما، وتمتاز بعدد من الفوائد بحسب المعتقد الشعبي، حيث يطلب للعلاج أحيانا، وتقدم عليها كثير من شرائح المجتمع خصوصا أهالي الريف والشيوخ والنساء الحوامل، وكذلك المغتربون والخليجيون.
وهي عبارة عن أقراص مربعة الشكل توضع في أكياس صغيرة، ويباع الكيلو غرام بـ20 الف دينار (16 دولارا تقريبا)، حلوة المذاق ذات رائحة ذكية وناعمة الملمس، تستخرج من نبات البردي (قصب السكر) الموجود في الأهوار، والذي يجلب حاليا من ميسان بعد تردي أهوار البصرة ومزارع البردي فيها.
وجاءت تسميته بالخريط (بتشديد الراء) نسبة الى طريقة صناعته التي تعتمد على خرط (استخراج) المادة الصفراء التي تشبه الطحين، من أعماق قصب السكر لغرض عزله وجمعه في أوانٍ، ليوضع تحت الشمس كي يجف، ثم تتم عملية فصل المادة البودرية الصفراء من المواد الأخرى، من خلال تصفيتها باستخدام قطعة قماش، ومن ثم تؤخذ المادة المصفاة وتوضع في قدر فيه ماء وتترك لتغلي مع كمية معينة من الماء، وبعد تبخر الماء تترك لتبرد وتقطع على شكل مربعات، ومن ثم يقوم الجنوبيون بالتفنن في صناعة الحلوى منها، فإما أن تخلط مع التمر أو السكر أو الدبس، أو أن تطبخ بطريقة خاصة جدا كما يختص بها "الميسانيون" بشكل رئيس.
و يذكر أن الخريط موجود في العراق من قبل الميلاد، ويستخرج من قصب البردي، وهو موجودة في ضفاف الأنهار والأهوار، وفي أبي الخصيب، وخصوصا في ميسان، و يتم جلبه منها وتسويقه في البصرة، كل 15 يوما، وأن أوج فصله وموسمه تكون في شهر نيسان (ابريل) وأيار (مايو)، حيث تستمر عملية بيعه للأشهر الثلاثة التي تلي هذه الفترة، وهي المدة التي يمكن خلالها تخزين هذه المادة , ويعتبر قضاء المجر الكبير في محافظة ميسان سوقه الرئيس، وتعد البصرة هي المستهلك الأول له .
وحول فوائد "الخريط" . أن الخرّيط مفيد جدا، فهو يستخدم كعلاج لأمراض القولون والمعدة، وطعمه حلو إذ يخلط الخرّيط بالسكر عند صنعه ليشتد تماسكه بعدما يحول الى باودر عن طريق البخار مثلما يطبخ الرز، بعدها يخزن في مكان بارد نسبيا"، ويعتبر الخريط من الهدايا المميزة للعراقيين في الداخل أو المغتربين، وعليه طلب متزايد من قبل العراقيين في الخارج ، بالرغم من التشدد في المطارات حيال المأكولات والأطعمة الغريبة، إضافة الى الإقبال من قبل بلدان الخليج العربي وخصوصا الكويت، وذلك لأن أغلب أصولهم من العراق، ويعرفون ما هو الخريط وطعمه وفوائده".
وبشأن أسعاره فهو غالٍ جدا إذ أن الكيلو الواحد منه يصل سعره الى 20 الف دينار، و قد كان يتم توزيعه سابقا مجانا لكسب الثواب، أو مقايضته ببضائع أخرى كالملابس وغيرها باعتباره ثروة لها قيمة".ويعتبر مفيد ومغذ ولا يحتوي على أي مواد ضارة، كما أن بعض الأطباء اشتروه بهدف تناوله او استخدامه كدواء، حيث يصفه بعضهم لمرضاهم، كما أن أغلب النساء الحوامل يشترينه لا سيما في فترة التوحم ، فضلا عن كبار السن، وهو مفيد جدا لصحة الانسان ويعالج أمراض القولون والقصبات والحنجرة وأمراض الصدر والتنفس والرئتين، ويساعد على تنظيف المجاري البولية".
وأضاف التميمي أن "المناحل تعتمده بشكل أساسي لإطعام النحل، حيث يتم التأكد من فائدة للنحل بعد اجراء تحليلات في المختبرات المختص له، كما أنه نظيف ولا يسبب أضرارا".
أما قاسم سعيد الموسوي الباحث في مجال الاعشاب، فقال في حديثه مع "العالم"، إن "الخرّيط يعتبر من الاعشاب المظلومة، إذ أن القليل من العطارين يعرفونه، ويعرفون فوائده، لأن الأبحاث والدراسات قليلة بحقه".
ولفت الى أنه "مقوٍ عام للجسم والقولون ويحتوي على البروتين النباتي، ويقوي جهاز المناعة، وله فوائد كثيرة، لا سيما في تقوية المبايض لدى النساء، وهذا نابع من التجربة، الا ان الإفراط في تناوله يمكن أن يضر المعدة والجهاز الهضمي في حالة".
و في الختام الخريط هو حبوب لقاح البردي (النتوك الذكرية) وهو بروتين نباتي طبيعي عالٍ جدا وخالص وله ميزة، اذ يعتبر غذاءً كاملا، حيث يمزج مع السكر، ولو أنه مزج مع العسل، فإنه سيكون ذا فائدة عالية جدا،