قــل لهــذا الخــريف
قـل لهـذا الخـريفْ
قـل لهذا المساء الشفيـف:
أنتما جئتما
من زمانـين مختلفـينٍ،
فأيّ مكانٍ يضمكما الآنَ
إلايَ:
***
نفس تحفّ بها امرأةٌ
من حنينٍ ونـارْ
جسدٌ ينحني ساطعاً
تحت وطـأة هـذي
الثمـارْ ..؟
***
مشــهــد
مـن رسـالـة الغـفـران
كان شيخ المعـرّةِ يهبـطُ
من سـلّم الطائـرةْ
فـرأى الآخـرةْ :
دجلةٌ يلعـق الـذئبُ أثـداءها،
ليس من ضفـتينِ تلمّــانِ ِ
مـا يتطـاير من شرر الـروح ِ،
لا قطـرةٌ مـن أسىً تتـلألأ ُ،
لا دمعـةٌ في ثنايـا
الحـجـرْ ..
حـدّقَ الشيخُ في صـاحبيـهِ
الـذبـيـحـــيـن ِ:
يـا أطيـب المــاءِ،
يـا أيـهــذا الشريفُ الشـجـرْ،
كـيف طـاوعَ قـابيلَ خـنـجـرُهُ؟
كـيف أوغـلَ في الـذبـح ِ
حـدّ الضـجـرْ؟
***
طـــاغـيـة
ما بكى يـوماً
على قبـر غـزالٍ،
ما انـحنى يوماً
على حـلـم ِ
ِ أحـــدْ ..
يكـرهُ الغيـمَ،
ولا يأبـهُ بالنايِ إذا أجهشَ،
أو غـنـى،
ولا يشـربُ إلا
من دم الماضي ..
مقيــمٌ كظـلام ٍ ،
عـابـرٌ مثـل زبــدْ ..
بعـضـهُ
يكـفـي لتهـديـم بـلــدْ ..