دراسة:الأدوية الخافضة للكولسترول تؤثر في الذاكرة
سجلت إدارة الغذاء والدواء الأميريكة وبعض الأطباء حالات من ضعف الذاكرة عند بعض الأشخاص بعد استعمال الستاتين، وهو الدواء المعروف بتأثره الخافض لكولسترول الدم، وذلك بحسب دراسة أميركية أُجريت في جامعة أريزونا ونُشرت نتائجها في الموقع الرسمي للجامعة.
وفي هذه الدراسة، تمت إضافة الستاتين إلى الخلايا العصبية في المختبر، ولوحظ حدوث تورم في هذه الخلايا وأذرعها على شكل عقد الخرز.
وقالت الباحثة ليندا روستيفو، الأستاذة في علم الأعصاب والمسؤولة عن البحث: "إن ما وجدناه في المختبر يمكن أن يكون شبيهاً لما يحصل في الخلايا العصبية عند بعض الأشخاص الذين يتناولون الستاتين، والذين لديهم حساسية معينة لهذا الدواء".
وذكرت روستيفو، وروبرت كرافت، الباحث المساعد السابق في قسم علم الأعصاب، أنهما لاحظا أن الكثير من مستخدمي الستاتين حصل لديهم ضعف بالذاكرة، ولكن معظم الأطباء أخبروهم بأن سبب هذا الاضطراب هو التقدم بالعمر أو تأثيرات أخرى، ولكن ما وجده فريق البحث في جامعة أريزونا يضيف دليلاً جديداً على أن الستاتين يمكن أن يكون السبب وراء الضعف المذكور.
الشيء الآخر الملفت للنظر والذي لاحظه الباحثون هو اختفاء هذه التورمات التي تأخذ شكل عقد الخرز وعودة الخلايا العصبية للنمو بشكل طبيعي عند إيقاف الستاتين.
لم يتمكن الفريق من معرفة سبب تشكل هذه التورمات، ولكنهم يعتقدون أن هناك حاجة للمزيد من الأبحاث لمعرفة السبب وراء حدوث المشاكل في الذاكرة عند البعض فقط، إذ يُعتقد أن هناك عاملاً وراثياً يتعلق ببنية الخلايا العصبية، هو الذي يجعلها مستعدة لتشكيل هذه التورمات، أو أن الستاتين يؤثر في الحواجز الوعائية الدماغية، وإن كان الأمر كذلك، يمكن تحديد الأشخاص الذين لديهم حساسية من الستاتين، وبالتالي يتم وصف علاج آخر مناسب لهم.
وسلطت نتيحة هذه الدراسة الأضواء على ضرورة الحذر من وصف الستاتين للأطفال، وعبّر كرافت عن تحفظه حول ذلك قائلاً: "نريد أن نوسع معارفنا حول تأثيرات الستاتين على تطور الدماغ والمعارف والذاكرة".
وأضاف أنه لو ثبت أن الستاتين يمكن أن يؤثر في نضح الجهاز العصبي، فإن إعطاء هذا الدواء للأطفال يكون كارثياً.