مع ما يشهد
مع ما يشهده العالم العربي اليوم من تقلب في الفصول و
مع ما يشهده العالم العربي اليوم من تقلب في الفصول و تغير الثوابت التي ظلت معمرة لعقود من الزمن تذكرت سابقة في اوربا بالظبط الثورة الفرنسية ما أشبه البارحة باليوم هم ثاروا على طبقات و نحن هنا ثرنا على أنظمة لا تختلف كثيرا عن الطبقات التي ثارت عليها الطبقة السفلى في فرنسا
ليس الهدف ان أطلق العنان لقلم بدأ يجف من حبره لتحليل الوضع العربي و مقارنته بالثورة الفرنسية
لكن ما شد انتباهي هو العنصر المفقود في ثورتنا و اللب في ثورتهم
المثقفون
فلطالما لعب المثقفون على مر العصور دورا بارزا و محوريا في النهوض بمجتمعاتهم و الارتقاء بوعي شعوبهم فكانوا السباقين للتصدي للجهل و الظلم و الاستبداد و التسلط و تبني القضايا التي تمس المواطن العادي و محاولة الدفاع عن حقوقه و توعيته ليلعب دوره المطلوب في المجتمع على أكمل وجه.
ولعل أبرز مثال على ذلك ما حصل لفرنسا من تغيير جذري في الحياة السياسية و الثقافية و الفكرية في عصر النهضة و الذي حمل لواءه فلاسفة و أدباء فرنسيون أمثال روسو و فولتير و الذين تبنوا تيارا فكريا جديدا عرف بفلسفة الأنوار كانوا من قادة و صناع التغير.
ولما أعود إلى عالمنا العربي تصيبني خيبة أمل كبرى.فالمثقف العربي من الأديب إلى المفكر إلى الفيلسوف بالكاد أتلمس أثره وتأثيره على مجتمعه.ان وجد أصلا
فهل أصبح المثقف و المفكر العربي عاجزا عن إيجاد مقاربة بين نظرياته الفكرية وواقعه الملموس؟
أم تمت تنحيته و عزله من قبل المجتمع؟
أم تراه اكتشف أن لا دور يلعبه في ظل مجتمعات لا تؤمن بالمثقفين؟
أريد أن أتعرف على هذا المثقف العربي الذي نسمع عنه و لا نراه كثيرا.
فربما هو ذالك الرجل صاحب النظرات البيضاء الموضوع على الأنف الذي يعيش على التنظير و الجلوس فوق برجه العاجي دون أن يلمس واقع الحياة الحقيقي؟
أم ذاك الغوغائي الذي نراه ليلا نهارا على جميع المنابر يخطب في الناس محاولا استنفار غرائزهم و مدغدغا أحلامهم وأمالهم بشعارات واهية أكل الدهر عليها و شرب؟
أم ذاك الذي كرس ثقافته للوصول لأهدافه و مصالحه الخاصة عن طريق نفاق و تملق أهل السلطة؟
أم تراه ذلك الشخص المثقل بهموم الناس وأوجاعهم و الذي يحاول أن يوقظ فينا صوت العقل و الضمير ويجبرنا على التساؤل والتفكير وتنمية وعينا الذاتي و الذي يحرك السكين داخل الجرح الساكن فينا ليبقى نازفا في ذاكرتنا فنلمسه في كل وقت؟
حسب رأيك من هو المثقف؟
أي دور يلعبه المثقف العربي في الوقت الحالي؟
لماذا ليس للمثقف العربي التأثير الهام على مجتمعه؟
هل أخذ "الفنان" مكان المثقف كقوة تأثير في المجتمعات العربية؟
لماذا توجد هذه الفجوة بين المثقف العربي و المواطن البسيط العادي؟
اذكر لي اسم مثقف عربي في وقتنا الحالي تعتبره أن له تأثير في مجتمعه؟