TODAY - January 14, 2011
مُزحة أثارها وصول عدد من السياح المصابين لكبرى مستشفيات القاهرة
"صدام حسين" الطبيب يحمل خطاياً الرئيس العراقي السابق
كشف حادث مروري تعرض له سياح اميركيين في مصر مؤخراً عن وجود طبيب بمستشفى ناصر بالقاهرة الذي نقل المصابين اليه يُدعى "صدام حسين"، فرغم انه لم يكن مداوماً حال وصول المصابين، الا ان زملائه قالوا مازحين إن المصابين كانوا سيرفضون اشرافه على علاجهم لمجرد علمهم باسمه.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
القاهرة
تعود احداث القضية الى السادس والعشرين من كانون الاول/ ديسمبر المنصرم، عندما اصطدم اتوبيس يقل عدداً من السياح الاميركيين بشاحنة نقل على طريق اسوان – ابوسمبل، واسفر الحادث في حينه عن مقتل ثمانية سياح واصابة عدد آخر، وتم نقل المصابين الى مستشفى معهد ناصر في القاهرة، ورغم تصادف عدم وجود الطبيب العراقي الجنسية المدعو "صدام حسين" في دوام قسم الطوارئ بالمستشفى، الا ان طاقم الاطباء تبادلوا النكات حول ان المصابين الاميركيين كانوا سيرفضون الخضوع لاشراف "صدام حسين" الطبي، إذا كان مداوماً حال وصولهم وعلمهم باسمه وهويته.
"إيلاف" التقت بالطبيب العراقي صدام حسين في محاولة للوقوف على ما جرى وكيفية تعامله مع المصابين الاميركيين، اذا كان في دوامه حال وصولهم، فضلاً عن المواقف التي تعرض لها في حياته على خلفية هذا الاسم.
في البداية يرى الطبيب صدام حسين "35 عاماً" انه لا مجال للخلط بين المواقف السياسية والطب، واضاف في حديث خاص لـ "إيلاف": "ما جرى لا يعدو كونه مزحة من زملائي في مستشفى معهد ناصر بالقاهرة، على خلفية اسمي الذي يعيد الى الذاكرة شخصية الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، فإذا كان هناك طبيب وامامه مصاب او مريض ينتمي الى اية جنسية، فلن يكون هناك مجال لاعتبارات او مواقف سياسية بين الطرفين، سيما ان مهنة الطب مهنة انسانية من الدرجة الاولى، لا ينبغي ان تتحكم فيها اية حسابات".
واجب إنساني
واعرب الطبيب العراقي عن اعتقاده بأن أسمه أو هويته العراقية لم تكن لتحول بين ادائه لواجبه الانساني، كما إن المصابين الاميركيين الذين يدور الحديث عنهم، كانوا سيرحبون بخضوعهم لاشرافه الطبي اذا كان مداوماً، ويقول: "ان المستشفيات العراقية تستقبل احياناً حالات اميركية ومن جنسيات اخرى، وتتلقى هذه الحالات الرعاية الطبية الكاملة بغض النظر عن الخلافات السياسية".
وحول اختيار والديه لتسميته بصدام حسين، قال الطبيب العراقي: "ليس ثمة علاقة بين اسمي والرئيس الراحل صدام حسين، إذ أن الاخير لم يُنصب رئيساً للبلاد الا في عام 1979 وانا من مواليد 1975، فلم يحصل صدام حسين في حينه على شُهرة سياسية، ولكن هناك عدد كبير من العراقيين يطلقون اسم صدام حسين "اسم مركّب" على ابنائهم، إذ يشتمل الاسم على معنى عقائدي وهو الصدام مع الامام الحسين رضي الله عنه، على الرغم من ذلك كان هناك من اولياء الامور من يطلقون هذا الاسم على ابنائهم بعد تولي صدام حسين للرئاسة، نظراً لما كان يشيعه حزب البعث الحاكم آنذاك، من ان هناك عطايا ومنح سيحصل عليها كل مولود يحمل اسم الرئيس العراقي، غير انني لم اسمع بخروج تلك العطايا الى حيز التنفيذ".
وعن المواقف التي تعرض لها في حياته وسفرياته على خلفية اسمه، قال صدام حسين: "في الحقيقة كانت جميعها مواقف لطيفة خاصة عند سفري للعمل في مستشفى معهد ناصر بالقاهرة، فالمصريون يعشقون الرئيس العراقي الراحل لدرجة كبيرة جداً، وذات مرة عندما كنت في صالة الاستقبال بميناء القاهرة الجوي، قام موظف التأشيرات بتقبيلي فور علمه باسمي من جواز سفري، وأشاد بأيادي صدام حسين على المصريين، إذ كان يمنحهم حقوقاً تفوق حقوق العراقيين انفسهم، وقال في خطاب شهير: "إن من يعتدي على اي مصري في العراق، يكون كمن اعتدى على الرئيس العراقي نفسه".
الارتباط بالمصريين
وفيما يتعلق برأيه عن سر ارتباط الرئيس الراحل صدام حسين بالمصريين الى هذا الحد، قال الطبيب العراقي: "ان صدام عاش فترة معينة من شبابه في مصر، وتربى على الافكار القومية والثورية التي صنعها الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، لذلك كان يعتبر – وفقاً لاعتقادي – ان ما يفعله مع المصريين بعد توليه الرئاسة العراقية رداً للجميل، وعرفاناً بأيادي المصريين عليه في فترة معينة من حياته وربما بعد توليه الرئاسة العراقية ايضاً".
آراء الطبيب العراقي صدام حسين السياسية جعلته يُحجم عن الظهور بصورة في "إيلاف"، واكتفى بقوله "لا داعي لظهوري"، الا إن ايلاف فطنت الى موقفه الرافض للظهور بعد تأكيده ان العراقيين بدأوا يفطنون الى أن ايام الرئيس صدام حسين كانت افضل بكثير من تلك الفترة التي يعيشها العراقيون حالياً، واضاف: "كنا نعتقد بأن الاميركيين سيحملون معهم عند دخول العراق عصراً جديداً من الحرية والديمقراطية، غير ان ذلك لم يحدث، حتى وصلنا الى قناعة بأن سياسة صدام حسين كانت افضل كثيراً، فاستطاع صدام وأد التناحر الطائفي، والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه من مختلف الطوائف العراقية المساس بأمن البلاد".
وقال صدام حسين الطبيب: "نعم هناك من يرفضون عهد الرئيس العراقي الراحل، ولكن ذلك بسبب حصولهم على مميزات لم يكن ليحصلوا عليها إبان حكم صدام حسين، فأصبح منهم الوزراء والقياديين في مختلف مؤسسات الدولة، ومن الطبيعي ان يتخذوا موقفاً من صدام وعهده، اضافة الى ان هناك من العراقيين من قتل نظام صدام ذويهم على خلفية فتن طائفة او عشائرية ومن الطبيعي ان يتخذ هؤلاء موقفاً من الرئيس العراقي الراحل".