المظله... بقلمي
كان جميل إحساسها عندما قابلته صدفه في احد الايام الشديدة البرودة ... كان الطقس مجنون .. كل شيء حولها كان يدور .. لم تحمل يومها المظله كعادتها لانها كانت تخاف ان تمطر فتتجنب ان تتبلل ملابسها او يشم جسدها قطرات المطر الفرحة .. ظهر فجاه وسط زوبعه من الأمطار والرياح .. لكن حدث مالم يكن بالحسبان سألها : لماذا تقفين بعيدة تعالي سوف احميكي من المطر .. فانا دائماً ما اجلبها معي خوفاً من حصول العاصفة لاردعها عني بهذه المظله .. نظرت اليه كانها لاول مرة تبصر .. شاهدت النور من عينيه .. ابتسمت مطرقه من الخجل فإنها لم تتعود على التكلم مع الغرباء .. لكنه لم يكن غريب كانها تعرفه منذ زمن .. نظر اليها بتمعن وقال : آنستي أقتربي فانا احمل مظله .. لماذا تطرقين خجلاً رغم أني لم اقل لكي شيئ . نظرت اليه . قائلةً : أنا تعمدت ان اغرق نفسي في المطر .. اريد الهروب من المظله اريد العيش تحت سقف السماء تحت أجنحة المطر التي تسلبني حياتي .. لا اريد ان استسلم تحت جناح مظلةً اخرى . لا اعرف كم من احد استظل بها قبلي . لا لا اريد ان اكون هاكذا .لم تعرف انهُ هام بها نظر اليها قائلاً : سوف ارميها واعيش تحت السماء .. قفز من مكانه وتوسط بركة كبيرة من الماء المطر وأخذ يقفز كالطفل فرحاً بخيالاته المجنونة . انبهرت مما رأت من منظر لم يسبق لها ان شاهدت او أحست بهِ. أخذت تقفز معهُ كمجنونان اكتشفا للتو معنى الحياة . أخذ كل منهما بيد الاخر وقررا ان يعيشى تحت سقف السماء . وهما بالرحيل نحو المجهول لكنه استدار وترك يدها يبحث عن مظلته . اندهشت مما راته منه . الم يقرر ان يعيش تحت سقف السماء فما الحاجة للمظله بعد اليوم . رجع اليها وهو كالمنتصر وهو يردد ويلهث : لقد وجدتها حمداً لله انك لا تعلمين كم تعني لي هذه مظلتي صاحبتني في كل وقت ولم ابعدها في حياتي سوى هذه اللحظات القليلة معك . نظرت متعجبه : وما حاجتك بها بعد آلان . قال : انها تحمل اجمل الذكريات فأنتي لاتعلمين كم منكن استظلت تحتها .. تعالي سوف احميك من المطر .. توقفت راجعتً للخلف نادمة لجنونياتها التي اعلنت بها حبها للمطر . وفرت هاربه .