بسم الله الرحمن الرحيم
الدولة الحمدانية (معقل الرجال).... الشيخ رضا الحمداني
...
(399-317)هجري \ (929-1009) ميلادي
يرجع أصلال حمدانيون الى قبيله تغلب ، فهم من اصل عربى من العدنانيين .
وكانو ينتقلونكبقيه القبائل العربيه بماشيتهم وأموالهم بين تهامة ونجد والحجاز الى ضفاف الفرات ،وأنتقل (حمدان بن حمدون)وهو رئيس القبيله الى الموصل لتكون معقل الحمدانيون .
ويمتاز الحمدانيون بالعنف والقوه وحب المغامرة والحروب ، ويتزامن مع ذلك ماوصلت اليه الخلافة العباسية من ضعف وسيطرة العسكر على مجريات الامور ،
فحملواالحمدانيون على انفسهم عبء حمايه الخلافة من الاخطار الداخلية و الخارجية .
تولىالخليفة (المتقي )عرش الخلافة العباسية ، فى وقت عرفت فيه وظيفه (أمير الامراء)وهوا الحاكم الفعلي لدولة الاسلام واستغل هذا الامر بعض القبائل العربية وأخذتتستقل بالمدن والقلاع منتهزه ضعف الخلافة وتسلط الاتراك وغيرهم من الدخلاء.
ولاننكر ان الدولة الحمدانية نفسها دليل على ذلك ، فقيام دوله مستقله داخل الخلافةالعباسية هو اكبر دليل على ضعف الخلافة ،
استطاع (حمدان بن حمدون) ان يؤسس دوله فيشمال العراق ، متخذ الموصل عاصمه لها وذلك فى عام 317 هجري \ و969 ميلادي .
ونتجه لاستبداد الاتراك للخليفة المتقي نهض الحمدانيون لمناصره الخليفة ،فتوجه (الحسن بن عبد الله الحمداني )ومعه اخوه الى بغداد ، واستطاع انقاذ الخليفةمن يد الاتراك ، فكافأه الخليفة وعينه فى منصب (أمير الامراء) ومنحه لقب (ناصرالدولة) ومنح أخاه لقب (سيف الدولة الحمداني) .
وظل كل من ناصر الدولة وسيفالدولة ببغداد مع الخليفة العباسي ،ولكن استطاع زعيم الاتراك (توزون) طردالحمدانيين وإجبارهم على الرجوع الى الموصل عام 321 هجري \933 ميلادى .
وبتوليسيف الدولة الحمداني ، توجه الى حلب واستولى عليها وطرد حاكمها التابع للدولةالاخشيديه التى كان مقرها فى مصر ، وجعل سيف الدوله من حلب عاصمة لدولته سنه 323هجرى \935 ميلادى .
وعلينا ان نذكر ان سيف الدوله كان محب للشعر والادب فكانمجلسه لا يخلى من الشعراء المعروفين فى هذا الوقت .
والشىء الذى لا نستطيع انننكره هو ان سيف الدوله الحمدانى كان الدرع الواقى للدوله الاسلاميه من خطرالبيزنطين ، فلم يكن فى ذلك الوقت من يستطيع الوقوف فى وجه البيزنطين ، فلا يستطيعالخليفه الضعيف أو الاتراك المتسلطين صد هجمات البيزنطين على حدود الدوله الاسلاميه، فكانو يستولون على المدن والحصون دون ان يتحرك أحدآ لصد هجومهم .
الا ان تولىسيف الدوله هذه المهمه ، فلم تمر سنه واحده الا وكان يجهز حمله حربيه على البيزنطين، ولقد استطاع ان يستولى على الكثير من المدن والحصون مثل (مرعش)التى كانت تابعهللبيزنطين .
كما حدث عندما بنا سيف الدوله الحمدانى قلعه (الحدث) وهى قلعهمجاوره لحدود الدوله البيزنطيه ، ولذلك هجم عليها البيزنطين وخربوها بعد ما استولوعليها ، لم يقف سيف الدوله يشاهد ذلك ،بل اعد جيشآ وهزمهم هزيمه ساحقه واسترد قلعهالحدث .
عرف الامبراطور البيزنطى خطوره سيف الدوله الحمدانى ، فأعد جيشآ وأستولىعلى حلب عاصمه سيف الدوله عام 351 هجرى ،ودخل انطاكيه وقتل فيها ما يقرب من عشرينالفا ، غير انه انسحب منها بعد ثمانيه أيام بسبب المقاومه الحمدانيه .
كما اتجهالامبراطورالرومانى (حنا شمشيق) للاستلاء على بيت المقدس والتوغل كثيرآ فى أراضىالشام ،ولكنه انسحب منها بفضل مقاومه الحمدانيين فى حلب ، ومقاومه الفاطميين فىسائر الشام .
ظلت الدوله الحمدانيه تتمتع بالقوه رغم ما تواجه ، وظل سيف الدولهالحمدانى هو درع الدوله الاسلاميه لصد غارات الاعداء ، حتى توفى 357 هجرى وتولىابنه سعد الدوله الحمدانى ، وحل الضعف فى الدوله الحمدانيه نتيجه النزاع الداخلى،وسقطت الدوله الحمدانيه بعد ان اعترف منصور بن لؤلؤه والى الحمدانيين على حلببسلطان الفاطميين على حلب عام 383 هجرى .
وبذلك اصبحت ولايه فاطميه بعد ان كانتالحارس الامين على حدود الدوله الاسلاميه فى وقت الضعف العباسى .
كانت قوهالدوله الحمدانيه مستمده من سيف الدوله الحمدانى ، الرجل الذى ظهر فى وقت ، لم يكنفيه احد يستطيع رفع سيفه فى وجه اعداء الاسلام .
رحمك الله يا سيف الدولةالحمداني