ابو نواس الشاعر الملهم واللغوي المستوعب والمحدث المعروف لم يشتهر الا باللهو والمجون واشتهر كذلك بين ابناء الشعب بانه صاحب النكات البارعة التي تجعل الانسان يستلقي على قفاه من الضحك وقد نسب بعض مؤرخي الادب اغلب مايناسب تلك الصفات الى ابي نواس من شعر بذيء او نادرة مضحكة وقد يكون ذلك الشعر لشاعر لايقل عبقرية عن ابي نواس نفسه كالحسين بن الضحاك مثلا ولسنا نلومهم على مافعلوا، فمسارح اللهو في بغداد كانت أنيقة وحواشيها الخضر جنات وارفة الظلال تجري من تحتها الانهار ولابي نواس صولات وجولات فيها، حيث خلان الوفاء والدنان المترعة والوجوه الحلوة والمتصفح لديوان ابي نواس يجد افانين من الهوى الذي خبر الدنيا وتمتع باطيافها فهو الذي قال :
انزف دمعي طول تسكابه
واختصني الحب باتعابه
وغرقت قلبي بحار الهوى
مما به من طول اوصابه
يقول الاستاذ شهاب احمد الحميد كان الشارع سدة ترابية تصد طغيان دجلة اذا فاض وكانت البساتين تحف به من اطرافه وكان البغداديون يتخذونها ملهى يقضون بها اوقات فراغهم وفي سنة 1934 اطلق على السدة الترابية اسم ابي نواس فليس للرجل في هذه الحانات المبثوثة على يمين الشارع وعلى شماله فقد اقترن الشارع باسمه منذ ان كان الشارع بريدا وكان اوسع مكان في شارع ابي نواس لايتجاوز اربعة امتار وتقع علية مباشرة جدران البساتين ودور الفلاحين المشيدة من الطين والطوف بينما تتناثر على السدة التي هي الشارع القديم كثير من المكائن المستعملة للسقي والجرود مفردها جرد وهي الواسطة البدائية المستعملة في رفع الماء من الانهار الى البساتين كما كانت عليه جملة ابار لهذه المكائن والجرود.وقد سمي بهذا الاسم سنة 1932 وهي السنة التي بدأ فيها زيادة عرضه وتنسيقه استعدادا لتبليطه وكان التعريض يجري من ناحية البساتين مع هدم الجدران والدور الطينية وادراجها الى المقدار المقرر اي حدود الدور المشيدة حاليا.
هذا وقد جرى تبليط الشارع سنة 1933 و 1934 وقد بلط من جهة الباب الشرقي الى مابعد نادي العلوية وفي ذلك الحين قامت الامانة بتنسيق حدائق الشارع الواقعة على ضفة النهر وتشجيرالارصفة وايصال الماء الى جميع الحدائق المذكورة مع انارة الشارع بصورة كاملة وقد شيدت الامانة في حينها عددا من البنايات الصغيرة الشبيهة بالاكشاك لبيع المرطبات "والساندويج" للمارة كما سمحت بانشاء الكازينوات والمقاهي والمطاعم لرواد الشارع والمتنزهين في امسيات جميلة وليال ساحرة.