كِبَارٌ لاَ يَعْلَمُونَ فِي الْحُبِّ شَيْئًا
كُنَّا صِغَارًا وَيُخْبِرُونَا عَنْ الْحُبْ
كُنَّا صَحَائِفَ بَيْضَاءْ
يَكْتُبُونَ عَلَيْهَا مَا يَشَاؤُونْ عَنِ الْحُبْ
أَحِب أُمَّكْ...
أَحِب وَالِدَكْ...
أَحِب أَخَاكْ...
أَحِب جَارَكْ...
أَحِب وَطَنَكْ...
أَحِب النَّاسَ جَمِيعاً.
لَكِّنَّهُمْ نَسُو أَنْ يُخْبِرُونَا كَيْفَ نُحِبْ
نَسُواْ أَنْ يُعَلِّمُونَا مَاهُوَ الْحُبْ
كِبَارٌ لاَ يَعْلَمُونَ ِفِي الْحُبِّ شَيْئاً
تِلْكَ تِلْمِيذَةٌ فِي الْمَدْرَسَة..............(الحب في مرحلة الطفولة)
تِلْكَ الطِّفْلَةُ الْجَمِيلَة النَّجِيبَة
تِلْكَ الَّتِي تَجْلِسُ فِي الْمَقْعَدِ الأَوَّلْ
هِيَ مَنْ يَتَنَافَسُ الْجَمِيعُ عَلَى مُكَالَمَتِهَا
كُلُّنَا يَحْلُمُ بِكَلِمَةٍ مِنْهَا فَقَطْ...
تَرْمُقُنِي بِنَظَرَاتٍ خَلْفَ الْسِّتَارْ
أَخْتَلِسُ الْنَّظَرَ اِلَيْهَا
أَخَافُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَى وَجْهِهَا
أَخَافُ أَنْ تَقُولَ بِعَيْنَيْهَا لاَ
وَفِي لَحْظَةٍ إِلْتَقَتْ نَظَرَاتُنَا فِي وَسَطَ الْطَرِيقْ
هِيَ تَبَسَّمَتْ وَأَنَا تَجَهَّمْتُ خَوْفًا
ثُمَّ بِبَسْمَتِهَا فَرِحْت
ذَلِكَ أَوَّلُ مَا عَلِمْتُ عَنِ الْحُبْ
غَيْرَ الَّذِي عَلَّمُوهُ لَنَا
تَعَلَّمْتُهُ وَحْدِي وَنَبَشْتُهُ بِنَفْسِي
لَمْ يُعَلِّمُونَا إِيَّاهُ فِي الْمَدْرَسَة
كِبَارٌ لاَ يَعْلَمُونَ فِي الْحُبِّ شَيْئًا
كَبِرْنَا نَحْنُ وَلاَ زِلْتُ أَذْكُرُ الْنَّظْرَة الأُولَى
فِي مُنْتَصَفِ الطَّرِيقِ لِلدَّارِ اِلْتَقَيْنَا........................(مرحلة متقدمة من المراهقة)
وَمَشِينَا وَقُلْنَا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَنَا فِي الْحُبْ
لاَ نَقُولُ كَثِيراً وَلاَ أَذْكُرُ شَيْئاً مِمَّا قُلْنَا
فَقَطْ كُنَّا نَنْظُرُ لِبَعْضِنَا وَنَتْرُكُ الكَلاَمَ لِلْعُيُونْ
وَلِلشَّفَتَيْنِ الصَّامِتَتَيْن وَلِرَفِّ الْحَوَاجِبِ وَالْجُفُونْ
كَانَتْ كَجَائِزَةٍ حَصَلْتُ عَلَيْهَا فِي الْمَدْرَسَة
الكُلَّ تَمَنَّاهَا وَأَنَا حَصَلْتُ عَلَيْهَا
سَأَتْرُكُ كُلَّ الْجَوَائِزِ الَّتِي كَانَ الْكِبَارُ لَنَا يُقَدِّمُونْ
ِلأَنَّهُمْ كِبَارٌ لاَ يَعْلَمُونَ عَنِ الْحُبِّ شَيْئاً
وَمَشِينَا ...وَفِي نِهَايَةِ الطَرِيقْ قَالَتْ لِي أُحِبُّكَ ...............(مرحلة الشباب)
لَمْ أَفْهَمْ شَيْئاً عَنْ تِلْكَ الكَلِمَة
وَنَسِيتُ كُلَّ الكَلِمَاتِ الَّتِي تَعَلَّمْنَاهَا عَنِ الْحُبْ
وَنَسِيتُ مَا عَلَّمَنَا الكِبَارْ
اِخْتَلَطَتْ كُلُّ مُصْطَلَحَاتِ الْحُبِّ عِنْدِي
لَكِنِّي فَهِمْتُ ذَلِكَ الشُّعُورْ
وَلَمْ أَجِدْ مَا يُفَسِّرُ تِلْكَ الكَلِمَة
ِلأَ نَّهَا َأكْبَرُ مِنْ َأيِّ تَفْسِيرْ
هَلْ يُمْكِنُ هَذَا كَلِمَة مِنْ حَرْفَيْنِ تَفُوقُ تَفْسِيرَهَا؟؟
نَعَمْ تِلْكَ هِيَ كَلِمَةُالْحُبْ
فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ عَلِمْتُ لِمَاذَا لَمْ يَشْرَحُواْ لَنَا كَلِمَةَ حُبْ
عَلِمْتُ لِمَاذَا لَمْ يُعَلِّمُونَا مَا هُوَ الْحُبْ
ِلأَنَّهاَ كَلِمَةٌ لَمْ يَقْدِرُواْ عَلَى شَرْحِهَا
كَلِمَةٌ يَسْتَحِيلُ شَرْحَهَا
وَلاَ يَفْهَمُهَا إِلاَّ مَنْ جَرَّبَهَا
كَانُواْ فِعْلاً كِبَاراً لاَ يَعْلَمُونَ عَنِ الْحُبِّ شَيْئاً
وَلاَ يَعْلَمُونَ كَيْفَ يَكُونُ الْحُبْ
وَقَفْتُ مَذْهُولاً مِنْ تِلْكَ الكَلِمَة "أُحِبُّكَ"
عِشْتُ كُلَّ الْحُبِّ فِي لَحْظَة
عَرَفْتُهُ وَجَرَّبْتُهُ وَأَحْسَسْتُهُ وَعِشْتُهُ
لَمْ أَجِدْ نَفْسِي إِلاَّ وَأَنَا أَقُولْ: "ُأحِبُّكِ أَيْضاً"
فَذَهَبَتْ جَرْياً إِلَى الدَّارِ..................(مرحلة متقدمة من الشباب)
تَكَادُ تُشِعُّ نُوراً مِنْ فَرَحِهَا
كَلِمَةٌ كَانَتْ تَبْحَثُ عَنْهَا
وَمِنِّي أَنَا وَفَقَطْ ِلأَنِّي كُنْتُ أَمْلِكُ حُبَّهَا
اِكْتَمَلَتْ سَيْطَرَتُهَا عَلَى كُلِّ الْرِجَالْ
أَخَذَتْ حُبِّي لَهَا وَجَرَتْ لِلدَّارْ
أَخَذَتْ مَاكَانَتْ تَبْحَثُ عَنْهُ وَهَرَبَتْ
تِلْكَ مَسْأَلَةُ الْكِبَارْ وَفَقَطْ
حُبُّ الطُّفُولَةِ لَمَّا يَكْبُرْ
ذَلِكَ هُوَ الْحُبُّ عِنْدَمَا يَتَحَوَّلُ ِلإِسْتِغْلاَلْ
حُبٌّ بَرِيئٌ يَتَحَوَّلُ لِمُتَوَحِّشْ
يَخْطِفُ كُلَّ نَفَسٍ لِلْعَيْشِ الْجَمِيلْ
يَتْرُكُ رَمَاداً مِنْ نَارٍ كَانَتْ لَنَا دِفْئاً
تَذْرُوهُ الرِّيَاحْ وَرَاءَ هُرُوبِهَا
يَتَلاَشَى كُلُّ شَيْءٍ وَيَتَبَخَّرْ
وَيَنْقَلِبُ الْفَرَحُ تَعَاسَةً
ذَهَبَتْ بِحُبِّي الصَادِقِ إِلَى الدَّارْ
مَهْمَا طَالَ بِنَا الْمَطَافِ فُهُنَا نِهَايَةُ الطَّوَافْ
وَهُنَا عَلِمْتُ أَنَّ الكِبَارَ لاَ يُرِيدُونَ الْحُبْ
كِبَارٌ لاَ يَقْدِرُونَ عَلَى مَتَاعِبِ الْحُبْ
كِبَارٌ لاَ يَعْرِفُونَ كَيْفَ الْحُبْ
وَلِمَا يَعْرِفُوهُ مَادَامَ الْحُبُّ قَاسِي
فِعْلاً لاَ يَعْلَمُونَ عَنِ الْحُبِّ شَيْئاً
لَوْ عَلَّمُونَا كَيْفَ نِهَايَةُ الْحُبِّمَا أَحْبَبْنَا
كِبَارٌ لاَ يَعْلَمُونَ فِي الْحُبِّ شَيْئاً
وَهَا قَدْ كَبِرْنَا وَلاَ نَعْرِفُ نَحْنُ أَيْضًا عَنْهُ شَيْئاً
جدا راقت لي