القصيدة الأولى
حين احبك
يتغير
حين أحبك شكل الكرة الأرضية
تتلاقى طرق العالم فوق يديك وفوق يديه
يتغير ترتيب الأفلاك
تتكاثر في البحر الأسماك
ويسافر قمر في دورتي الدموية
يتغير كل شيء
أصبح شجراً ... أصبح مطراً
أصبح ضوءً أسود داخل عيون أسبانية
تتحضر – حين أحبك – ألاف الكلمات
تتشكل لغة أخرى
مدن أخرى ... أمم أخرى
تسرع أنفاس الساعات
يمتليء البحر الأبيض حين أحبك
أزهاراً حمراء
وتلوح بلاد فوق الماء
وتغيب بلاد تحت الماء
القصيدة الثانية
متى ستعرف كم أهواك
متى ستعرف كم أهواك يا رجلا
أبيع من أجله الدنيا وما فيها
يا من تحديت في حبي له مدنا
بحالها وسأمضي في تحديها
لو تطلب البحر في عينيك أسكبه
أو تطلب الشمس في كفيك أرميها
أنا أحبك فوق الغيم أكتبها
وللعصا فير والأشجار أحكيها
أنا أحبك فوق الماء أنقشها
وللعنا قيد والأقداح أسقيها
أنا أحبك يا سيفا أسال دمي
يا قصة لست أدري ما أسميها
أنا أحبك حاول أن تساعدني
فإن من بدأ المأساة ينهيها
وإن من فتح الأبواب يغلقها
وإن من أشعل النيران يطفيها
يا من يدخن في صمت ويتركني
في البحر أرفع مرساتي وألقيها
ألا تراني ببحر الحب غارقة
والموج يمضغ آمالي ويرميها
إنزال قليلا عن الأهداب يا رجلا
مازال يقتل أحلامي ويحييها
كفاك تلعب دور العاشقين معي
وتنتقي كلمات لست تعنيها
كم اخترعت مكاتيبا سترسلها
وأسعدتني ورودا سوف تهديها
وكم ذهبت لوعد لا وجود له
وكم حلمت بأثواب سأشتريها
وكم تمنيت لو للرقص تطلبني
وحيرتني ذراعي أين ألقيها
ارجع إلى فإن الأرض واقعة
كأنما فرت من ثوانيها
أرجع فبعدك لا عقد أعلقه
ولا لمست عطوري في أوانيها
لمن جمالي لمن شال الحرير لمن
ضفائري منذ أعوام أربيها
ارجع كما أنت صحوا كنت أم مطرا
فما حياتي أنا إن لم تكن فيها