ليس من السهل الاستمرار في علاقة عاطفية موفقة ومستقرة لسنوات وسنوات دون أن تتخلل العلاقة فترات من الجفاء والنفور والتباعد ،إما لحدوث سوء تفاهم بين الطرفين ، أو لرغبة أحدهما في إيجاد شريك بمواصفات أفضل ، أو بسبب انشغال أحد الطرفين عن الآخر بأمور هو يراها أكثر أهمية ، ويبرر لنفسه أنها أجدر بوقته وتركيزه. تجاهل احتياجات الطرف الآخر من الأسباب الأساسية لوقوع خلافات بين الطرفين ، رغم حرصهما على الترابط والتمتع بأوقات من الألفة والود ، والمثير في الأمر هو أن تجاهل احتياجات الآخر لا يحدث عن عمد ، وإنما يحدث نتيجة عدم الإلمام بها. لا يتوقف الأمر عند ذلك ، بل يمتد إلى تجاهل نقاط ضعف الطرف الآخر وأسباب انزعاجه وألمه.
تفيد دراسة الأبراج والانتماءات الفلكية في إدراك طبيعة الطرف الآخر والتعرف على ما يثيره ويستفزه ، وما يرضيه ويدخل السرور إلى قلبه. وعادة ما تنجح العلاقة إذا ما حققت معادلة صعبة تتكون من الود والتفاهم والتضحية والإثارة والتحكم في الرغبات الشخصية ،وهي أمور لا تجتمع ولا تتوافر معا حيث تتعرض باستمرار للتأثر بعوامل خارجية ، من بينها الغيرة واستغلال نقاط ضعف الطرف الآخر.
ينجذب مواليد برجي الثور والعقرب إلى بعضهما البعض بسبب توافر العديد من الصفات المشتركة بينهما، ولكن هذا لا يكفي دائما لاستمرار العلاقة بسلام ، فهناك العديد من مسببات التوتر والقلق، من أبرزها حرص كل منهما على كرامته وصورته الشخصية ورغبته الدائمة في الاحتفاظ بكامل حقوقه ،دون تضحية، وهذا يخرق معادلة الارتباط الناجح!
ينجذب مولود الثور لمولود العقرب وسريعا ما تنشأ بينهما علاقة ودية بسبب التفاهم والاحترام المتبادل، وسريعا ما يزداد القرب بعد الاستمتاع ببعض لحظات البهجة والمرح والاشتراك في جميع المناسبات الشخصية والتنعم بالود والألفة. ومع ذلك، تتعارض طبيعة مولود الثور الميالة لقضاء الوقت بين جدران المنزل في مشاهدة التلفاز وتناول الأطعمة المسلية مع طبيعة مولود العقرب العاشق للمغامرة والاستكشاف.
قد يساعد مولود العقرب شريكه في إعادة استكشاف خصاله المحببة للآخرين، وعلى إعادة فهم نفسه وطبيعته الشخصية، وهذا لا يعني أنهما يظلان متفقين ومتناغمين، فالعند والإصرار على الرأي وعدم القدرة على التكيف مع المؤثرات الخارجية تتدخل دائما في نشر الخلافات والقضاء على روح الألفة والتقارب الفكري. تزداد الأمور صعوبة إذا ما تمسك كل طرف بموقفه ورفض التنازل عن بعض حقوقه ومميزاته، وأصر على رفض الحلول الوسط التي ترضي الطرفين، ولكن يلوح الأمل في الصلح وعودة المياه إلى مجاريها إذا ما رغب الطرفان في تحقيق هدف واحد ، ولا يوجد هدف أسمى من تحقيق مصلحة الأبناء وإبعاد شبح الفرقة والخلاف عن الأسرة.
تبادل المشاعر الحانية كفيل بإنجاح العلاقة بين الثور والعقرب، خاصة وأن كليهما يكمل الآخر ويصلح عيوبه، فخيال مولود العقرب الخصب وتطلعاته المستقبلية التي لا تتوقف كفيلة بإحاطة الطرف الآخر بالبهجة والسرور، كما أن ميل مولود الثور للمرح والدعابة يدخل شريكه في حالة من الأنس والابتهاج، وهذا يسهم في تحقيق الترابط والتناغم.
يقدر كل طرف انشغال الآخر بعمله ويحترم ظروفه المهنية، ولكن أحيانا تنشب خلافات بسبب عدم التزام كل طرف بطبيعة دوره كرجل أو امرأة، فنجد الرجل يبالغ في الاعتماد على زوجته في الضلوع بمهام من المفترض أن يقوم هو بها، بينما نجد المرأة تتصرف بحرية ودون مراعاة لكونها زوجة وأما، وهذا يدخل الطرفين في أزمات عند التواصل. وما يزيد الأمور تعقيدا هو أن المرأة أحيانا تتفوق على زوجها في إدارة شئون المنزل، وهذا يشعل نار الخلاف.