من المشرفين القدامى
تاريخ التسجيل: January-2013
الدولة: العراق/ ميسان
الجنس: ذكر
المشاركات: 8,001 المواضيع: 1,480
صوتيات:
15
سوالف عراقية:
0
مزاجي: الحمد لله ربي على كل حال
المهنة: بكالاريوس علوم الكيمياء & معهد تقني (تحليلات مرضيه)
أكلتي المفضلة: دولمه
آخر نشاط: 29/January/2022
الاتصال:
مواقف مشرفة واهتمام رسمي وتكاتف شعبي سيطرت على المحنة في 6 أيام

مشاهدات من المناطق المنكوبة بالسيول
موفد الصباح ــ قاسم الحلفي
رغم الاضرار التي لحقت بمئات العائلات والمنازل نتيجة السيول الجارفة التي ضربت قضاءي شيخ سعد وعلي الغربي في محافظتي واسط وميسان، وما رافقها من هطول لامطار على تلك المناطق لم تشهدها منذ 40 عاماً، الا ان المشاهدات تنوعت بين وقفات مشرفة لثلة من الرجال العسكريين والمدنيين ومأساة تحملتها عائلات اصبحت بين ليلة وضحاها في العراء وبالتالي مرت الازمة خلال ايام معدودة.
مياه على مرمى البصر
السيول الاتية من سلسلة الجبال الشرقية التي تحاذي الحدود مع ايران في محافظتي ميسان وواسط رافقتها كميات من الامطار وصلت الى نسب غير مسبوقة تعدت مستوى الـ 200 مليمتر وغطت مساحات واسعة على مرمى البصر، عدا ما لم يستطع احد الوصول اليه الا الطائرات المروحية، وشملت بحسب شهود عيان عشرات القرى ودمرت اخرى بالكامل، واتت على الاف الدونمات من الارض المزروعة بالحنطة والشعير، فيقول الحاج جواد كاظم من ناحية شيخ سعد ان مياه السيول والامطار الغزيرة المتساقطة على مدى 4 ايام غمرت الارض لمساحات واسعة واتلفت ما يقدر بـ 17الف دونم من المزروعات كان نصيبه منها 50 دونماً مزروعة بالحنطة، بعد ان عاودت الاخضرار نتيجة تعرضها للمياه، مقدراً الخسائر المادية بالكبيرة جداً.
فزعة عشائرية
فيما يشير حامد حسن (مزارع) بان اهالي شيخ سعد وعلي الغربي هبوا جميعاً في فزعة عشائرية لانقاذ المزارعين الذين غرقت بيوتهم ومواشيهم، مؤكداً انه ومجموعة من اخوته وابناء عمومته هرعوا لاخراج اثاث ومخزون الطعام من المنازل التي وصل مستوى الماء فيها في اول الامر الى نصف متر فيما تصاعد بشكل سريع لتصل المياه الى اعالي الابواب، مبيناً ان الكثير من مواشي المزارعين غرقت ونفقت ودمرت وهدمت الكثير من البيوت، لاسيما في المناطق الحدودية البعيدة.
منازل بديلة
محنة المزارعين تنوعت من منطقة الى اخرى فمنهم من اضطر للجوء الى مبان عامة، بينما سكن اخرون الخيام، فيقول سجاد الدراجي انه لجأ مع عائلته للسكن في بناية لموكب حسيني بنيت في وقت سابق على الشارع العام، منوهاً بانه واخوته اخرجوا ما استطاعوا من حاجيات العيش والمواشي والفرش والاغطية، مضيفاً ان عددا من عائلات اقربائه شغلوا مباني محطة تعبئة الوقود وروضة اطفال والمدارس والحسينيات، بعد ان غرقت بيوتهم بالكامل او تهدم قسم منها من المشيد بالطين، موضحاً ان عدداً اخر من العائلات سكن في خيام نصبها الجيش العراقي ومنتسبو جمعية الهلال الاحمر.
متضررون
افرزت موجة السيول الجارفة تضرر اعداد كبيرة من المزارعين والساكنين في القرى، الا انها انتجت مجموعة اخرى من المتضررين، فيشير علي عبد الكاظم (عامل مطعم) ان خمسة مطاعم كبيرة ورئيسية على الطريق الواقع بين شيخ سعد وعلي الغربي اغلقت تماماً بعد السيول الجارفة، موضحاً ان معدل العاملين في المطاعم والمحال المرافقة لها يبلغ 30 عاملا تقريباً في كل مطعم ، الى جانب توقف عمل الكثير من سائقي الشاحنات وسيارات النقل العام نتيجة قطع الطريق بين واسط وميسان، ناهيك عن العاملين بباقي المهن.
مواقف بطولية
شهد جميع اهالي المناطق المنكوبة بالوقفة المشرفة لرجال الجيش العراقي الذي كانوا اول الداخلين الى المناطق التي غمرتها السيول، واكد امين السر العام في وزارة الدفاع الفريق خالد حمود صبار أن الوزارة تسخر جميع الاليات لتقديم جميع انواع المساعدة لاهالي هذه المناطق، واستطاعت اخلاء المئات من العائلات ومواشيهم وحاجياتهم، موضحاً ان طيران الجيش سخر جميع طائراته المروحية وعلى مدى 24 ساعة لنقل المحاصرين في المناطق البعيدة، كما قامت بتقديم وجبات الطعام وخدمات العلاج الطبي ، كما اعطيت الاوامر على الفور بتجهيز المخابز في منطقة شيخ سعد لاعداد الخبر والصمون لتوزيعه بين العائلات التي فقدت حتى اواني الطبخ وقناني الغاز.
دور الداخلية
وعلى نفس المنوال هرعت فرق الدفاع المدني يقودها مديرها العام اللواء الدكتور لطيف كريم مزهر لتستنفر جميع ملاكاتها في المنطقة وتباشر عمليات الانقاذ والاخلاء من المناطق المنكوبة الى اخرى امنة، وتستمر بتقديم الدعم اللوجستي لطياري المروحيات كأدلاء، لاسيما في المناطق التي عزلتها السيول وتلاشت معالمها الجغرافية واصبحت كالانهار للوصول الى اقصى نقطة من الاراضي، يقابلهم عناصر الشرطة النهرية الابطال وغواصيها الذين اسهموا عبر الزوارق بنقل المواطنين والاثاث والحاجات المهمة وبعض المواشي طيلة ايام الفيضان والسيول.
المسؤولون في الميدان
وتواجد المسؤول الاول ومساعدوه في مكان الحدث يتابع ويعطي الاوامر لتوفير الكثير من الاحتياجات او حل الاشكالات، وهذا ما شاهدناه في قضاء علي الغربي حيث التقينا محافظ ميسان علي دواي لازم وهو يصعد من اسفل منطقة تصريف المياه ببدلة العمل المبللة والملطخة بالاطيان، بينما يرافقه نائبه حافي القدمين يشرف على الحفر والردم وبناء السواتر، اذ قال دواي لموفد (الصباح) ان جميع المؤسسات الحكومية في ميسان توحدت وسخرت جميع الياتها وملاكاتها وقابلها عناصر الفرقة العاشرة من الجيش العراقي ليصطفوا صفاً واحدا بمؤازرة جهود الوزارات الاخرى بما اسهم في انقاذ مئات العائلات التي غرقت بيوتها في 13 قرية بالكامل و45 قرية اخرى بشكل جزئي، مضيفاً ان العمل اخذ عدة اتجاهات من بينها انقاذ العائلات ومواشيها وتوفير السكن البديل واحصاء عدد المتضررين وبيوتهم ومواشيهم وحاجياتهم استعداداً لمنحهم تعويضات مناسبة تساعدهم على اعادة حياتهم الطبيعية، كما ركزت على تجهيز المزارعين بكميات مناسبة من العلف الحيواني لمواشيهم، وهناك جانب اخر هو الاهتمام بالوضع الصحي إذ قامت دائرة صحة ميسان بافتتاح مستوصفين صحيين ميدانيين في قضاءي علي الغربي والشرقي وتفعيل برنامج الزائر الصحي ليقوم بعمليات فحص وتشخيص ميداني للمتضررين، كما اهتمت المحافظة بالتعاون مع وزارتي الاعمار والاسكان والموارد المائية بفتح ممرات لتصريف المياه واضطرت لقطع الطريق الرئيس الرابط بين شيخ سعد وعلي الغربي، واتفقت مع وزارة الاعمار على انشاء جسر في نفس مكان الحفر ليكون ممراً دائمياً لتصريف المياه في حالة حصول سيول مستقبلاً.
وزراء ومسؤولون
وفد حكومي وصل الى مناطق التضرر مرسلاً من قبل القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي تراسه وزير الاعمار محمد صاحب الدراجي وقادة عسكريون، للاطلاع على جميع المناطق المنكوبة عبر طائرات مروحية ثم تفقد المناطق على الارض واجتمع بالاهالي والمتضررين والوجهاء ورؤساء العشائر ومسؤولي النواحي، وركز على كل صغيرة وكبيرة وامر بتوفير مختلف الاحتياجات بشكل فوري وعبر الاتصالات بالوزارات المعنية بحسب الاختصاص، وتوقف عند معضلة رفض الكثير من اصحاب المزارع الذي حوصروا بالمياه وانقطعوا عن العالم بالخروج من مناطقهم الا برفقة مواشيهم التي يتجاوزعددها 500 رأس غنم رغم غرق منازلهم، فاوعز على الفور بجمع كل الكرفانات التي تمتلكها الوزارة او من جهات اخرى ونقلها لهم على وجه السرعة وتزويدهم بالطعام والمياه واعلاف الحيوانات لحين انتهاء الازمة ومنحهم التعويضات اللازمة، كما اعطى امرا فورياً لشركات الوزارة باعادة فتح الطريق الرابط بين محافظتي واسط وميسان من خلال استخدام انابيب عملاقة بالتعاون مع وزارة النفط لتكون منافذ تسمح بمرور المياه الى نهر دجلة دون التأثير على سير المركبات لحين انشاء مشروع جسر دائم، كما سبق هذا الوفد زيارة وزير البلديات عادل مهودر الى محل الاحداث وايعازه الى جميع دوائره في المحافظات المنكوبة باشراك جميع الاليات والجهد الهندسي والفني والبشري لمعالجة جميع الاخطار الحاصلة والتي قد تحصل، كما اعطى وزير الموارد المائية مهند السعدي خلال تواجده هناك الاوامر بتشغيل جميع المضخات الغاطسة للاستمرار بتصريف المياه وتجفيف الاراضي التي غمرتها السيول ليتمكن المتضررين من اعادة بناء او ترميم منازلهم.
الهلال الأحمر
ولم يكن دور منتسبي فرع جمعية الهلال الاحمر في واسط وميسان باقل مما قدمته الجهات الاخرى، حيث وقفت ملاكاتهم من الرجال والنساء ببدلاتها الحمراء وانتشرت خيمهم البيضاء مطرزة بالهلال على طول الطريق الواصل بين منطقتي شيخ سعد وعلي الغربي يوزعون المساعدات الغذائية والطبية والمستلزمات التي تمكن المواطنين من حفظ الاطعمة والمياه، ونصبوا خياماً اخرى لتقديم الادوية والمستلزمات الطبية والاستشارات السريعة لمحتاجيها.