شفق نيوز/ في خطوة نادرة يبدو انها تمثل مايشبه تكفير ذنوب حزب البعث المحظور تجاه ما حصل للكورد من مجازر وبخاصة في ملف البارزانيين، وعمليات الانفال، عزّا عزة الدوري بوفاة شقيقة زعيم اقليم كوردستان مسعود بارزاني. وتعرض البارزانيون- وهي العشيرة التي ينحدر منها رئيس إقليم كوردستان مسعود بارزاني- في ثمانينيات القرن الماضي إلى عمليات تصفية ونفي من قراهم في ناحية بارزان إلى مناطق في جنوب العراق. واعتقلت قوات من الجيش المنحل اغلب الرجال البارزانيين في العام 1983، وقتل على اثر تلك التصفية آلاف البارزانيين. واقرت المحكمة الجنائية العليا جريمة انفلة البارزانيين تطهيرا عرقيا، واصدرت احكاما تدين عددا من رموز النظام السابق وابرزهم طارق عزيز. وقال عزة الدوري في رسالة الى بارزاني، اطلعت عليها "شفق نيوز" "تلقينا ببالغ الاسى والأسف نبأ وفاة المغفور لها شقيقتكم جهيدة البرزاني متضرعين الى الله العزيز القدير أن يتغمدها برحمته الواسعة ويسكنها فسيح جناته". وكان مصدر مطلع في اربيل كشف لـ"شفق نيوز" يوم الخميس، عن وفاة السيدة جهديا بارزاني الشقيقة الكبرى لبارزاني في احد مستشفيات العاصمة الايرانية طهران. وتابع الدوري وهو مطلوب للسلطات العراقية، "جنبكم الله تعالى وأبناء شعبنا الكردي والعراق العزيز كل مكروه". ولم يصدر بعد اي تعليق كوردي رسمي. ويقول مراقبون إن رسالة الدوري محاولة للتكفير عما اقترفه نظامه ضد الكورد، ومن الصعب ان تلقى استجابة او تعاطفا كورديا. وسبق للدوري ان عزا بوفاة والدة بارزاني في صيف 2011. وشن النظام العراقي السابق والذي كان الدوري نائبا لصدام، حملات عسكرية شرسة عرفت باسم "الانفال" في ثمانينات القرن الماضي على مناطق كوردستان وخلفت أكثر من 180 ألف ضحية بحسب مصادر كوردية. وكان بارزاني قد قال في 11 من الشهر المنصرم، إنه واحد من ذوي المؤنفلين ويشعر بمعاناتهم، مشددا على أن تقديم الخدمات لهم من أولويات واجب عمل حكومة كوردستان. وعدّ بارزاني- وقتذاك- خلال استقباله عددا من المنظمات المعنية بقضية الانفال في منطقة كرميان مطالب ذوي المؤنفلين حقوقاً مشروعة، ووعدهم بأن يتم تقديم كل الخدمات الممكنة لهم. وأشار حينها إلى ضرورة توثيق جميع المآسي التي لحقت بشعب كوردستان وأن يتم إدخالها في المناهج الدراسية ليطلع الجيل الجديد على المحن والفواجع التي تعرض لها الكورد في الماضي. ونال الكورد الفيليون حصة من جرائم النظام السابق، اذ قتل وشرد واسقطت الجنسية عن آلالاف منهم. ولا يزال العديد من الكورد مفقودين. وعلى خلفية تحركات القادة والزعماء الكورد، اعترفت دول اوروبية بعمليات الانفال على انها جرائم ابادة جماعية بحق الكورد.