ومر المساء ، وكاد يغيب جبين القمر
وكدنا نشيع ساعات أمسية ثانية
ونشهد كيف تسير السعادة للهاوية
ولم تأتِ أنت .. وضعت مع الأمنيات الأخر
وأبقيت كرسيك الخاليا
يشاغل مجلسنا الذاويا
ويبقى يضج ويسأل عن زائر لم يجيء ..
وماكنت أعلم أنك ان غبت خلف السنين
تخلف ظلك في كل لفظ وفي كل معنى
وفي كل زاوية من رؤاي وفي كل محنى
وماكنت أعلم أنك أقوى من الحاضرين
وان مئات من الزائرين ..
يضيعون في لحظة من حنين ..
يمدّ ويجزر شوقا الى زائر لم يجيء
ولو كنت جئت .. وكلنا جلسنا مع الآخرين
ودار الحديث دوائر وانعشب الاصدقاء
أما كنت تصبح كالحاضرين وكان المساء
يمر ونحن نقلب أعيننا حائرين
ونسأل حتى فراغ الكراسي
عن الغائبين وراء الأماسي
ونصرخ أن لنا بينهم زائر لم يجيء
ولو جئت يوما ، ومازلت أوثر ألا تجيء
لجف عبير الفراغ الملون في ذكرياتي
وقص جناح التخيل واكتأبت أغنياتي
وأمسكت في راحتي حطام رجائي البريء
وأدركت أني أحبك حلما
ومادمت قد جئت لحما وعظما
سأحلم بالزائر المستحيل الذي لم يجيء