شهر مايو يشهد أعلى نسبة انبعاث ثانى أكسيد الكربون منذ 2.5 مليون سنة
الغلاف الجوى
نيويورك (أ.ش.أ)
لأول مرة منذ ظهور الإنسان على وجه الأرض، أى منذ أكثر من 2.5 مليون سنة، تتعدى نسبة انبعاث ثانى أكسيد الكربون فى الهواء حاجز 400 جزء من المليون خلال شهر مايو الجارى، وهو قياس تاريخى توصل إليه علماء الأرصاد الجوية فى محطة "مونا – لوا" فى جزيرة هاواى، حيث أجريت أول القياسات الحديثة منذ عام 1958 والذى قام بها العالم الأمريكى شارل - دافيد كيلنج، والذى توصل إلى أن تركيز ثانى أكسيد الكربون فى نصف الكرة الأرضية جنوبا أضعف من نصف الكرة شمالا، ولن يتعدى نفس المعدلات إلا فى خلال السنوات القادمة.
وطبقا لآخر الدراسات، فإن استقرار مستوى ثانى أكسيد الكاربون ما بين 400 جزء من المليون إلى 440 جزءًا من المليون، يؤدى مع الوقت الطويل إلى ارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض ما بين 2.4 سنتيجراد إلى 2.8سنتيجراد، وأن تمدد أو انبساط المحيطات سوف يؤدى إلى ارتفاع منسوب المياه بها من 50 سنتيمترا إلى 1.7 متر مع الأخذ فى الاعتبار لعملية ذوبان الجليد، ولن نصل إلى حالة من التوازن غير بعد نهاية القرن الواحد والعشرين، أى مع حلول عام 2011.
ويرى عالم المناخ الفرنسى إدوارد - بارد الأستاذ فى جامعة كولاج دى فرانس أننا سوف نظل مهتمين ومشغولين بموضوع المناخ والطقس، وارتفاع مستوى مياه البحار من 20 سنتمترا إلى 60 سنتمترا لمدة تتراوح ما بين 50 ومائة عام، وسوف يطرح هذا قريبا فى اجتماع مجموعة من الخبراء خلال شهر سبتمبر القادم.
وكانت نسبة تركيز ثانى أكسيد الكربون عند قياسها فى 3 مايو الحالى فى محطة "مونا ـ لوا" قد وصلت إلى 399.29 جزء من المليون عشية التقرير الصادر من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية عن المناخ فى عام 2012، والتى أشارت فيه إلى أن كثرة وكثافة عدة ظواهر طبيعية منها الجفاف والفيضانات والأعاصير الاستوائية التى ضربت العديد من الدول فى العالم العام الماضى، وذلك ناتج عن التغيرات المناخية، مما جعل العام الماضى 2012 يحتل المركز التاسع لأكثر السنوات حرارة منذ نهاية القرن التاسع عشر، وهذا هو تحليل السكرتير العام لمنظمة الأرصاد الجوية "ميشل – جارو"، حيث وصلت نسبة انبعاث ثانى أكسيد الكربون إلى 300 جزء من المليون.
ويرى مايكل مان مدير معهد نظام الأرض للمركز العلمى التابع لجامعة بنسلفانيا الأمريكية مدى خطورة تعرض الكرة الأرضية لمثل هذا الانبعاث الذى خرج عن السيطرة.
وهذا التعدى لمستوى خط 400 جزء فى المليون ليس بالمفاجأة، ففى أغسطس 1975 جاء فى مقال نشر بمجلة ساينس العلمية للعالم الكيميائى الأمريكى فالاس – بروكير، والذى تنبأ فيه بارتفاع درجات حرارة الكرة الأرضية وسرعة النشاط البشرى الذى يسبب ارتفاع تركيز ثانى أكسيد الكربون فى الجو منذ 40 عاما، وقد ذكر أن الحاجز سوف يتعدى 400 جزء فى المليون فى عام 2010، ولكى نعود إلى مثل هذه الأرقام علينا أن نعود إلى عصر البليوسينى /متعلق بالعصر الحديث القريب/ أى منذ 2.6 إلى 5.3 مليون سنة، حيث كانت الكائنات قريبة الشبه من الجنس البشرى، والتى كانت تعيش على سطح الكرة الأرضية مثل الرجل الأسترالى الأول.
كما جاء فى تقرير المعهد الجغرافى للمحيطات أن متوسط ارتفاع درجة الحرارة كان أعلى بحوالى 4 درجات من درجات حرارة الأرض حاليا، والذى يقوم يوميا بقياس نسبة تركيز ثانى أكسيد الكربون فى "موانا – لو"، وقياس مستوى منسوب مياه البحار الذى ارتفع من 5 مترات إلى 50 مترًا حاليًا .