كلنا يعرف كيف كانت المرأة منذ القدم صاحبة الدور العظيم في بيتها وفي مجتمعها، تقف جنباً إلى جنب مع الرجل تربيه في الصغر وتسانده في الكبر، وبقيت كذلك حتى سطرت صفحات التاريخ بطولاتها ومواقفها بمداد من نور..
وتسلسلت الأحداث والأزمان حتى جاءنا زمان رأينا فيه حفيدات لخديجة وفاطمة والخنساء يتخبطن في جوانب الحياة غير مدركات لهويتهن العربية والإسلامية، وغير آبهات لدورهن الرئيسي في حياة أزواجهن وأبنائهن وبين أفراد مجتمعهن بالرغم من أن كل واحدة منهن قادرة أن تكون كيانا قائماً شامخاً لا تهزه الرياح العاتية مهما زادت...
لقد فقدت البعض من النساء للأسف الشديد في وقتنا الحاضر وفي مجتمعاتنا الإيمان بنفسها، فإن الإيمان بالنفس يجعل من المرأة ركناً قوياً ترتكز عليه الأسرة والمجتمعات، فرأينا تلك الفئات التي أفرزتها الحضارة والانفتاح بمفهومهما الخاطئ وليس بمفهومهما الصحيح،
وهناك نساء حاولن جاهدات مجاراة الموضة والتحديث الذي طرأ على مجتمعنا فكانت النتيجة مسخاً مجهول الهوية فقد حاولن جاهدات تغيير ملامحهن وتوجهاتهن وحياتهن من أجل مجاراة الغرب في دعاوى التطور والحداثة، فلا هن أصبحن مثل نساء الغرب ولا هن حافظن على الطابع الإسلامي المحافظ (مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء)..
ونساء حاولن جاهدات نيل حرياتهن على حد زعمهن وسعين للحصول على الاستقلالية والحرية التامة والخروج عن أسوار العادات والتقاليد والأعراف فماذا وجدن يا ترى؟؟
لم يجدن بالطبع إلا الشقاء والمعاناة والتعرض لكل ما يخدش الأنوثة والحياء.. وفقدن مظلة العناية التي كانت تظللهن في الهجير..
ومضة:
دعوة خالصة لكل امرأة بأن تقف مع نفسها وقفة صدق حقيقية، وتراجع نفسها أين أنا من ديني ومن عائلتي ومن مجتمعي؟.. وتعود إلى حصنها المنيع الذي حفظه لها خالقها الذي أوصى بها خيراً.. (استوصوا بالنساء خيراً).
ولتعرف قدرها الكبير فلطالما هزت المرأة بيدها المهد، وبيدها الأخرى هزت العالم.