تظاهرات الجمعة: خطب موحّدة.. وأسماء العشائر على الخيام منعاً للاختراق


بغداد/ محمد صباح

أكد قادة الاعتصامات في صلاح الدين والأنبار والموصل، أمس الأربعاء، وجود إجماع على عدم إغلاق ساحات الاعتصامات، كاشفين عن تنسيق عال لتوحيد الخطب والشعارات في الجمعة يوم غد التي قالوا أنها سترفع شعار رحيل المالكي وإقامة إقليم في ديالى وصلاح الدين، وتتضمن مسؤولية كل عشيرة عن خيمتها وتفتحها للتفتيش أمام الشرطة الاتحادية منعا لحصول "اختراق".
وبينما انتقلت احتجاجات الموصل من ساحة الاعتصام الى مسجد النبي شيث، قال احد قادة اعتصامات في الأنبار انهم يستعدون يوم الجمعة لفتح ساحات أخرى في عدد من أقضية ونواحي المحافظة، أكد التمسك بسلمية الاحتجاجات التي قال ان بعضا من قادتها يتواجدون الآن في الأردن لإجراء مزيد من المباحثات مع العلامة السعدي.
وتشهد المحافظات الغربية منذ نهاية كانون الأول الماضي اعتصامات متواصلة على خلفية اعتقال حمايات وزير المالية رافع العيساوي. وتأججت الأوضاع في الأنبار والمحافظات الأخرى عقب قيام الجيش، في 24 من نيسان الماضي، باجتياح ساحة الاعتصام في الحويجة.
ويقول ناجح الميزان، الناطق الرسمي باسم ساحة الاعتصامات في سامراء، ان "الاعتصامات والجمع الموحدة مستمرتان ولا توجد لدينا نية للتراجع لاسيما بعد ان حرق المعتصمون مطالبهم احتجاجا بعدما جرى في الحويجة".
واضاف الميزان، في حديث مع "المدى" أمس، ان "المعتصمين لم يبقِ أمامهم بعد تصرفات الحكومة إلا التمسك بالطرق السلمية والتظاهرات الاحتجاجية للحصول على مطالبهم التي خرجوا من أجلها"، كاشفا عن "استعدادهم لتنظيم إضراب لمدة ثلاثة أيام وبالطرق السلمية المتعارف عليها دوليا".
ويتابع القيادي في اعتصامات سامراء بالقول أن "الشعب هو مصدر السلطات بحسب الدستور والنظام الجديد، وهو الآن يطالب بإقالة هذه الحكومة لأنها تقتل شعبها"، مضيفا "نحن مصرّون على استبدالها ولا خيار لنا غير ذلك، وندعو التحالف الوطني لإيجاد بديل عن رئيس الوزراء نوري المالكي".
ويكشف الميزان عن "تحركات يقودها رجال الدين والمتمثلة بالشيخ عبدالملك السعدي ورافع الرفاعي مع الأمم المتحدة وبعض الأطراف من اجل تحقيق مطالب المتظاهرين"، عادّاً أن "دعوة الشيخ عبدالملك السعدي بالعودة إلى مطالب المتظاهرين قبل حرقها بالدعوة متأخرة لان الحكومة لم تلبِ أي مطلب من هذه المطالب"، ويستدرك بالقول "الكل متفق على عدم الانسحاب من أي ميدان أو ساحة لحين تحقيق مطلب المتظاهرين وهو إقالة الحكومة".
وبشأن اختيار اسم الجمعة الموحدة، يقول الميزان ان "يتم تداول أكثر من اسم الجمعة الموحدة منها رحيل المالكي أو إقالة الحكومة أو على التحالف تغيير المالكي"، مؤكدا أنها "ستحمل احد هذه الأسماء المطروحة حاليا"، لافتا الى ان "احد مطالبنا هو تشكيل إقليم لمحافظتي ديالى وصلاح الدين وهذا غير قابل للنقاش لأننا اتخذنا قرارا قبل سنتين بهذا الخصوص وعلى الجميع الالتزام به".
بالمقابل، أكدت الهيئة السياسية لساحة الاعتصامات في محافظة الأنبار أن "التحضيرات مستمرة في مدينتي الفلوجة والرمادي للتهيئة ليوم الجمعة ".
وقال مصدر داخل الهيئة السياسية، طلب عدم الكشف عن اسمه في حديث مع "المدى" أمس، أن "هناك ساحات وميادين أخرى ستفتح يوم الجمعة في حديثة وعانة وهيت والقائم التي تقع على بعد 15كم عند الحدود العراقية السورية"، مضيفا "كلها ستحمل نفس المطالب والشعارات والأهداف، حيث نصبت المنصات التي سيعلوها خطباء ورجال دين".
وتابع المصدر بالقول ان "الكل يؤكد على سلمية هذه الاعتصامات وإبعاد جميع المظاهر المسلحة عنها وإقصاء الخطباء الذين يتحدثون بلهحة طائفية"، عادّاً أن "قوة الاعتصامات تأتي من سلميتها".
وكشف المصدر في الهيئة السياسية لاعتصامات الرمادي عن "اتفاق بين منظمي الاعتصامات والذي ينص على عدم إغلاق ساحات العز والكرام مع وضع على كل خيمة اسم عشيرة والسماح للقوات الأمنية بالدخول للخيم التي ستبقى مفتوحة هذه الجمعة"، لافتا الى "التحضير لخطب موحدة ستكون في الأنبار وسامراء ونينوى وتحمل ضرورة إجراء تحقيق عادل في مجزرة الحويجة".
ونوه الى "وجود وفد من شيوخ العشائر والنواب والساسة يتواجد حاليا في العاصمة الأردنية عمان التقى بالشيخ عبد الملك السعدي وبعض رجال الدين للتوصل الى حلول ممكنة للخروج بحل يرضي كل الأطراف"، مشيرا الى "وجود أحزاب إسلامية ما زالت تطالب بتشكيل إقليم الأنبار الأمر الذي يرفضه شيوخ العشائر".
من جهته قال مراسل "المدى" في محافظة نينوى ان "معتصمي ساحة الأحرار انسحبوا من ساحة الاعتصامات، منذ أحداث الحويجة"، مشيرا الى "ان الاعتصامات اقتصرت على تواجد علماء الدين في جامع النبي شيت بعد أداء صلاة الجمعة ويجري هذا بالتنسيق مع معتصمي الأنبار وصلاح الدين.