TODAY - January 06, 2011
من بينها رثاء كَتبه لنفسه
معرض لمقتنيات نجيب الريحاني يكشف عن لوحات ورسائل نادرة
القاهرة - دار الإعلام العربية
في ذكرى ميلاد الفنان الكبير نجيب الريحاني تقيم دار الأوبرا المصرية في 21-1-2011، معرضاً لأهم المقتنيات واللوحات التي ترصد مراحل حياة شارلي شابلن العرب، من بينها 40 لوحة بريشة الفنان السكندري حمدي الكيال تروي لحظات نادرة في تاريخ الريحاني، منها لوحة تعبر عن حزن الملك فاروق عليه ولوحة أخرى تضم الريحاني مع أحد الكتاب الفرنسيين.
يقول الكيال إن اللوحات التي سيتم عرضها منها خمس لوحات تم عرضها منذ 45 عاماً بمسرح الريحاني ولوحات عرضت في يونيو الماضي بمكتبة الإسكندرية، بالإضافة إلى لوحات لم تعرض من قبل.
لوسي ام جينا وهي صغيره مع امها واخيها
المعرض يحضره عدد كبير من الفنانين، من بينهم الفنان صلاح عبدالله الذي يستعد لتجسيد شخصية الريحاني في مسلسل تلفزيوني، وجينا ابنة الفنان الكبير التي أكدت أنها سوف تساهم بتقديم بعض من مقتنيات والدها التي تركها قبل وفاته؛ ومنها خطاب من أمها لوسي تركته للريحاني عند رحيلها، كذلك مخطوط بخط يد الفنان الكبير يرثي نفسه فيه ولوحة كانت موجودة بالأوبرا رسمها أحد الفنانين الإيطاليين للريحاني في دور "كش كش بيه" عام 1898.
جينا تشارك أيضا في الندوة التي ستصاحب المعرض ويديرها الناقد السينمائي د. رفيق الصبان وتتحدث فيها عن علاقة أمها لوسي بالريحاني وتكشف عن أسرار جديدة لم تنشر من قبل عن والدها.
ابنته تطمح في متحف
لوسي مع امها جده جينا
وفي تصريح لـ "العربية نت" أعربت جينا عن سعادتها باحتضان دار الأوبرا للمعرض الخاص بأبيها وإقامة احتفالية لذكرى ميلاده، مؤكدة أنها بذلت جهداً كبيراً في جمع أرشيف والدها، حيث ذهبت إلى خالة والدتها في فرنسا وحصلت منها على صور للريحاني وأمها في صغرها وكذلك الرسائل المتبادلة بينهما.
وقالت: إن كل الصور المتعلقة بأمي لوسي اختفت بسبب قذف منزلنا بألمانيا في الحرب العالمية بقنبلة حرقته ونحن داخله، وخرجنا من المنزل بأعجوبة عن طريق حفرة بسطح المنزل.
وأشارت جينا إلى أنها كانت تطمح في إقامة متحف للريحاني يضم كل متعلقاته في فيلته بحدائق القبة بمصر الجديدة والتي تحولت إلى قصر ثقافة فيما بعد، إلا أن محاولتها مع وزارة الثقافة لم تفلح، ففكرت في منزله الذي كان يقيم به في عمارة الايموبيليا بشارع شريف بوسط القاهرة لكن صاحب العقار طلب مبلغاً كبيراً لم يكن بوسعها دفعه.
رسالة قبل وفاته بيومين
جينا مع امها لوسي
وكان الريحاني قد توفي أثناء عمله في فيلم "غزل البنات" في الثامن من يونيو 1949، حيث أصيب بمرض التيفود، وأرسل رئيس الديوان الملكي آنذاك أحمد حسنين باشا ليجلب له حقنة من أمريكا حتى يشفى، لكنه مات عند وصول العقار، بحسب رواية ابنته جينا، التي كشفت أيضا أن والدها أثناء تصوير فيلم غزل البنات قال إنه يريد الموت لدرجة أنه كتب رسالة يرثي فيها نفسه أثناء وجوده بالمستشفى قبل وفاته بيومين.
المعروف أن الريحاني ولد في حي باب الشعرية لأب من أصل عراقي في 21 يناير 1889 واشتهر الريحاني بشخصية "كشكش بيه" التي كان يقدمها على مسارح عماد الدين إلى أن التقى بتوأمه الفني وصديق عمره الكاتب بديع خيري فقدما للمسرح المصري 33 مسرحية منها "الدنيا لما تضحك، الستات مايعرفوش يكدبوا، إلا خمسة، 30 يوما في السجن"، كما قدم عددا من أنجح الأفلام السينمائية منها "سلامة في خير، سي عمر، أبو حلموس" وكان آخر ما قدمه هو فيلم "غزل البنات" مع ليلى مراد وأنور وجدي.