لقد تأثرت الحياة الأسرية بخروج المرأة إلى العمل، والأسرة التي تحتوي على امرأة عاملة من أكثر الأسر التي تواجه صعوبات وتحديات يومية، وتتوقف هذه التحديات على عوامل عديدة أهمها، دخل الأسرة وعدد ساعات عمل المرأة العاملة، بالإضافة إلى عدد الأطفال، وكلها عوامل تؤثر على الحياة الزوجية للمرأة العاملة.هذا، وقد أشارت دراسة قام بها كلاً من الباحثون كريشنا ن ريدي ، ام ان فراندا، عتيق أحمد، بي بي نيرمالا ، بي سيدرامو، ونشرتها مجلة الطب النفسي الهندية، أجريت على عينة من 90 سيدة تتراوح أعمارهن بين الـ 20 و الـ 50 عاماً، وكلهن سيدات عاملات والتي أثبتت أن خروج المرأة للعمل أدى إلى فتح آفاق جديدة للمرأة، وأثار تطلعاتها نحو مستقبل أفضل بالإضافة إلى النمو الشخصي والنفسي للمرأة وقدرتها على اتخاذ القرار.
إلى ذلك، اثبتت الدراسة إلى أن خروج المرأة للعمل ليس له تأثير سلبي ملحوظ على معظم الأسر، باستثناء أن النساء اللاتي لديهن عدد أطفال أقل متفوقات في أعمالهن عن عؤلاء النساء اللائي ينجبن أطفال بعدد أكبر.
وأوضحت الدراسة إلى أن السبب الأكبر في خروج المرأة للعمل هو احداث ذلك التوازن المادي داخل الأسرة، والوفاء بمتطلبات الأبناء في مراحل حياتهم المختلفة، وهروباً من الضغوط التي تسببها تراكم هذه الاحتياجات وعدم القدرة على الوفاء بها.
في الوقت نفسه أشارت الدراسة إلى أن المرأة العاملة أكثر اهتماماً بصحتها ورشاقتها عن هذه التي لا تعمل، وذلك بسبب الحافز المادي والمعنوي الذي يدعم المرأة العاملة ويجعلها اكثر إقبالاً على الحياة، كما أكدت الدراسة إلى أن السيدات العاملات لديهن القدرة الأكبر على تحمل الضغوط والأعباء الحياتية أكثر من السيدات غير العاملات، وأضافت الدراسة أن هناك عدة جوانب سلبية تعاني منها المرأة العاملة من الناحية الصحية أهمها "التوتر والانفعال والأرق وفقدان الشهية بالإضافة إلى آلام الظهر والرقبة".
من جهة أخرى، أوضحت الدراسة إلى أن عدد الساعات التي تقضيها المرأة في عملها، بالإضافة إلى نوع العمل وماهية الانجازات المطلوبة منها يمكن أن تسبب ضغط عصبي على المرأة ينتقل بدوره إلى الأسرة والأبناء، وأيضاً ضغوط الأسرة والمنزل تؤثر سلباً على مستوى أدائها في العمل، فالعلاقة هنا طردية، وثنائية الاتجاه، ولكن في الوقت نفسه أكدت الدراسة أن النساء العاملات أكثر ارتياحاً في زواجهن وأقل عرضة للاكتئاب من السيدات العاملات اللائي لم يتزوجن بعد.
وتطرقت الدراسة إلى أن نوعية عمل المرأة تؤثر أيضاً على أدائها الزوجي والأسري، فالنساء اللائي يتحملن عبء أكبر في العمل يتعرضن لأزمات نفسية اكثر من هؤلاء اللائي يقمن بأدوار عملية أقل، وتتوقف الحالة النفسية للمرأة العاملة على عدد من العوامل أهمها:
• صراع الأدوار بين واجبها في العمل وواجبها داخل الأسرة
• صراع النجاح الذي تتطلع إليه المرأة العاملة
• عدم وجود انسجام بين دورها الأسري والزوجي
هذا، وكان لعدد ساعات العمل ومرونة الرؤساء والدعم النفسي من الزوج الأثر الايجابي في تحفيز الزوجة على التوافق بين واجبات العمل وواجبات الأسرة، والعكس صحيح فإن غياب الدعم وعدد ساعات العمل الأطول لها التأثير النفسي السيئ على الزوجة العاملة.
وأضافت الدراسة إلى أن عدد الأولاد وأعمارهم له تأثير إما ايجابي أو سلبي على أداء المرأة العاملة، حيث أن الزوجات العاملات اللائي لديهن أطفال صغار يحتاجون وقت أكبر في الرعاية والاهتمام، بعكس هؤلاء النسوة اللائي لديهن أطفال من سن 6 إلى 10 سنوات، فإن الوقت المطلوب لرعايتهم أقل.
وبالتالي، تحتاج المنظمات إلى وضع مبادئ توجيهية لإدارة WFCs منذ لأنها تتصل الرضا عن العمل وأداء الموظفين.
مثل كل الدراسات والبحوث الحالية والقيود. العينة في هذه الدراسة هو صغير جدا، وبالتالي، يقتصر تعميم النتائج. هناك حاجة إلى إجراء بحوث إضافية في أماكن العمل الأخرى لاستكشاف العلاقة بين WFC ونوعية الحياة بين العاملين النساء المتزوجات.
سولا برس