من المشرفين القدامى
رَجُلُ ألمَطَر
تاريخ التسجيل: March-2013
الجنس: ذكر
المشاركات: 7,978 المواضيع: 2,743
صوتيات:
30
سوالف عراقية:
2
مزاجي: متارجح
آخر نشاط: 2/April/2016
الاتصال:
باحثة بريطانية تاخذ الجنائن المعلقة من نبوخذ نصر وتمنحها الى "جد حارق النبي ابراهيم"
منظر تخيلي للملك البابل نبوخذ نصر وهو ينظر الى الجنائن المعلقة
باحثة بريطانية تاخذ الجنائن المعلقة من نبوخذ نصر وتمنحها الى "جد حارق النبي ابراهيم"
فجرت أكاديمية بريطانية، مفاجأة من العيار الثقيل بتأكيدها أن الجنائن المعلقة التي تعد من عجائب الدنيا السبع، شيدت في نينوى من قبل الملك الآشوري سنحاريب وليس الملك البابلي نبوخذ نصر، وفي حين اعتبرت أن النصوص القديمة المتعلقة بالموضوع كانت سيئة الترجمة إلى درجة جعلتها "محض هراء"، تعهدت بنشر تفاصيل كاملة عن الموضوع في كتاب ستصدره قبل نهاية الشهر الحالي.
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية، في تقرير نشرته، اليوم، واطلعت عليه (المدى برس)، إن "مكان وجود حدائق بابل المعلقة، يعتبر من عجائب العالم القديم السبع، وأحد أكبر الألغاز الاثارية"، مشيرة إلى أن "عدم تمكن علماء الآثار من العثور على أدلة تاريخية لوجودها بين أطلال بابل القديمة قد دفع بالبعض بالتشكيك بوجودها أصلاً".
وذكرت الصحيفة، أن "أكاديمية بريطانية من جامعة أوكسفورد (Oxford) تدعى ستيفاني دالى، تمكنت من بعد قضاء 18 عاماً من الدراسة والبحث، من جمع معلومات تعتبر ثروة من الأدلة النصية التاريخية التي تدل على أن الحدائق المعلقة قد انشأت في نينوى، (405كم شمال العاصمة بغداد)، وليس في بابل،(100 كم جنوب العاصمة بغداد)، التي تبعد عنها 300 ميل في حقبة بدايات القرن السابع قبل الميلاد".
وبينت الصحيفة، أن "الأكاديمية دالي، وهي خبيرة باللغات التاريخية القديمة لدول الشرق الأوسط، "استنتجت بأن الجنائن المعلقة قد شيدها الاشوريون شمالي بلاد الرافدين وليس أعدائهم الكبار من البابليين في الجنوب"، معتقدة أن "بحثها يبين بأن الانجاز الهندسي والفني لهذا الصرح قد حققه الملك الاشوري سنحاريب وليس الملك البابلي نبوخذ نصر".
وينبثق الدليل الذي قدمته الأكاديمية دالي، وفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية، من خلال "حل رموز ومغالق نصوص رقم طينية بابلية وآشورية مكتوبة باللغة المسمارية وإعادة ترجمتها بعد ذلك لنصوص يونانية ورومانية".
وتضمنت تلك النصوص، بحسب الغارديان على "رقم حفرية آشورية تعود للقرن السابع قبل الميلاد حيث اكتشفت دالي سوء ترجمتها في حقبة العشرينات من القرن الماضي"، لافتة إلى أن دالي "قللت من قيمة النص المترجم وعدته محض هراء".
وأوضحت الغارديان أن الأكاديمية البريطانية "اندهشت عندما رأت وصف الملك سنحاريب الشخصي لقصر فذ منقطع النظير على أنه اعجوبة لكل الناس"، وتابعت أن "سنحاريب وصف أيضاً اعجوبة صنع دولاب رفع المياه الملولب باستخدام وسيلة جديدة لصب قوالب البرونز".
وأكدت الباحثة دالي، كما أوردت الصحيفة، أن هذا "الابتكار سبق تاريخ اختراع ارخميدس للنظام المدولب بأربعة قرون".
ونقلت الغارديان عن دالي قولها إن ذلك كان "جزءاً من نظام معقد لقنوات وسدود وسواقي لجلب مياه الجبال من منابع تبعد 50 ميلاً عن قلعة نينوى وجنائنها المعلقة"، موضحة أن "النص يسجل في الرقم الحفرية على أن المياه كانت تضخ إلى الأعلى طوال اليوم".
وواصلت الغارديان، أن "الاستكشافات الاثرية الأخيرة عثرت على أدلة عن وجود قنوات مائية إحداها تقع قرب نينوى، وهي واسعة جداً بحيث تصفها دالي بأنها تبدو من الجو كجادة عظمى لطريق السيارات"، مستطردة أن "الرقم الطينية المكتشفة تتضمن نصاً جوهرياً مفاده سنحاريب ملك العالم من مسافات عظيمة وجهت مسالك المياه إلى أراضي نينوى وما يحيطها".
وذكرت الصحيفة، أن "الباحثة دالي التي طرحت نظريتها الموجزة في العام 1992، تستعد لتقديم أدلة مفصلة في كتاب يحمل عنوان لغز جنائن بابل المعلقة الذي ستنشره مطبعة جامعة اكسفورد في الـ23 من أيار 2013 الحالي"، متوقعة أن "يؤدي الكتاب إلى انقسام في الآراء الأكاديمية برغم اقتناعها أن الدليل يقنعها بأن حديقة سنحاريب تلبي معايير كونها إحدى عجائب الدنيا بمضمونها العجيب وهندستها المذهلة المثيرة للإعجاب واسلوبها الفني الذي ينم عن ذكاء بارع".
واعترفت الأكاديمية دالي، كما نقلت الغارديان، أن "فكرة كون الجنائن المعلقة قد بناها الملك نبوخذ نصر في بابل هي حقيقة قد تعلمناها في المدارس وهي مقرة في الموسوعات"، مستدركة لكن "اطروحة دراسية علمية معدلة تتحدى حقيقة معترف بها عالمياً كهذه قد تبدو في أعلى درجات الغطرسة كما أن حقائق تبدو مضمونة في وقت ما قد تصبح زائدة عن الحاجة".
وجاء في تقرير الغارديان أيضاً، أن "قصر سنحاريب بمدرجاته المصنوعة من أحجار شبه كريمة وبمدخل تحرسه أسود نحاسية عملاقة يبدو كقصر مذهل"، لافتة إلى أن "دالي جمعت النصوص التاريخية سوية لتكشف عن الحديقة التي أعادت بناء منظر جبلي بأروقتها الفاخرة وممراتها المعمدة وبنباتاتها وأشجارها الغريبة وسواقيها التي يترقرق منها خرير الماء".
وقالت دالي، إن "عجائب الدنيا السبع قد ظهرت في النصوص الكلاسيكية التي كتبت بعد قرون من بناء الحديقة ويعتبر مؤرخ القرن الأول جوزيفس هو المؤلف الوحيد الذي سمى نبوخذ نصر على أنه الذي أوجد الجنائن المعلقة"، مبينة أنها "وجدت إرباكاً وفوضى كبيرين بشأن الأسماء والأماكن في النصوص القديمة بضمنها كتاب العهد القديم الذي يخلط بين الملكين".
وذكرت دالي، أنه "لم يتم التنقيب إلا عن أجزاء صغيرة من المواقع الاثرية في نينوى لحد الآن وذلك لخطورة المنطقة وكونها ما تزال كذلك لحد الآن أمام تنفيذ تنقيبات جديدة".
يذكر أن حدائق بابل المعلقة، نسبت في المصادر التاريخية إلى الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني، الذي حكم بين العامين 562 و 605 قبل الميلاد، وذكر بأن سبب بنائها هو إرضاء زوجته الملكة التي كانت ابنة أحد قادة الجيوش التي تحالفت مع أبيه الذي بذل الجهد الكبير في قهر الآشوريين، وكانت تدعى اميتس الميدونية التي افتقدت المعيشة في تلال فارس، وكانت تكره العيش في مسطحات بابل، لذلك قرر نبوخذ نصر أن يسكنها في بناء فوق تلال مصنوعة بأيدي الرجال، وعلى شكل حدائق معلقة.
والملك سنحاريب (بالأكادية يقرأ سين-أحي-إريبا)، كان ابن الملك سرجون الثاني وملك الإمبراطورية الآشورية الحديثة في الفترة (705 - 681 ق.م.). , و هو والد آسرحدون الذي تولى مملكه اشور بعد ابيه.
وتقول المصادر ان سنحاريب على عكس غيره من الملوك الآشوريين لم يكن له اهتمام توسعي بل عمل على بناء مدن جديدة غير أنه واجه عدة ثورات على حكمه في بابل ومملكة إسرائيل ما حدا به إلى تنظيم بعثات عسكرية لإخضاعها وهناك اصطدم مع القوات الكوشية بقيادة الفرعون النوبي طهارقة .
ويقول بعض الباحثين الاسلاميين ان سنحاريب هذا هو جد الملك الذي سماه القرآن بـ"النمرود" وهو الملك الذي تقول القصة القرانية انه اوقد نارا عظيمة لاحراق النبي ابراهيم، لكن الله نجاه منها، وتضيف القصة القرانية ان نمرود حاول الطيران الى السماء لمحاربة الله، لكنه لم ينجح، وتضيف ان الله اهلك النمرود بعدها.
مايميز عهد سنحاريب حالة التقارب والتحالف مع الفينيقيين واليونان، الذين قدموا له الدعم في إنشاء السفن التي استخدمها في محاربة الممالك البابلية الموجودة في أقصى الجنوب عند رأس الخليج العربي، لاسيما بابل وبعض الممالك السورية كانت قد وقفت بالضد من بلاد آشور) في شرق سوريا والهلال الخصيب.