TODAY - 06 January, 2011
انتقلت من أميركا إلى السويد.. ولا تزال تحيّر الخبراء والأطبّاء
تساقط الطيور النافقة يغدو ظاهرة تجوب العالم مثيرة الذعر والذهول
حوادث الطيور النافقة المتكررة .. هل تصبح إحدى ظواهر العام 2011؟طيور بالمئات وبالآلاف تسقط نافقة فتحّلق معها تساؤلات عجز العلماء والأطباء حتى الساعة عن فك طلاسمها وإعطاء إجابات شافية عن 3 حوادث انتقلت من ولايتي أركنسو ولويزيانا الأميركيتين إلى السويد، لتغدوَ ظاهرة غريبة، قد تكشف الأيام المقبلة عن خفاياها وقد تظلّ أسرارها معلّقة بين سماء وأرض.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
بعد أيام من انهمار مئات الطيور النافقة من السماء على بلدة بيبي في ولاية أركنسو، شهدت ولاية لوزيانا ظاهرة مماثلة. قد يبدو تساقط طيور نافقة من السماء وطفح أنهار بمئات الآلاف من الأسماك الميتة كذلك سيناريو فيلم من أفلام هوليود عن يوم الدينونة.
لكن سكان ولايات عديدة يواجهون حقيقة واقعة تتمثل في حالات موت جماعي طالت أنواعًا من الحياة البرية. وتوقف المسؤولون إزاء هذه الظاهرة حائرين بشدة، فيما أخذ مواطنون يطلقون النكات عن قرب نهاية العالم لإخفاء قلقهم في الداخل.
تحدثت تقارير عن العثور على نحو 500 طير أسود نافقة في ولاية لوزيانا، حيث تناثرت جيفها على مقطع من الطريق السريع قرب مدينة لابار بعد سقوطها نافقة من السماء.
جاء الحادث بعد أيام من انهمار زهاء 5000 طير أسود من السماء في ولاية أركنسو المجاورة. وتحدث سكان عن تعثرهم بطيور ميتة على الأرصفة أو إصابتهم بالرأس نتيجة سقوطها من السماء.
كأن هذا لم يكن كافيًا، فأبلغ صيادون وأشخاص آخرون عن موت أكثر من 80 ألف سمكة بصورة مفاجئة في نهر أركسنو على بعد قرابة 160 كيلومترًا من بلدة بيبي، التي أمطرت سماؤها طيورًا نافقة.
وأثارت هذه الأنباء قلق السكان ومحبي الحياة البرية في عموم الولايات المتحدة، لكن مسؤولون لفتوا إلى أن مثل هذه النفوقات الجماعية تحدث بصورة طبيعية. ويبدو أن موت الأسماك في أركنسو اقتصر على نوع واحد، في مؤشر إلى حدوث وباء محدَّد. ونُسب نفوق الأسماك في ولاية ماريلاند إلى التقلبات الحادة في درجات الحرارة بسبب موجة البرد.
لكن موت الطيور يبقى لغزًا محيرًا. وبدأ المسؤولون يجمعون جيف الطيور في لوزيانا، فور انتهائهم من جمعها في ولاية أركسنو. وتوصل الخبراء إلى أن الطيور أُصيبت بصدمة داخلية، ربما نتيجة عاصفة قوية واستثنائية ضربت السرب بصورة مفاجئة.
وذهبت تكهنات إلى أن المفرقعات والألعاب النارية عشية السنة الجديدة أفزعت الطيور، بحيث إنها من شدة الصدمة لم تتمكن من تفادي الاصطدام بالأشجار وأبراج الكهرباء والمباني.
في حين أكد خبراء في علم الطيور أن لا داعي للقلق. ونقلت صحيفة الغارديان عن رئيس جمعية أوبورن لحماية الطيور غريغ بوتشر قوله إن موت الطيور جماعيًا يمكن أن يحدث بسبب المجاعة والعواصف والمرض والمبيدات والاصطدام بأبنية أو جراء اضطرابات من صنع الإنسان. ولفت إلى أن النتائج الأولية تشير إلى أن ما شهدته بعض الولايات الاميركية من حوادث منعزلة ناجمة على الأرجح من اضطراب وفقدان الاتجاه.
عدوى الطيور النافقة: إلى السويد دُرّ
في تواصل مستغرب للظاهرة نفسها، ولكن في بقعة أخرى من العالم، عثر على 50 إلى 100 طير نافق لأسباب لم تعرف بعد، ليل الثلاثاء الأربعاء، منتشرة على طريق عند مدخل مدينة صغيرة في جنوب غرب السويد، بعد نفوق آلاف الطيور في جنوب الولايات المتحدة.
وأوضح كارتر أولفسون من فرق الإغاثة في فالكوبينغ الواقعة على بعد حوالي مئة كيلومتر من غوتبرغ أن بعض الطيور، وهي نوع من الغربان، "كانت لا تزال حية، في حين نفقت غالبيتها".
وذكر أن الطبيب البيطري في المنطقة أخذ خمسة طيور لتحليلها، على أن تصدر النتائج بعد 24 أو 48 ساعة. وتظهر صور التقطها شهود في وسائل الإعلام السويدية، الطيور مبعثرة في وسط الطريق على بعد عشرات الأمتار عن بعضها البعض بعدما سقطت على الأرجح من السماء.
وحادث فالكوبينغ أتى بعد نفوق آلاف الطيور في حادثين في الولايات المتحدة في أركنسو ولويزيانا في الأيام الأخيرة. وأفادت سلطات ولاية أركنسو أن النتائج الأولية للتحاليل لا تشير إلى إصابة الطيور بمرض ما، وأنها نفقت على الأرجح من الخوف.
الخوف من الألعاب النارية ليلة 31 كانون الأول/ديسمبر أو الطلقات التي تستخدم للتخلص من الطيور المزعجة، قد يكون أدى إلى تحليق هذه الطيور ضعيفة النظر ليلاً، بأعداد كبيرة وارتطامها بمنازل وأشجار. وقال شهود فرق الإنقاذ لوسائل الإعلام السويدية إن ألعابًا نارية أطلقت مساء الثلاثاء في سماء فالكوبينغ.
وفي خبرذات صلة كان قد نُشر سابقاً:
أنعشت نظريات المؤامرة وقصص يوم الدينونة
المفرقعات أو حبّات البَرد قد تحلّ لغز هطول طيور أركنسو النافقة
الخبراء أثناء تجميع الطيور النافقة تمهيدًا لإرسالها إلى المختبرات لتبيان اسباب الظاهرةفجّرت حادثة هطول طيور نافقة في ولاية أركنسو مخيلات سكان بلدة بيبي، منهم من ربطها بالمؤامرات وروايات يوم الدينونة، بينما تلفت تحليلات إلى أنها قد تكون نفقت وانهمرت من السماء نتيجة تعرضها لوابل من حبات البرد، أو بسبب الألعاب النارية التي أطلقت لمناسبة رأس السنة.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
من المرجح أن يكون هناك تفسير علمي بسيط لليوم الذي أمطرت فيه السماء طيورًا ميتة على مدينة بيبي الصغيرة في ولاية أركنسو عشية السنة الجديدة.
لكن قلقًا حقيقيًا سرعان ما ساور سكان البلدة البالغ عددهم نحو 5000 عندما توافدت فرق تنظيف البيئة على البلدة في اليوم الأول من السنة الجديدة لالتقاط آلاف الطيور الميتة التي تناثرت على الطرق والأرصفة.
وكان سبب القلق الرئيس هو أن الطيور مثلها مثل الكناري في منجم الفحم، كانت نذير خطر سام. وازداد القلق في غياب تفسير يقطع الشك باليقين، وراح أصحاب المخيلات الخصبة ينسجون سيناريوهات غريبة عجيبة.
وشرع آخرون يربطون هطول الطيور الميتة، وهي ظاهرة نادرة، لكنها ليست فريدة، بأمور شتى من اعتبارها علامة تشير إلى قرب نهاية العالم، على غرار ما ورد في القصة التوراتية، إلى مؤامرات كيمياوية تُحاك في الخفاء مرورًا بتحولات في مركز الأرض المغناطيسي، بل وحتى كونها دليلاً على وجود أطباق طائرة وأجسام غريبة مجهولة الهوية.
وصرحت عضو بلدية المدينة بيكي شورت لصحيفة نيويورك تايمز أن بعض الأهالي أخذوا يمارسون التنظير بدعابة عن هذه الاحتمالات، لكن آخرين ينظرون إلى الأمر بجدية. وكتبت بولا موني في الطبعة الالكترونية لصحيفة إيكزامنر أنها بوصفها مسيحية لا يسعها إلا أن تتذكر فيلم "الإشارة السابعة" في عام 1988، الذي تدور حبكته حول ظهور علامات على يوم الدينونة، كما ورد في الكتاب المقدس. كما جاء في العهد القديم إشارات إلى غضب الرب وإرساله طيورًا، ولكن الكتاب المقدس لا يذكر شيئًا عن طيور ميتة.
نظريات مؤامرة أخرى تحدثت عن آثار تجارب تجريها الحكومة على أسلحة سرية. لكن ظهور أسماك ميتة في الوقت نفسه تقريبًا على سطح نهر أركنسو أثار قلق المسؤولين عن إطلاق مواد سامة في ماء النهر، ربما من إحدى المنشآت الصناعية. غير أن الاختبارات التي أُجريت لم تتوصل إلى ما يدلّ على تسمم حيوانات.
في غضون ذلك، أُرسلت عشرات الطيور الميتة إلى مختبرين مختلفين. وتبين النتائج الأولية أن سرب الطيور الذي أمطرته السماء على مدينة بيبي فزع وفّر من أعشاشه بسبب الألعاب النارية، ثم هلك بعدما ضربته عاصفة مفاجئة، أو ربما بفعل الصدمة الناجمة من ضوضاء الاحتفال عشية السنة الجديدة. وقالت السلطات إن موت الأسماك ناجم من مرض محلي، يصيب نوعًا معينًا منها.
ونقلت صحيفة كريستيان ساينس عن الخبيرة المتخصصة في علم الطيور كارين راو أنه إذا كان وابل الطيور الميتة الذي انهمر على بلدة بيبي نذيرًا عن قدوم شيء، فهو تناقص أنواع الطيور على نطاق واسع، ولكن تدريجي في أنحاء الولايات المتحدة. ورأت أنّ هذا مقلق أكثر من حادث منفرد يتعلق بنوع محدد.
وأفادت صحيفة «أركنسو تايمز»، بأن الطيور قد تكون نفقت نتيجة تعرضها لوابل من حبات البرد. لكن نظرية أخرى توجه أصابع الاتهام إلى الألعاب النارية التي أطلقت لمناسبة رأس السنة، والتي قد تكون فاجأت أسراب الطيور.