في يومٍ ليسَ ببعيد وفي أحدى ساعات الصباح ألباكِرِ وَرَدَ أليَّ اتصال
من صديقٌ قريب يسألني عن حالتي وأن كنت ُ في أشتياق ٍ لهُ؟
فأجبتهُ بغرورٍ ليس لي مكان في الدنيا من بعدك وقد أضاف قائلاٍ
ألا تُريد أن تراني أو تلـتـقـينِ !!
فقلت هذهِ أمنيتي منذ سنين ــ حيثُ أنا لم نلتقِ منذُ مرحلة الاعدادية ــ
فقالَ لي أنتظرنِي عندَ محطةّ القطار
فخرجتُ والساعة السادسة صباحا
فقالت لي والدتي التي كانت قد أنهت صلاتها الآن
الى أين أنت ذاهِب؟
قلتُ الى أحد أصدقائي !
فقالت لي ليس لديك عمل سوا الاصدقاء فَهم مشغولون
بتكوين أنفُسِهم ،
أما انت فَمشغولٌ بِهم
ألا تُريد أن تكوّن نفسك ، ألا تُريد أن تتزوج أريد أن
أرى أطفالك يَحومونَ عليَّ كما تَحوُم الطيور حولَ عيون الماء
فأجبتها عن قريب أن شاء الله
فخرجتُ مِنْ البيت وجهتي المحطة حتى بدء المطر يَنهَمِر
فواصلتُ مسيري الى آخِر الشارع فركبتُ سيارة أُجرة وأنا مشبعُ
بمياه الأمطار ، فقالَ لي السائِق هل جُننت أنت مبللٌ وتُريد الذِهاب للعَمل
فأجبتهُ نعم حبُّ صديقي أجننِ
فدُهِشَ السائِق هل أنت ذاهِبٌ ألى صديق ؟ ـ فبدء يضحكُ ـ
فقلتُ له أنا لم ألتقِ به منذُ مرحلةّ الاعدادية .
أما أنا أعملُ حارِساً في أحدى (الشركات) بَعد أن تَركتُ
الدِراسة وقلت لصديقي ان الدِراسة لا تنفَعُكَ
فتبسمَ قائِلاً نعم سأتركُها بعد أن أدرِسُ الهندسة ! !
لأنها حلمي منذُ الصِغر فسَكت السائِق وقالَ بِحزنً
ليت أني كنتُ معهُ لأنهيتُ الدراسة وأبقى أدرِس ما دمتُ حياً