ان من اهم الامور ان نعرف الرجال بالحق لا الحق بالرجال كما قال امير المؤمنين عليه السلام فهنا في هذه الرواية المباركة تبين لنا الحق في معرفة صاحب الحق وكيف يتعامل مع اتباعه ومواليه لبيان حقوق الاخوان ؛ تفضل اقرء وتدبر ثم قس الناس لتعرف ماهية الاجناس :
تفسيرالإمامالعسكري 325 التواضع و فضل خدمة الضيف
و قال الحسن بن علي عليه السلام :أعرف الناس بحقوق إخوانه، و أشدهم قضاء لها، أعظمهم عند الله شأنا، و من تواضع في الدنيا لإخوانه فهو عند الله من الصديقين، و من شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام حقا.
و لقد ورد على أمير المؤمنين عليه السلام أخوان له مؤمنان أب و ابن، فقام إليهما و أكرمهما، و أجلسهما في صدر مجلسه، و جلس بين أيديهما، ثم أمر بطعام، فأحضر فأكلا منه، ثم جاء قنبر بطست، و إبريق من خشب، و منديل لليبس، و جاء ليصب على يد الرجل ماء. فوثب أمير المؤمنين عليه السلام فأخذ الإبريق ليصب على يد الرجل، فتمرغ الرجل في التراب و قال يا أمير المؤمنين الله يراني و أنت تصب الماء على يدي قال اقعد، و اغسل يديك فإن الله عز و جل يراك و أخاك الذي لا يتميز منك و لا يتفضل عنك و يزيد بذلك في خدمه في الجنة مثل عشرة أضعاف عدد أهل الدنيا و على حسب ذلك في ممالكه فيها. فقعد الرجل. فقال له علي عليه السلام أقسمت عليك بعظيم حقي الذي عرفته و بجلته، و تواضعك لله حتى جازاك عنه بأن ندبني لما شرفك به من خدمتي لك لما غسلت مطمئنا كما كنت تغسل لو كان الصاب عليك قنبرا. ففعل الرجل ذلك . فلما فرغ، ناول الإبريق محمد بن الحنفية و قال يا بني لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه لصببت الماء على يده، و لكن الله عز و جل يأبى أن يسوي بين ابن و أبيه إذا جمعهما مكان، لكن قد صب الأب على الأب، فليصب الابن على الابن. فصب محمد بن الحنفية على الابن. قال الحسن بن علي عليه السلام فمن اتبع عليا عليه السلام على ذلك فهو الشيعي حقا .