TODAY - January 05, 2011
مطعم فلافل يقود ثورة لتقديم أسعار معقولة بالمطاعم الأوروبية
بات يرد اسم الفلافل في ابرز ادلة الطهي في أوروبا، لا سيما مع توجه البعض نحو الوجبات البسيطة والرخيصة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
للمرة الأولى، تتاح الفرصة أمام مطعم خبز وفلافل أن يرد ذكره في واحد من أبرز أدلة الطهي في أوروبـا، بعد أن بدأ يدرك الأفراد المتخصصون في مجال نقد وتقييم المطاعم حقيقة جاذبية المطاعم الرخيصة بالنسبة للمستهلكين الذين يعانون من ضائقة مالية.
وأكدت في هذا السياق اليوم صحيفة "الدايلي تلغراف" البريطانية على بدء ظهور اتجاه من جانب المستهلكين في فرنسا والمناطق المجاورة نحو تناول أطعمة بسيطة ومنخفضة التكاليف. وعلى عكس حالة الرواج الفعلي التي بدأت تشهدها المطاعم الصغيرة التي تقدم تلك النوعية من الأطعمة، بدأت تواجه المطاعم الكبرى المرصعة بالنجوم، التي تعتبر درجات تكريم من ميشلان، العديد من الصعوبات والمتاعب.
وقد قام دليل الطهي الفرنسي GaultMillau، الذي يأتي بعد دليل ميشلان، بمنح مطعم الفنجان في انتويرب 13 نقطة من أصل 20 نقطة، بعد أن وصف اللحم الذي يقدمها بـ "البسيطة، والنقية، والنضرة". وقد أدرك القائمون على الدليل الفرنسي أن المطعم يستحق زيارة، عندما اكتشفوا أن الطهاة في المطاعم المحلية ينتهي بهم الحال في وقت متأخر من الليل لتناول وجبة من الكباب هناك، حسبما أفادت الصحيفة.
وفي الوقت الذي لم تمنع فيه الأزمة المواطنين الفرنسيين من تناول الطعام خارج منازلهم – نمت مبيعات المطاعم بنسبة قدرها 7 % هذا العام – واتضح أن المبلغ الذي ينفقوه على وجبة متوسطة قد انخفض بالنسبة ذاتها تقريباً. وقال في هذا الجانب برنارد بوتبول، رئيس شركة "Gira conseil " المتخصصة في الاستشارات المتعلقة بالطعام، إن هناك نوعان من المطاعم قد استفادا من هذا التغيير، بدءً من الوجبات السريعة، التي شهدت حالة من النمو بلغت نسبتها 9 % هذا العام.
وأضاف قائلاً: "يدرك الآن الفرنسيون أن الوجبات السريعة لم تعد مرادفاً للغذاء السيء، بمعنى أنك لست في حاجة لتتناول أي قمامة قديمة، فقط لكونك في عجلة من أمرك". وهو الاتجاه الذي رأت الصحيفة أنه قد تم تعزيزه من جانب سلسلة من كبار الطهاة الدوليين الفرنسيين، من أمثال بول بوكيز، وألان دوكاسي، وغاي مارتن.
وبينما يحظى دليل ميشلان الآن بقسم متزايد للوجبات التي يقل سعرها عن 35 يورو، أشار برنارد بوتبول إلى أن أدلة الطهي الكبرى لازالت غير مواكبة للعصر الحالي ومتغيراته. وتابع في هذا السياق بقوله:" ما هو الهدف من وجود دليل للطهي؟ هو إظهار المكان الذي يمكن العثور فيه على طعام جيد للغاية. وفن حسن الأكل لا يقدم اليوم فحسب على المائدة، بل يمكن للأفراد أن يجدوه في كل مكان، بما في ذلك الوجبات السريعة. ودليل الطهي ميشلان غير مستعد قطعاً لقبول أمر كهذا".
ثم أوضح بوتبول أن الاتجاه الثاني تمثل في ظهور جيل كامل من الطهاة الشباب في فرنسا يقومون بافتتاح مطاعم تقدم الأكل الجيد وبأسعار أكثر من معقولة. ونقلت الصحيفة في النهاية أحد الطهاة، ويدعى يفيز كامديبورد، قوله: "يعتاد أبناؤنا، كابني الذي يبلغ من العمر 26 عاماً، أن يتناولوا طعامهم بشكل سريع، وهم واقفون؛ ويرفضون كل هذه القوانين الحادة التي تطبقها المطاعم. وهنا (ويقصد به المطعم الذي افتتحه عام 1992 ويقدم مأكولات جيدة بأسعار منخفضة بصورة غير مسبوقة) يحصلون على الجودة، والخدمات الشخصية، ويمكنهم أن يشعروا بهويتهم".