قبل أن نتحدث عن حقوق الحيوان نبين الأهمية الحيوية والبيئية للحيوان:
الحيوان من الكائنات الحية الأرضية المهمة فهو الذي يحول النبات إلى بروتين ولبن وشعر وصوف ووبر وعظام ويحمل الأثقال ويحافظ على السلاسل الغذائية الأرضية البرية والبحرية ويقوم بتحرير طاقة النبات والكربون الذي حبس في النبات حتى تستمر عملية البناء الضوئي من هنا كان للنبات أهمية حيوية وبيئية كبرى لايتسع المقام لبيان أهمية إعطاء الحيوان حقه,

فمن حقوق الحيوان ما يلي:
. الحق في الحماية:

فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال صلى الله عليه وسلم: نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة فأخرج متاعه من تحتها
ثم أمر ببيتها فأحرق بالنار فأوحى الله إليه فهلا نملة واحدة.

وفي هذا الحديث حماية لبيت النمل من الهلاك فلو أهلك نملة واحدة أي النملة التي لدغته وحدها لما عاتبه الله على ذلك, ومن حماية الحيوان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نص عن استخدام الحيوان هدفاً في الرماية فقد مر ابن عمر رضي الله عنهما بفتيان من قريش نصبوا طيرا أو دجاجة يترامونها وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم فلما رأوا ابن عمر تفرقوا
فقال ابن عمر:

لعن الله من فعل هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئاً فيه الروح غرضاً,

وفي هذا الحديث وغير من الأحاديث حق الحيوان في الحماية.


2. الحق في الرعاية:

( فقد عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت لاهي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها ولاهي تركتها تأكل من خشاش الأرض )

رواه البخاري.

( وقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعير لصق ظهره ببطنه فقال:
اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة, فاركبوها صالحة, وكلوها صالحة )
رواه أبو داوود وابن خزيمه في صحيحة, وقال: قد لحق ظهره ببطنه.
روت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يضغي للهرة الإناء فتشرب وهذه الأحاديث وغيرها تظهر رعاي الإسلام للحيوان.

وقف الهررة:

من منطلق حق الحيوان في الرعاية فقد أوقف المسلمون وقفاً للقطط سمي يوقف الهررة
حيث يعدون طعاماً للقطط تأكل منه ثم تنصرف في الصباح والمساء.


3 ـ الحق في الرحمة:

لقد رحم الإسلام الحيوان

ففي حديث ابن عباس رضي الله له أن رجلاً أضجع شاة، وهو يجد شفرته
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" أتريد أن تميتها موتتين ؟ هلا أحددت شفرتك قبل أن تضيعها "
رواه الطبري واللفظ له.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمرة (طائر) معها فرخان فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة فجعلت تعرش فجاء النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: من فجع هذه بولديها ردوا ولديها إليها.


4 ـ الحق في الطعام والشراب:

وللحيوان الحق في الطعام والشرب و قد علمنا أن مرأة دخلت النار في هرة لأنها حبستها ولم تطعمها.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
بينما رجل يمشي فأشتد عليه العطش فنزل بئراً فشرب منها ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث،
يأكل الثرى من شدة العطش قال: لقد بلغ هذا الكلب مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه ثم أمسكه
بفيه ثم رقى فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجراً،
قال: في كل كبد رطبة أجرا.


5 ـ الحق في رفع الظلم عنه:

قال:حق الحيوان رفع الظلم عنه قال مالك:
أن عمر بن الخطاب مر بحمار عليه لبن (طوب غير محروق) فوضع عنه طوبتين، فأتت سيدته (صاحبة الحمار) لعمر فقالت: يا عمر مالك ولحماري؟ ألك عليه سلطان؟ قال : فما يقعدني في هذا الموضوع.
وقال عمر: لو أن بغلة بالعراق تعثرت لسؤل عمر عنها لماذا لم يمهد لها الطريق.
وقد رأى الفاروق رجلاً حمل بعيره مالا يطيق فضربه وقال: لم تحمل بعيرك مالا يطيق.

قال الماوردي رحمه الله
(إذا كان من أرباب المواشي من يستعملها في مالا تطيق أتكره المحتسب عليه ومنعه منه)


6 ـ الحق في الوقاية من المرض:

فقد قرر الإسلام حق الحيوان في الوقاية من الإصابة بالأمراض المعدية فمن التعليمات فمن التعليمات الإسلامية (لا يوردن ممرض مصح)، والممرض هي الإبل المريض التي تعدى غيرها فلا يجب أن تحتك الحيوانات المريض بالصحيحة حتى لا تعديها وفي هذا حق لوقاية الحيوان من المرض.


7 ـ الحق في بيئة نظيفة:

فقد حرم الإسلام الإفساد في الأرض قال تعالى
(ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها)
ومن الإفساد تلوث الماء والنبات والهواء والتربة، فعندما ينهى الإسلام عن ذلك فإنما يحمي الحيوان من التلوث المائي والهوائي والنباتي، وهذا حق لكل كائن حي وجهاد بما في ذلك الحيوان.


8 ـ الحق في عدم تغيير خلقته:

فقد حرم الإسلام وسم الحيوان في الوجه
لأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لعن من ضرب أو وسم وجه الحيوان
وقد ذكر الفقهاء أن قطع ذنب الحيوان يوجب التعزير، كما لا يجوز فصد أو قطع أو كي الحيوان
من غير المختص لأن فعل ذلك بغير تخصص يشوه الحيوان ومن فعل ذلك يلزمه الضمان.


9 ـ الحق في عدم السب واللعن:

حرم الإسلام لعن البهيمة فقد روى الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم
كانا في سفر فلعنت امرأة ناقة فقال: خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة،
فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد وفي هذا حماية للحيوان من السب واللعن.


10 الحق في بيان فوائده واستثمارها:

فمن حق الحيوان في الإسلام بيان فوائده قال تعالى:
( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون. ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس. إن ربكم لرءوف رحيم. والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون. وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء الله لهداكم أجمعين)
النحل: 3ـ 9.
وقال تعالى:
( والله جعل لكم من بيوتكم سكناً وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتاً تستخفونها
يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأشعارها أثاثاً ومتاعاً إلى حين)
النحل: 80.
وقال تعالى:
(يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون)
النحل: 69.
كما نهى المصطفى صلى الله عليه وسلم ذبح الحلوب للضيف
فقال لمضيفه الأنصاري: " إياك والحلوب ".
كما أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم الانتفاع بجلد الشاة فقال (هلا انتفعتم بجلدها).


11 ـ فقد حض الإسلام على حفظ جنس الحيوان ونوعه،

فقد نهى عن حرق بيت النمل
كما قلنا سابقاً وقال " فهلا نملة واحدة" .
وقال صلى الله عليه وسلم
لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها فأقتلوا منها الأسود البهيم
قال تعالى
(وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء)
الأنعام: 38.
وما دامت الطير أمة وكل دابة أمة وجب الحفاظ عليها.


12 ـ الحق في الدراسة العلمية:

فقد ينبهنا الله إلى أهمية الدراسة العلمية للحيوان وتضيف كما ذكرنا في حقه في الحفاظ
على أمته وجنسه ونوعه قال تعالى:
(والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على
أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير)
النور: 45.
قال تعالى: (وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها من بين فرث
ودم لبناً خالصاً سائغاً للشاربين)
النحل: 66.
وقال تعالى
(وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلي
من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذلاً. يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس
إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون)
النحل: 69.
وهنا يقرر الله حق الحيوان في التفكير في خلقه ومنافعه وسلوكه من هنا أقر حق الاهتمام
بدراسته العلمية وهكذا وضع الإسلام للحيوان حقوقاً ما سبق كان غيضاً من فيض ذلك.




منقول